
فيلم “أبو ليلى” لأمين سيدي بومدين يعرض للصحافة
قدم نهاية الأسبوع العرض الشرفي الأول للفيلم الروائي الطويل “أبو ليلى” للمخرج أمين سيدي بومدين أمام الصحافة بقاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح بالجزائر العاصمة.يعود المخرج أمين سيدي بومدين في هذا العمل الروائي الأول له بعد الفيلمين القصيرين “الجزيرة” و “غدا الجزائر” إلى فترة التسعينيات حيث كانت الجزائر تعيش في أجواء من العنف و الإرهاب الدموي جراء الأعمال الإجرامية التي زرعت الرعب خاصة في شمال البلاد التي ميزتها الاعتداءات و أعمال العنف.
وقد حط هذا المخرج الموهوب كاميراته في احد أحياء المدن الكبرى التي كانت ساحة للعنف ضد كل من يخالف الفكر الإرهابي، و كانت إشارة انطلاق الوقائع اغتيال الإرهابي “ابو ليلى” لأحد سكان الحي أمام منزله.و إن كان موضوع الإرهاب طرح كثيرا في السينما الجزائرية إلا أن سيدي بومدين تناوله من منظور جديد مركزا على التأثيرات و الصدمات النفسانية التي سببتها هذه الأعمال الدموية.و من خلال شخصيتي “سين” شرطي المرور و صديقه لطفي المنتمي لقوات مكافحة الإرهاب يسافر الفيلم بالمشاهد من الشمال الى الصحراء الكبرى و من الازدحام إلى المساحات الشاسعة و الرمال الذهبية و من الضجيج الى السكون.و إن كانت هذه الرحلة تكشف جمال الجنوب من خلال الصور إلا انها رحلة عذاب و معاناة بالنسبة للصديقين اللذين يبحثان عن المجرم المدعو “ابو لليلى” سفاح هارب من العدالة.تتطور الأحداث و تتشابك خلال رحلة العذاب التي تعيد إلى الواجهة تراكم الصدمات على بطل الفيلم سين (سليمان بن واري) الذي يرتمي في أحضان الجنون هروبا من هول ما مر به.
و قد رافق لطفي صديقه في هذه الرحلة المتعبة -حتى بالنسبة للمشاهد الذي تأثر بالحالة النفسية ل “سين” –رغم كل الأخطار إيمانا منه ان تكون علاجا لصديقه.لكن التطورات التي حدثت زادت من تفاقم حالته و اختلطت عنده الحقائق بالخيال اضافت إلى عودة ذكريات الطفولة التي تتشكل فيها شخصية الانسان.و عمد المخرج لإبلاغ رسالته الى دمج عدة انواع و اساليب سينمائية مثل “الترلر” و الخيال و الإثارة و ايضا مشاهد الرعب التي اضفت جوا من الدموية و على المناظر السياحية الجميلة، لكن هذا الكوكتيل الغريب خدم المحتوى و جذب المشاهد كما ابرز هذا العمل الجديد ايضا الحرفية و الجدية والبحث المعمق الذي ينتهجه في اعماله المخرج و هو ايضا كاتب سيناريو”ابو ليلى”.نجح فعلا سيدي بومدين في تقديم عمل محترم من الناحية التقنية الى جانب تحكمه الكبير في إدارة الممثلين خاصة سليمان بن وارث الذي كان ممتازا مع انه يقف امام ممثل كبير مثل الياس سالم (لطفي).كان هذا الفيلم برمج للعرض الاولي في الجزائر في ابريل 2020 الا ان الموعد تأخر بسب الحالة الوبائية.
و عرف الفيلم اقبال كبير في الخارج حيث شارك في عدة مهرجانات دولية و تحصل على عدة جوائز منها جائزة النقد بمهرجان “دا” السينمائي لبرشلونة باسبانيا كما شارك في 2019 في الدورة 72 لمهرجان كان السينمائي حيث عرض في خانة “أسبوع النقد”، و عرض كذلك في مهرجانات بالبوسنة و تونس و ايطاليا و مصر و فاز الممثل و المخرج الجزائري الياس سالم بجائزة أحسن ممثل عن دوره في الفيلم في الدورة ال 30 من أيام قرطاج السينمائية 2019.كما وزع الفيلم في القاعات بفرنسا في 2020 و نال جائزة “جيرار فرو كوتاز” لكونه أحسن فيلم خرج في قاعات السينما في 2020.
شارك في اداء الادوار الرئيسية في هذا الفيلم الذي ساهمت في انتاجه المركز الجزائري لتطوير السينما و صندوق “فداتيك” الى جانب شركة تالة لياسين بوعزيز كل من عزوز عبد القادر و مريم مجقان و حسين مختاري و فؤاد ميجيراغا.و كان التصوير المميز من توقيع الياباني كانامي اونوياما و الديكور لحميد بوغارة. وكلف هذا الفيلم حسب المنتج ياسين بوعزيز سبع مائة الف يورو.سيوزع فيلم “أبو ليلى” ابتداء من الغد في عدة ولايات الى جانب فيلم “في انتظار السنونوات” لكريم موساوي.
ق.ث/الوكالات