ناقشت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران جناية تهريب المهاجرين من طرف شخصين ،المتابع فيها كل من (م.ي) و (ر.ب) حيث قضت بـ 10 سنوات سجنا نافذا ومليون دينار غرامة نافذة مع عدم استفادتهما من ظروف التخفيف.
حيث تعود وقائع القضية إلى تاريخ السابع أكتوبر من سنة 2018 عندما اعترض حراس السواحل في عرض البحر على بعد 10 أميال شمال مدينة وهران زورقا كان بصدد الغرق وعلى متنه 15 مهاجرا سريا،أين تم فتح تحقيق ابتدائي باشرته فرقة الدرك الوطني بكنستال و عند سماع المتورطين في الهجرة الغير شرعية تبين أن منظم الرحلة هو المسمى (ر.ب) المكنى “المعسكري” بمساعدة (م.ي) الوسيط بينه و بين الراغبين في الهجرة. و حسب شهادة أحد الحراڨة صرح أنه كان يخطط لعملية الهجرة السرية عبر البحر و التقى المدعو (م.ي) الذي أبلغه أنه يخطط لنفس العملية و طلب منه 000 100 دج مقابل ذلك فسلمه له، بعدها بيوم السبت اخبره أن العتاد جاهز تدبَّره من شخص يقيم بمدينة عين الترك على علاقة به و أن الرحلة في نفس ذلك اليوم و أقلعوا من شاطئ موئراف على الساعة منتصف الليل و تم توقيفهم على الساعة 03 صباحا من طرف حراس السواحل مضيفا أنهم تداولوا على قيادة الزورق و أول من أقلع به هو (م.ي).
أما الشاهد (ح.م) صرح أنه كان يرغب هو الآخر في الهجرة الغير شرعية و كان في اتصال مع اصدقائه سبقوه في ذلك و هم في فرنسا و لما أخبرهم برغبته تلك دلوه على (م.ي) فاتصل بهذا الأخير و اتفق معه و ترك له رقم هاتفه النقال و اتصل به يوم الرحلة و طلب منه إحضار مبلغ 100.000 دج و هو ما قام به وتوجه إلى المكان المحدد أين سلمه المبلغ فأمره بالصعود على متن شاحنة نوع شانا بيضاء اللون ضمن عدد من الشبان و كانت تحمل زورق مطاطي و محرك و ركب معهم (م. ي) و توجهوا إلى الشاطي الصخري بمنطقة مونراف أين تم نفخ القارب و تركيب المحرك ليغادروا في حدود منتصف الليل و السالف الذكر هو من كان في القيادة كما هناك شهود تواصلوا مع المتهم الثاني (ر.ب) أين كشف أحدهم أنه كان برفقة أصدقاءه بدوار بوجمعة و تقدم إليهم المدعو المعسكري و عرض عليهم فكرة الهجرة السرية و أقنعهم بذلك مقابل منحه مبلغ 120.000 دج للشخص الواحد علما أن المعني معروف بتنظيم مثل تلك الرحلات و ايام قبل الاقلاع سلمه مبلغ 240.000 دج ثم نقله هو وصديقه حينها حدد لهما موعد و مکان الرحلة و في التاريخ المحدد في حدود الساعة 19.30 التقيا بالمدعو(ر. ب) المكنى المعسكري بخرجة دوار بوجمعة و من هناك نقلهما على متن شاحنة نوع شانا مع مجموعة شبان اضافة الى قارب مطاطي و محرك و حوالي 08 صفائح بنزین و توجهوا إلى الشاطئ و انطلقت الرحلة و كان(م.ي) هو من يقود عند الإقلاع.
خلال جلسة المحاكمة أنكر المتهم الأول جميع الأفعال المنسوبة إليه جملة وتفصيلا مؤكدا أنه كان من بين المرشحين للهجرة و تم توقيفه على متن القارب و ان منظم الرحلة هو المتهم الثاني (ر.ب) هذا الأخير قرر الاعتراف على أنه هو مدبر الرحلة ولا علاقة لسابقه بالقضية، متراجعا عن تصريحاته أمام قاضي التحقيق التي بررها بصحوة الضمير.
كما رافع دفاع المتهم الأول ببطلان إجراءات المحاكمة كون سبق الفصل في نفس الملف عن جنحة الهجرة غير الشرعية وتم إدانته بغرامة مالية. ممثل الحق العام خلال مرافعته أكد ثبوت التهم ضد المتهمين ملتمسا توقيع عقوبة 10 سنوات سجنا، لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور سابقا.
بن شارف.أ
