الثقافة

فضاء التاريخ والذاكرة لمدينة وهران … فرصة لمحاكاة زمن النضال وبطولات الثورة المجيدة

 بمجرد الدخول إلى فضاء التاريخ والذاكرة لمدينة وهران، الواقع بنهج “الشهيد العربي بن مهيدي” وسط المدينة، تأخذك رائحة وعبق تاريخ الثورة الجزائرية، أين يسافر الزائر عبر أروقته ليعايش مختلف البطولات التي خطها المجاهدون والشهداء بالنار والدم.

ويضمّ هذا المعلم التاريخي عدة أجنحة تحكي تواريخ فارقة في الثورة التحريرية المظفرة على غرار “19 ماي 1956” و “17 أكتوبر 1961″ و”19 مارس 1962” وغيرها، حيث يهدف منذ إنشائه سنة 2008 إلى حفظ تاريخ الثورة الجزائرية من خلال تجميع الشهادات الحية عن طريق التدوين الكتابي والسمعي البصري وكذا استرجاع الوثائق والأغراض ذات القيمة التاريخية لعرضها على الجمهور خاصة الأطفال المتمدرسين والطلبة الجامعيين والباحثين في هذا الشأن.

وذكر السيد أحمد عدلي المكلف بالإعلام ونائب رئيس جمعية “فضاء التاريخ والذاكرة لمدينة وهران” التي أنشأت لتسيير هذا الفضاء لوأج أن هذا الفضاء “يضم كنوزا كبيرة من كتب ومؤلفات نفيسة وشهادات حية عن تاريخ الثورة وأغراض خاصة بالمجاهدين والشهداء ينبغي تعريف الأجيال المتعاقبة بقيمتها”.

ويحتوي هذا الفضاء على أكثر من 2000 صورة لشهداء من وهران سقطوا في ساحة الوغى وعلى عدة محتويات تاريخية نفيسة على غرار ألبسة المجاهدين التي جمعها رئيس الجمعية، المجاهد محمد فريحة وأسلحتهم وغيرها.ويستطيع الزائر التعرف على العديد من شهداء وهران وعلى مسارهم النضالي والبطولي من خلال صورهم وألبستهم وأسلحتهم المعروضة في الفضاء إلى جانب الرسائل التي كانوا يتبادلونها وغيرها.

وقد عمل المجاهد فريحة محمد الذي جاوز الثمانين من عمره -حسب السيد عدلي- على جمع آلاف الأغراض المتعلقة بثورة التحرير الوطنية والمجاهدين حيث عمد على مدار 40 سنة إلى جمع شهادات المجاهدين في حياتهم وأغراضهم التي استخدموها في جهادهم ضد المستعمر الفرنسي “حتى تكون شواهد أمام الأجيال الشابة على عظمة المشاركين في ثورة التحرير المجيدة وتفانيهم  في حب وطنهم و تقديمهم الغالي والنفيس في سبيل استقلاله”.ويعد هذا المكان مزارا طوال السنة لمئات التلاميذ من مختلف الأطوار والجامعيين والباحثين و حتى الدبلوماسيين الأجانب المقيمين في الجزائر للتعرف على المسار النضالي للمنطقة وعلى تضحيات رجالها ونسائها إضافة لكونه ينظم عدة تظاهرات ومحاضرات حول تاريخ الثورة.

غير أن هذا الفضاء -يضيف المتحدث- بحاجة إلى اهتمام من السلطات المحلية كونه لا يستوعب إلا نسبة قليلة من الأغراض التي جمعها المجاهد محمد فريحة و التي هي الآن مخبأة ومعرضة للتلف في أي وقت، معربا عن أمله في أن “تقوم السلطات بمساعدتنا في فضاء أوسع لاستيعاب ما يتم جمعه من أغراض والقيام بأعمال متنوعة لضمان الحفاظ على هذا الموروث التاريخي الهام”.وذكر في هذا الصدد أنه يتم التحضير مع مجموعة من الشباب المتطوعين ومن الجالية الجزائرية بالخارج من أجل تحديث الفضاء وترقيته عبر إدماج الرقمنة في نشاطاته.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى