فيدرالية عمال الغابات تدعو إلى وضع حد للتحطيم الممنهج للثروة الغابية الوطنية
دعت الفيديرالية الوطنية لعمال الغابات والبيئة والطبيعة, يوم أول أمس السبت في بيان لها, إلى وضع حد “للتحطيم المنهج” الذي تتعرض له الثروة الغابية الوطنية معتبرة أن الحرائق “المتتالية والمفتعلة” تستدعي مراجعة “عميقة” لسياسية حماية الغابات.
وجاء في بيان الأمانة التنفيذية لهذه النقابة التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين : “إننا نناشد مرة أخرى, بقوة وإلحاح, السلطات العمومية وكل الأطراف الفاعلة, بضرورة ايلاء اهتمام خاص بحاضر ومستقبل الثروة الوطنية الغابية التي تعرف نزيفا وتحطيما ممنهجا واعتداءات غير مسبوقة, بسبب عوامل سلبية متعددة, مع العمل الجاد من اجل الحفاظ على سلامة وممتلكات ومصدر رزق السكان بالغابات والتكفل الجدي والمستعجل بقطاع الغابات و منتسبيه وكل عماله”.
ويتحقق ذلك -يضيف نفس المصدر-“من خلال إرادة جادة, واضحة المعالم, وإعطاء القطاع أهمية خاصة من الجانب الهيكلي والمهني والقانوني, مع اتخاذ كل الإجراءات الميدانية الاستباقية والاحترازية اللازمة, نظرا لكون هذه الحرائق شكلت وتشكل تهديدا مباشرا على الأرواح البشرية والممتلكات العامة والخاصة, وتشكل خطرا حقيقيا علي ديمومة الثروة الوطنية الحيوانية والنباتية وسلامة المواطنين والموروث الطبيعي للوطن”.كما أعربت الأمانة التنفيذية للفيديرالية عن “استيائها وأسفها الشديد أمام ما يبدو جليا أنه تكرار لسيناريو سنوي لسلسلة متزامنة لحرائق الغابات” مشيرة في هذا الإطار إلى استمرار “العجز في الإمكانيات المادية والبشرية ونقص الدعم اللوجستي” و عدم توفر كامل الأدوات القانونية والوسائل الضرورية لضمان حماية وتنمية فعالة للثروة الوطنية الغابية.
ولفتت النقابة إلى أن تحطيم الثروة الغابية من خلال تنامي الأفعال الإجرامية المفتعلة في اغلبها, سيؤدي إلى “تحطيم ما تبقى من الحواجز الطبيعية وفتح الطريق أمام زحف الرمال والتصحر والتغيرات مناخية والاختلالات في التوازنات الايكولوجية”.وعليه -يشدد البيان- فإن “الحرائق المفتعلة والمتتالية و الممنهجة إن لم تعالج بوسائل استثنائية شاملة من خلال مراجعة جذرية وعميقة لسياسة حماية الغابات, وتنميتها في إطار اندماجي وتشاركي مستدام, ذو أبعاد اجتماعية واقتصادية وايكولوجية, عن طريق اتفاقيات بين الإدارة كسلطة عمومية والعناصر الفاعلة من سكان الأرياف المتاخمين بالمناطق الغابية, سيكون لها للأسف انعكاسات خطيرة ومباشرة على الثروة الغابية وعلى أرواح الأبرياء وعلى سكينة المواطنين وممتلكاتهم”.
وأعربت النقابة في نفس السياق عن “كل امتنانها وتقديرها وعرفانها للمقاومة البطولية والاستماتة المثالية لكل من رجال الغابات والحماية المدنية وعناصر الجيش الوطني والعمال الموسميين وعمال الهندسية الريفية والمتطوعين والمتضامنين من أبناء هذا الشعب الأبي الذين خاطروا جميعا بأرواحهم وجابهوا السنة اللهب وتحدوا الأخطار المحدقة رغم المشقة وظروف العمل الصعبة, خاصة هؤلاء المرابطون والمتطوعون في ولاية خنشلة الجريحة لأكثر من ستة أيام وتليها بأخف الضرر كل من ولايات تيبازة ، بجاية ، جيجل ،باتنة وقسنطينة”.
م.حسان