
أكد وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني علي عون مساء يوم أول أمس الاثنين بولاية توقرت على ضرورة تعزيز جاذبية الاستثمار المنتج لخلق الثروة وتطوير النسيج الصناعي.
وأوضح السيد عون خلال معاينته لعدد من الوحدات الإنتاجية في إطار زيارة عمل إلى هذه الولاية ”أن الاستثمار المنتج يتطلب تهيئة كافة الشروط والآليات اللازمة التي تساعد على تحقيق النجاعة الاستثمارية لخلق الثروة وتطوير النسيج الصناعي بالمنطقة”.
وركز في هذا الخصوص على جملة التحفيزات والتسهيلات التي يجب أن تحظى بها المشاريع الجادة لاسيما ما تعلق بتوفير العقار الصناعي المناسب والذي يشكل -كما أضاف –”ركيزة أساسية ضمن جهود ترقية فرص الاستثمار بهذه المنطقة التي تتوفر على قدرات صناعية هائلة كفيلة بتجسيد استثمارات منتجة للثروة في شتى الشعب الصناعية”.
وأبدى الوزير إعجابه بالديناميكية التصاعدية التي يشهدها النسيج الصناعي بولاية توقرت والذي يحصي ما لا يقل عن 2.169 مؤسسة صغيرة ومتوسطة تشغل أزيد من 8.200 عامل دائم موزعة على مختلف قطاعات النشاط على غرار الفلاحة والصيد البحري والمياه والطاقة والمحروقات وخدمات الأشغال البترولية والحديد والصلب والصناعة الغذائية وخدمات المرافق الجماعية.وبالمنطقة الصناعية تفقد الوفد الوزاري المركب الصناعي التجاري “الواحات” التابع لفرع حبوب الزيبان للمجمع العمومي للصناعات الغذائية “أقروديف”.
وبعد أن طاف بمختلف المنشآت والوحدات الانتاجية التي يتوفر عليها هذا المركب، دعا الوزير إلى العمل أكثر لتطوير القدرات الانتاجية لهذه المنشأة مع الحرص على تعزيز شبكة التوزيع التي تضم خمس ولايات وكذا ضمان توزيع مدروس وعادل في عملية تموين تلك الولايات وفقا للكثافة السكانية لكل منطقة .
ويضمن هذا المركب الصناعي التجاري بطاقته الإنتاجية التي تصل الى 3.000 قنطار يوميا من مادتي الفرينة والسميد تموين الولاية وعدد من الولايات المجاورة على غرار ورقلة والمغير وإيليزي وجانت.وبذات الموقع استمع وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني لشروحات حول مشروع انجاز وحدة لصناعة الكسكسي تابعة لنفس المجمع بطاقة إنتاج تقدر 288 قنطار يوميا.
وفي هذا الإطار شدد الوزير على ضرورة تسريع من وتيرة الإنجاز لتدارك التأخر المسجل في هذا المشروع واستلامه في غضون الثلاثة أشهر المقبلة .
وكان السيد عون قد استهل زيارته بتدشين وحدة لصناعة المواد الكيميائية ببلدية سيدي سليمان، حيث يضمن هذا المشروع المستحدث في إطار الاستثمار الخاص بتكلفة مالية تقدر ب 700 مليون دج إنتاج مادة سيليكيات الصوديوم الصلبة وهي مادة كيميائية مركبة تستعمل كمادة أولية أساسية في تصنيع عدة منتجات كالسيراميك ومساحيق التنظيف والورق إلى جانب استعمالاتها المتعددة في مجال البناء و معالجة بقايا الحفر البترولية، حسب الشروحات المقدمة.ويتطلع القائمون على هذا المشروع الذي تبلغ طاقته الانتاجية 40 طن في اليوم إلى ولوج مجال التصدير من خلال الشروع قريبا في تصدير أول شحنة من هذه المادة ذات القيمة الاقتصادية العالية إلى دولة البرتغال وذلك بعد الانتهاء من إتمام آخر التحضيرات اللوجستية المرتبطة بهذا النشاط.
كما دعا وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني علي عون يوم أول أمس بولاية الوادي المستثمرين إلى الانخراط في الصناعة التحويلية الفلاحية بهدف تثمين المنتوجات بشقيها الزراعية والحيوانية.وأبرز السيد عون في زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى عدد من المنشآت الصناعية بالولاية ”أهمية إنخراط المستثمرين في الصناعة التحويلية الفلاحية وذلك من خلال تأهيل المشاريع الاستثمارية الجادة” ، مشيرا إلى أن ”إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة في هذا المجال يتماشى مع طابع المنطقة الفلاحي ويساهم في استحداث فرص عمل جديدة”.
وأكد الوزير على ضرورة تشجيع الاستثمار في مجال الصناعات التحويلية الفلاحية ، معتبرا أنها ” الخيار الإستراتيجي والآلية الأنجع لتفادي تلف وكساد المنتوجات الفلاحية وتذبذب أسعارها في الأسواق الوطنية”.وأردف في هذا الصدد قائلا ”إن نجاعة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الإقتصاد الوطني مرهون بالمساهمة الفعالة لكافة المتعاملين الإقتصاديين ممن لديهم علاقة مباشرة بعالم الاستثمار ناهيك عن الأهمية البالغة التي توليها السلطات العمومية لتطوير قطاع الصناعة”.
وخلال زيارته، عاين السيد عون بعد تلقيه عرضا مفصلا عن قطاع الصناعة بالولاية أشغال التهيئة بالمنطقة الصناعية بالفولية ببلدية قمار (50 كلم شمال عاصمة الولاية) والتي تتربع على مساحة 200 هكتار وتتوفر على 124 حصة خصص لتهيئتها وربطها بكافة الشبكات غلاف مالي يقدر بثلاثة (3) مليارات دينار جزائري.وطالب بالمناسبة القائمين على تسيير هذه المنطقة الصناعية لاسيما عمال الشباك الوحيد بالترويج لها في أوساط المستثمرين للانخراط في الاستثمار في هذه المنطقة الصناعية لاسيما أنها على وشك الدخول حيز الخدمة.
كما زار السيد عون وحدة صناعة زجاج السيارات لأحد المستثمرين الخواص ب”منطقة النشاطات 2” ببلدية كوينين (10 كلم شمال عاصمة الولاية)، وهي وحدة إنتاج بقدرة إنتاجية تصل إلى خمسة (5) ألاف طن وتوفر 40 منصب شغل.وبنفس البلدية تفقد وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني وحدة إنتاج للتغليف والطباعة لأحد الخواص أين عاين هذه المنشأة الصناعية الرائدة والتي تغطي 10 بالمائة من احتياجات السوق الوطنية، مؤكدا على أهمية فتح فرص التكوين والتدريب في هذا المجال أمام المستثمرين لتدعيم الإنتاج الوطني وتقليص فاتورة الاستيراد.
ق.ح/الوكالات