حققت أمس محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران في قضية القتل العمدي مع سبق الاصرار المقترنة بجناية السرقة المتابع فيها طالبين ثانويين ينحدران من الجزائر العاصمة أحدهما لاعب كاراتيه في المنتخب الوطني و الذي كان ضحيتهما طبيب عام و ممثل شركة ادوية بعد خنقه في جلسة مجون، و يتعلق الأمر بكل من (ف.صهيب) و(ل.ر.عزوز)، حيث قضت بالاعدام ضد الاول و ب 20 سنة سجنا نافذا ضد الثاني.
بالرجوع إلى تفاصيل وقائع القضية انطلقت عندما اختفى الضحية عن الأنظار و بدأت عائلته تبحث عنه و بتاريخ السابع فيفري من سنة 2020 اين انتقلوا إلى مسكنه الجديد الواقع بعمارات حياة ريجنسي و بولوجهم إلى داخل الشقة عاينوا أمام باب الغرفة جثة المرحوم في الأربعينيات من عمره، أعزب طبيب عام ممثل
شركة الأدوية ملقاة على الأرض على ظهره رأسه بجانب باب الغرفة وأطرافه السفلية باتجاه السرير يرتدي تبان أزرق فاتح و بنطلون قصير (شورت) رمادي اللون وخيط أبيض ملفوف حول عنقه ،و مصباح الغرفة في حالة إضاءة ، و وجدوا بالثلاجة بالمطبخ مشروبات كحولية من نوع هنكل خضراء اللون و بالقمامة كارتون خاص بالبيتزا وبقايا السجائر وأغلفة دواء من نوع ترامادول،ولم يتم العثور على مفتاح باب الشقة ومفتاح السيارة وتبين بعد المعاينة الأولية أن الأمر يتعلق بجريمة قتل وتم نقل الجثة إلى مصلحة حفظ الجثث وأن تقرير الخلاصة الأولية للطبيب الشرعي لأسباب الوفاة انها نتيجة اختناق ميكانيكي عن طريق الخنق وان الوفاة كانت بسبب فعل إجرامي. وعليه انطلقت التحقيقات و باستغلال كاميرات المراقبة وكذا ارقام هواتف الضحية تم التوصل أن الجريمة الشنعاء ارتكبها طالبين ثانويين بتاريخ الخامس فيفري من سنة 2020،عندما حضرا إلى مدينة وهران وفي حدود الساعة التاسعة مساء تقدم اليهما المرحوم على متن مركبته من نوع مرسيدس سوداء وبعد اقتناء المخدرات و مشروبات غازية كوكا كولا و عصير برتقال وتوجها رفقته إلى شقته وأنهما قاما بإخفاء ملامحهما لعلمهما المسبق بوجود كاميرات مراقبة بالعمارة و بعد دخولهما إلى الشقة أخذا حمام وتوجه المرحوم لغرفة نومه و إرتدى قميص صيفي و شورت و احتسى الكحول وكذا المخدرات ولما ذهب المرحوم الى المطبخ لإحضار قارورة ماء قام المتهم (ل.ر.عزوز) بإحضار قارورة الدواء nozinan من الحقيبة الظهرية لصديقه (ف.صهيب) وضع قطرتين أ بكأس المرحوم والذي شرب منه عند رجوعه و بدأ في الرقص مع هذا الأخير و حين ممارستهما الشذوذ الجنسي قام بخنقه بذراعه بالرغم من محاولة المرحوم الإفلات بخدشه بأظافره خلف رقبته فلم يقدر وفقد وعيه فتركه فارتطم رأسه من القفي بحائط الغرفة، ثم قام المتهم (ل.ر.عزوز) بتكبيل المرحوم بواسطة خيط حذاء من اليدين و الرجلين ثم جلب سكين من المطبخ و قطع خيط شورت المرحوم و منحه للمتهم (ف.صهيب) وقام بلفه على رقبته بالقوة وخنقه وبعدها قاما بمسح البصمات وتنظيف الشقة وفتحا الغاز كي يتسرب الى الشقة للتمويه بوفاته كانت بالغاو،و
تم الاستيلاء على هاتفي للمرحوم من نوع “بوكت” “وقلاكسي اس 6 ” ومفتاح السيارة وغادرا المسكن بمركبة المرحوم باتجاه مدينة الجزائر و في الطريق و قاما برمي حقيبته وركنا المركبة بالقرب من ملعب 20 أوت 1955 بالأبيار.هذا و كشف التحقيق و حسب الشهود أن الضحية المرحوم كانت لديه علاقات مشبوهة مع شبان لممارسة الشذوذ الجنسيّ.
علاقات مشبوهة وراء ارتكاب الجريمة
خلال جلسة المحاكمة كشف المتهم الرئيسي أنه تعرف على الضحية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك و ربطتهما علاقة انطلقت بمحادثات عبر الانترنت و كان كلما ينفذ رصيده يقوم بتعبئته له، الى حين طلب منه القدوم إليه إلى وهران فوافق على طلبه و استقبله بشقته و بعد تناوله الأكل وخلال السهرة حاول ممارسة عليه الشذوذ الجنسي أين رفض،حينها قدم له عصير بعدها خلد للنوم، و في الصباح و لما كان بصدد المغادرة طلب منه الضحية الرجوع مرة أخرى و لما رفض أطلعه على صور و فيديوهات تبين قيام هذا الأخير بالاعتداء عليه جنسيا و هدده في حالة عدم الخضوع لرغباته سوف ينشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و بتاريخ الواقعة اتصل به وطلب منه القدوم إليه أين استشاره أن كان بإمكانه اصطحاب معه صديقه، فوافق الضحية و لما وصلا استقبلهما كالعادة بالمسكن، كما أحضر معه دواء منوم و كان همه الوحيد استرجاع تلك الفيديوهات، و لكن الضحية حاول مرة أخرى ممارسة الجنس بالرغم من وجود صديقه معه حينها قام بخنقه بتقنية رياضية و طلب من شريكه جلب له خيط لتكبيله كما فتح أنبوب الغاز لإبعاد الشكوك انها جريمة قتل و أخذا هاتفيه و مفتاح السيارة من اجل العودة إلى العاصمة.
من جهته المتهم الثاني أنكر علمه بما كان سيقوم به صديقه الذي عرض عليه التنقل معه إلى وهران من أجل النزهة و لا يبالي بالتكاليف، كما شاهد بحقيبة صديقه دواء و لما استفسره صرح له أنه يستعمله للنوم فقط، مضيفا أنه لدى وصولهما وفي جلسة خمر حاول الضحية التقرب من صديقه ليقوم هذا الأخير بممارسة تقنية رياضية شل حركته و خنقه و بعدها و خوفا بدأ ينفذ طلبات صديقه بتقديم له المساعدة و مناولته الحبل لتكبيله فقط. تقرير تشريح الجثة للمرحوم والمنجز من طرف الطبيب الشرعي بالمركز الجامعي أول نوفمبر أن وفاة الضحية كانت بفعل إجرامي نتيجة اختناق ميكانيكي عن طريق الخنق ادى إلى تسرب نزيف دموي على مستوى الجهة الداخلية اليسرى لفروة الرأس ،كسر على مستوى غضروف الغدة الدرقية مع تسرب نزيف دموي للعضلات ، واحتقان الرئتين وجميع أعضاء الجسم. دفاع الأطراف المدنية أعادوا سرد تفاصيل الواقعة و بشاعتها و التي كان دافعها السرقة مستبعدين واقعة الشذوذ الجنسي.
بن شارف.أ