عاجلمنوعات

عن عمر ناهز الـ 60 سنة …الأسرة الإعلامية بوهران تفقد إلى الأبد الإعلامي و الكاتب المسرحي العربي مفلاح

ودعت الأسرة الإعلامية الجزائرية عامة و بوهران خاصة إعلاميا آخر  خلال هذه السنة و خلال أيام معدودة فقط فبعد كريم بوسالم و فتيحة بن شيخ  شاء القدر أن نفقد ليلة الأربعاء الإعلامي و الكاتب المسرحي العربي مفلاح عن عمر ناهز الـ 60 سنة .

الراحل له مسيرة طويلة مع الكتابة الصحفية أين تعاقب على العديد من العناوين الصحفية الجهوية و الوطنية كالجزائري و صدى وهران و الوصل و البلاد و البلاغ …. و غيرها من الصحف  أين شغل فيها كصحفي بمختلف أقسامها الوطنية و المحلية و حتى الثقافية و أبدع خلالها بكتاباته المتميزة و سيرته الطيبة و تفانيه الكبير في العمل مما سمح له بتقلد مختلف المسؤوليات بهذه المؤسسات الإعلامية كرئيس للقسم و رئيس للتحرير و مديرا للنشر بجريدة الوصل  …

العربي مفلاح أبدع بكتاباته لما يزيد عن 20 سنة من العطاء و التفاني يشهد الجميع بطيبته و حسن أخلاقه و إحترامه للجميع فكان نعنم الصديق و نعم الأخ الذي تعلم منه الكثيرون من الشباب فنيات الكتابة الصحفية و أخلاقيات التسيير و إحترام الزملاء فنال الثناء من الجميع دون إستثناء ….

العربي مفلاح حبه وشغفه للكتابة و القلم جعله لا يكتفي بما تبدعه أنامله على صفحات الجرائد بل جعل من خلوته ببيت عائلته الصغيرة المتواجد بأحد الأحياء الشعبية بوهران حي مولود فرعون “سيتي بيري ” مكانا ليكتب أجمل سيناريوها المسلسلات التلفزيونية التي شاء القدر أن لا تجسد على أرض الواقع لغياب الدعم المادي لها و هو ما  جعله يعطي حيزا كبيرا لكتابة النصوص المسرحية التي منها ما عرض على خشبة مسرح عبد القادر علولة و على العديد من مسارح الوطن … الراحل كان خلال الأيام الأخيرة قد عرض نصا مسرحيا جديدا معنونا بـ “صاحبي كي خويا”  قبل أسبوعين فقط عن وفاته أمام لجنة مختصة لقراءة النصوص المسرحية لتعاونية ورشة الباهية للمسرح التي تبنت هذا العمل “المنودرامي” و ذلك بحضور  عدة شخصيات فنية نذكر منها المخرج المسرحي القدير ميسوم  مجاهري  و الكاتب المسرحي علي ناصر ، و الاساتذة  الجامعيين  المتخصصين  في الفنون الدرامية الدكتور بغالية احمد، و الدكتور بن عمر عزوز و الدكتور جهيد  بالإضافة إلى الممثل القدير العمري كعوان  إلى جانب عدد من الوجوه المسرحية التي قدمت من وهران و سيدي بلعباس.

العربي مفلاح كان جد متحمسا ليرى هذا العمل مجسدا على ركح  مسرح وهران و حتى المسارح الجزائرية  لكن القضاء و القدر شاء أن يفارقنا قبل أن تراه عيناه …و نتمنى من هذا المنبر  أن يواصل المشرفون على هذا العمل تحقيق أمنية الراحل و تجسيدها على أرض الواقع .

اليوم ها نحن نودعك يا أيها الصديق و الأخ الغالي بكثير من الحزن و الأسى لأننا كنا نشتاق لقاءك لنتعلم منك الأخلاق الراقية و  من أفكارك النيرة و نصائحك المليئة بالحياة و الأمل و الداعية إلى الصبر على البلاء مهما عظم …. نعم يا أخي العربي نم هنيئا فقد قدمت نعم الرسالة و وفيت حقها و لم تبخل بقلمك في كتابة كلمة حق و نصرة المواطن و إيصال صوته للمسؤولين،  لم تبخل في تقديم رسالة إبداعية راقية من خلال نصوصك  المسرحية الهادفة إلى ترقية المجتمع . فوداعا أيها الغالي و نم قرير العين فمهما مر الزمن لن ننسى مواقفك .. و سندعو لك بكرة و عشية أن يتغمد الله عزوجل روحك الطاهرة برحمته الواسعة و أن يلهمنا و أهلك و أصدقائك و أحبتك جميل الصبر و السلوان ….إنا لله و إنا إليه راجعون.

عبد القادر .ي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى