يحل هذا الأحد وفد من شركة “ايني” الايطالية بالجزائر في إطار تعزيز التعاون الطاقوي بين البلدين. وكان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، تلقى مكالمة هاتفية من رئيس وزراء جمهورية إيطاليا، ماريو دراغي تناولت واقع العلاقات الثنائية المتينة، وسبل تعزيزها، وكذا تطوير العمل الحكومي.
كما كان الاتصال الهاتفي، فرصة لإطلاع السيد الرئيس بزيارة وفد يمثل شركة (إيني) الإيطالية الأحد ، للجزائر والتي تدخل في إطار التعاون الطاقوي، بين البلدين. وتعد “ايني” الايطالية شريكا استراتيجيا لسوناطراك حيث نجحا مؤخرا في حفر أول بئر استكشافيHDLE-1 في محيط الاستكشاف زملة العربي الواقع بحوض بركين.بئر الاستكشاف HDLE-1 ، المتواجد على بعد حوالي 15 كيلومترًا من المنشآت الحالية للمعالجة و التابعة لناحية بئر ربع شمال، سمح باكتشاف هام من النفط الخام. وخلال مرحلة اختبارات الإنتاج، حققت هذه البئر مقدار 46.4 م 3 / ساعة (ما يعادل 7000 برميل / يوم) من النفط ومقدار 140 ألف متر مكعب / يوم من الغاز المصاحب.
كما تشير التقديرات الأولية إلى أن هذا الاكتشاف يحتوي على ما يقرب من 140 مليون برميل من النفط الخام. وتخطط سوناطراك وإيني لحفر بئر ثانية(HDLE-2) خلال شهر أفريل 2022، بغرض تقييم حجم الاكتشاف الذي يمتد الى الرقعة المجاورة سيف فاطمة 2 (التي تجري اشغال الاستكشاف بها من قبل سوناطراك وإيني كذلك. وتعمل سوناطراك وإيني بتعاون وثيق على تسريع وتيرة مرحلة الإنتاج لهذا الاكتشاف الجديد من خلال عملية “المسار السريع” فمن المقرر بدء الإنتاج خلال الثلاثي الثالث من سنة 2022. وتعتبر HDLE-1 كأول بئر تدخل ضمن حملة استكشاف تشتمل حفر خمسة (05) آبار في المنطقة الشمالية من حوض بركين.نتائج هذا الانجاز تؤكد على الإمكانيات النفطية التي يتوفر عليها محيط زملة العربي والتي ستسمح لسوناطراك وإيني بمواصلة استراتيجية استكشاف “الحقول القريبة” (near field) بنجاح لضمان تثمين سريع لهذه الموارد الجديدة. وتأتي ثمار هذا التعاون بعد التوقيع ديسمبر الفارط على اتفاقيتين بين سوناطراك و شريكها ايني تتعلقان بمجالات المحروقات والإنتقال الطاقويوتتعلق الأولى الموقعة بعقد للإستكشاف والإنتاج بمنطقة حوض بركين، بمبلغ يقدر بـ1.4 مليار دولار ، لإنتاج 45000 برميل في اليوم. وهو أول عقد يبرم في إطار قانون المحروقات 19-13 والذي يشكل معلما إضافيا يعزز العلاقة التقليدية بين الشريكين، أما الثانية فمرتبطة بالتعاون الإستراتيجي بين الشركتين في مجال الإنتقال الطاقوي بهدف تعزيز البحث والتطوير في المجال التكنولوجي خاصة في مجالات إنتاج الطاقة الشمسية، واستكشاف الليثيوم، وإنتاج الوقود الحيوي وإنتاج الهيدروجين، وكذا مواصلة الجهود الرامية الى تخفيض البصمة الكربونية لجميع العمليات المرتبطة بإنتاج البترول والغاز الطبيعي.
و قال الخبير الاقتصادي أمحمد حميدوش في هذا السياق إن الشريك الطاقوي الإيطالي يراهن على زيادة حجم الصادرات بالدرجة الأولى، خاصة في الظرف الحالي، في حين تأتي مجالات الاستثمار في الدرجة الثانية من الأهمية.وأوضح حميدوش أن وفد الشركة الإيطالية “إيني” يزور الجزائر استكمالا لمسار التباحثات الجزائرية-الإيطالية في مجال الطاقة، مبرزا أن “إيني” تمثل مجال تعاون طاقوي من الدرجة الأولى نظرا لارتباطات العقود طويلة الأجل، خاصة في مجال الغاز.
ويرى حميدوش أن الطرف الإيطالي يبحث عن زيادة حجم الصادرات بالدرجة الأولى ثم مجالات الاستثمار الأخرى على غرار الاستكشاف والإنتاج.
محمد/ل