فلطسين: 54 عاما على “النكسة” والكيان الصهيوني يواصل التمرد على قرارات الشرعية الدولية
حلت يوم السبت الذكرى السنوية ال 54 ل”النكسة” أو حرب يونيو 1967, في وقت تعيش فيه القضة الفلسطينية أصعب مراحلها مع إستمرار الكيان الصهيوني في وإجراءاته التعسفية من تطهير عرقي وتهجير قسري وقتل ودمار, في تمرد واضح على قرارات الشرعية الدولية.
ورغم مرور 54 عاما على الحرب إلا أن تبعاتها السياسية و الجغرافية لم تنتهِ بعد, حيث يواصل الكيان الصهيوني احتلال الضفة الغربية, ومحاصرة قطاع غزة, إلى جانب ضم مدينة القدس ومرتفعات الجولان السورية لحدوده, والمضيّ في المشاريع الاستيطانية بمدينة القدس المحتلة.وكانت الشرارة الأولى للحرب, قد اندلعت بعد إقدام سلاح الجو الإسرائيلي على شن هجوم مباغت على قواعد سلاح الجو المصري في سيناء, يوم 5 يونيو 1967.واستغرقت هذه الحرب, التي نتجت عنها هزيمة الجيوش العربية, 6 أيام.وقد استغل الكيان الصهيوني عدة أمور, لتبرير شنه للحرب, ومنها إغلاق مصر “مضايق تيران” بالبحر الأحمر في وجه الملاحة الإسرائيلية, وهو الأمر الذي اعتبره “إعلاناً مصرياً رسمياً للحرب” عليه, وذلك في 22 مايو 1967.
فيما انتهت حرب 1967 عسكريا التي تعرف بـ”النكسة”, لكن تبعاتها السياسية والجغرافية مستمرة, حيث يواصل الكيان الصهيوني احتلال الضفة الغربية, ومحاصرة قطاع غزة, إلى جانب ضم القدس والجولان لحدودها, والمضيّ في المشاريع الاستيطانية بمدينة القدس.وبحسب تقارير فلسطينية, فإن الإحتلال الإسرائيلي يستولي على 85 % من أراضي فلسطين التاريخية والبالغة حوالي 27 ألف كيلومتر مربع, وتواصل نهب مقوماتها, فيما لم يتبق للفلسطينيين سوى 15% فقط, وتخضع للاحتلال الإسرائيلي.وترتب على “النكسة”, وفق إحصائيات فلسطينية, تهجير نحو 300 ألف فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة, معظمهم نزح إلى الأردن.
الجامعة العربية تدعو الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين إلى القيام بذلك
وبمناسبة الذكرى ال 54 للنكسة, دعت الجامعة العربية, الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين, إلى أن تتخذ هذه الخطوة, بما يُعزز من أُفُق تحقيق السلام, وفق رؤية حل الدولتين, وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي المتواصل منذ 54 عاما.وقالت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية, إن الذكرى تأتي هذا العام ومدينة القدس تتعرّض على مرأى ومسمع من العالم لتنفيذ مُخططات ومشاريع التطهير العرقي والتهجير القسري للعائلات المقدسية في حيي الشيخ جرّاح وبطن الهوى في بلدة سلوان لإحلال المستوطنين, كما تأتي في أعقاب حرب تدميرية شنّها جيش الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة المُحاصر لما يزيد على 14 عاما, أدت لارتقاء أكثر من 255 شهيدا غالبيتهم من النساء والأطفال واستهداف الأبراج السكنية وتدميرها بالكامل بما يمثّل جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الانساني.
وأكدت أنه رغم مرور أكثر من 50 عاما على النكسة, لم تتغير حقيقة أن هذه الأراضي الفلسطينية والعربية التي استولت عليها إسرائيل منذ عام 1967 هي محتلة وفقا للقانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة وفي مُقدمتها قرارا مجلس الأمن 242 و338, وقرار 2334, مشددة على أن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني لا تسقط بالتقادم.وطالبت, مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته وإنفاذ قراراته والقيام بواجباته في حفظ الأمن والسلم الدوليين, وإلزام الكيان الصهيوني بإنهاء الاحتلال والانسحاب الكامل من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ الخامس من حزيران يونيو عام 1967 وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.ودعت المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للانصياع للإرادة الدولية, والعمل على حماية حل الدولتين باعتباره السبيل لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة عبر تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية, وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
من جهته, قال المجلس الوطني الفلسطيني “إن جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتصاعدة لن تنال من إرادة الشعب الفلسطيني في مواصلة نضاله حتى عودته الى أرضه, وتجسيد استقلال دولته المستقلة بعاصمتها مدينة القدس الشريف”.وأضاف المجلس الوطني إن هذه اللحظة الفارقة في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني, وفي ظل الحرب المفتوحة التي يشنها الاحتلال وعصابات المستوطنين الإرهابيين على أرضنا ومقدساتنا, تتطلب من الجميع توحيد الصفوف, وإنهاء الانقسام, وإنجاز الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير, باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا البطل في كافة أماكن تواجده, لمواجهة عدوان الاحتلال وسياساته العنصرية التي تهدف لإنهاء وجودنا من أرضنا.من جهتها قالت لجان المقاومة إن ذكرى النكسة تأتي في أجواء انتصار معركة “سيف القدس” كرسالة أن الشعب الفلسطيني لن يهزم وأن زمن الهزائم قد ولّى وان قواعد الاشتباك التي ترسمها المقاومة جعلت المعركة في قلب كيان الاحتلال.
مليون حالة اعتقال منذ النكسة
وثقت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية , مليون حالة اعتقال نفذتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق الفلسطينيين منذ الخامس من يونيو عام 1967.وأفادت الهيئة يوم السبت, في بيان لها, في الذكرى ال 54 ل “النكسة” بأن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل نحو مليون فلسطيني منذ النكسة, من بينهم 226 أسيرا استشهدوا داخل سجونه.
وذكرت الهيئة أن من حالات الاعتقال نحو 17 ألفا من الفتيات والنساء والأمهات, وما يزيد على 50 ألفا من الأطفال. وأضافت أن جميع من مرّوا بتجربة الاعتقال من الفلسطينيين عانوا على الأقل نوعا من صنوف التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي والمعاملة القاسية.وأشارت إلى أن أكثر من 54 ألف قرار اعتقال إداري صدر بحق معتقلين ما بين قرار جديد وتجديد للاعتقال الإداري. والاعتقال الإداري حبس بأمر عسكري إسرائيلي دون لائحة اتهام, مدة تبلغ 6 أشهر, قابلة للتمديد.وبيّنت الهيئة أنه منذ 5 يونيو1967 ارتقى نحو 226 أسيرا شهداء في سجون الاحتلال, 73 منهم نتيجة التعذيب, و71 بسبب الإهمال الطبي, و75 نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال, و7 بعد إصابتهم بالرصاص وهم داخل السجون.وأشارت إلى وفاة المئات بعد الإفراج عنهم بوقت قصير متأثرين بأمراض ورثوها من السجون جراء التعذيب والإهمال الطبي وسوء المعاملة.وتعتقل سلطات الإحتلال حاليا نحو 4650 فلسطينيا, بينهم 39 سيدة, ونحو 180 قاصرا, حسب نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي), في حين بلغ عدد المعتقلين إداريا نحو 500, حسب مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.
ق.ح/الوكالات