الدولي

في ختام جولة بايدن بالمنطقة.. انطلاق قمة جدة للأمن والتنمية بمشاركة الرئيس الأميركي وقادة 9 دول عربية

عقدت في جدة بالسعودية قمة جدة للأمن والتنمية التي يشارك فيها الرئيس الأميركي جو بايدن، وتضم زعماء دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى مصر والأردن والعراق، ويتوقع أن تناقش القمة الأوضاع الإقليمية وأزمة الطاقة.

وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في بداية القمة إنها تأتي في الوقت الذي تواجه فيه المنطقة والعالم تحديات كبرى، وأضاف “نأمل أن تؤسس هذه القمة لعهد جديد من الشراكة الإستراتيجية بين دول المنطقة والولايات المتحدة”.وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن إدارته لديها رؤية واضحة حول ما ينبغي القيام به في الشرق الأوسط، وإن الولايات المتحدة ستظل شريكا عاملا ونشطا في المنطقة.

وأضاف أنه سوف يكون هناك أعضاء جدد في التعاون بين دول المنطقة بما فيها إسرائيل، وأن بلاده سوف تدعم الشراكة مع الدول التي تلتزم بمبادئ النظام العالمي.واتهم إيران بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وأضاف “سنواصل جهودنا الدبلوماسية للضغط على البرنامج النووي الإيراني ونحرص على ألا تحصل طهران على سلاح نووي”.وأشار إلى أن واشنطن تجمع مليارات الدولارات لتخفيف الأزمات الغذائية في المنطقة.

وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن اجتماع اليوم ينعقد وسط تحديات أمام المجتمع الدولي لتعزيز التعاون لإيجاد حلول للقضايا العالمية.وأكد أنه لا أمن ولا استقرار ولا تنمية في ظل النزاعات.وأضاف أن احتكام أطراف النزاعات للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة يوفر على الشعوب الكثير من الضحايا والمآسي، وأن الأزمات والحروب في أي منطقة تؤثر على العالم بأسره.وقال إن الحرب في أوكرانيا ساهمت في مفاقمة أزمة اقتصادية قد تؤدي لكوارث إنسانية، وأن بلاده “لن تدخر جهدا في العمل مع شركائنا في المنطقة والعالم لضمان التدفق المستمر لإمدادات الطاقة”.

وأكد على موقف بلاده الثابت بتجنيب منطقة الخليج والشرق الأوسط عموما مخاطر التسلح النووي.واعتبر أن تحقيق الاستقرار في منطقة الخليج ضروري ليس لها فحسب، بل للمجتمع الدولي بأسره.وأكد على ضرورة حل الخلافات في المنطقة بالحوار القائم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية، كما أكد على حق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وفقا للقواعد الدولية.وبشأن القضية الفلسطينية، قال أمير قطر إنه لم يعد ممكنا تفهم استمرار الاحتلال بسبب السياسات الانتقائية في تطبيق قرارات الشـرعية الدولية، وإن التوتر سيظل قائما ما لم تتوقف إسرائيل عن بناء المستوطنات وتغيير طابع القدس واستمرار الحصار على غزة.

وأكد أنه لا يجوز أن يكون دور العرب اقتراح التسويات، ودور إسرائيل رفضها والزيادة بالتعنت كلما قدم العرب تنازلات، مشيرا إلى أن الدول العربية أجمعت رغم خلافاتها على مبادرة سلام عربية ولا يصح التخلي عنها لمجرد أن إسرائيل ترفضها.

وشدد على أنه أحد أهم مصادر التوتر وعدم الاستقرار سيظل قائما ما لم تتوقف إسرائيل عن انتهاكاتها للقانون الدولي، وأن المخاطر المحدقة بالمنطقة في ظل الوضع الدولي المتوتر تتطلب إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.وأوضح أنه لا يخفى على أحد الدور المحوري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط والعالم، وعلى أهمية العلاقات الخليجية والعربية عموما مع الولايات المتحدة وعلى ضرورة الحفاظ عليها وتعميقها.

من جهته قال ملك الأردن عبد الله الثاني أن قمة اليوم تأتي في وقت “تشهد منطقتنا والعالم تداعيات أزمة كورونا وانعكاسات الأزمة الأوكرانية”.وقال إنه لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون حل للقضية الفلسطينية وإقامة دولة على حدود 1967، مؤكدا أنه “يجب أن يشمل التعاون الاقتصادي أشقاءنا في السلطة الفلسطينية.وبدوره قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن الانطلاق نحو المستقبل يتوقف على كيفية التعامل مع أزمات المنطقة الممتدة، وإنه حان الوقت لكي تتضافر “جهودنا المشتركة لوضع حد للصراعات والحروب الأهلية في منطقتنا”.وأكد أنه لا بد من تكثيف جهودنا المشتركة لحل نهائي لعملية السلام لا رجعة عنه، وأنه يجب التوصل لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.واقترح رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظم إنشاء بنك الشرق الأوسط للتنمية والتكامل، وقال إن بلاده تسعى “لتعزيز بيئة الحوار في منطقتنا لما يخدم مصالح الشعوب”.وقال ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إن دول مجلس التعاون الخليجي تأمل أن تكون هذه القمة بداية انطلاقة جديدة لمعالجة قضايا المنطقة، وإن التحديات التي تمر بها المنطقة “تتطلب منا المزيد من التشاور والتعاون لمواجهتها”.

وأكد أن دول مجلس التعاون الخليجي ماضية في تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة.واستبق بايدن القمة -التي أطلق عليها قمة جدة للأمن والتنمية- بلقاءات ثنائية بدأها بلقاء مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وأتبعه باجتماع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكان آخر لقاءاته الثنائية مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد.

وأكد بيان أميركي عراقي مشترك أهمية الالتزام المتبادل بالشراكة الثنائية بين البلدين وفقا لاتفاق الإطار الإستراتيجي، مشددا على أهمية تشكيل حكومة عراقية جديدة تستجيب لإرادة العراقيين واحترام العراق واستقلاله.كما أكد البيان -الذي صدر عقب اجتماع بين بايدن ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي- أهمية تقوية المؤسسات العراقية وتمكين قوات الأمن من تحقيق الاستقرار بالعراق والمنطقة.

وقال مسؤول أميركي إن بايدن سيبحث في جدة تكامل القدرات الصاروخية والدفاعية بين دول الشرق الأوسط.وأوضح هذا المسؤول أن بايدن يدعم التطبيع بين السعودية وإسرائيل، لكنه يعتبر الأمر قرارا سياديا ولن يضغط على أي من الطرفين في شأنه، كما أشار بشكل عام إلى أن تطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية مسار منفصل عن حل الدولتين.وفي الموضوع الاقتصادي نقلت رويترز عن هذا المسؤول الأميركي قوله إن واشنطن تأمل أن تصدر منظمة أوبك إعلانا في الأسابيع المقبلة عن زيادة إنتاج النفط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى