إستقبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وزير الخارجية الايطالي لويجي دي مايو الذي حل أمس الإثنين بالجزائر، وتم اللقاء الذي كان بحضور وزير الخارجية رمطان لعمامرة ، مدير ديوان الرئاسة عبد العزيز خلف، وزير الطاقة محمد عرقاب والرئيس المدير العام لسوناطراك توفيق حكار.وكشفت وسائل إعلام إيطالية أن وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي ما يو، يحل بالجزائر لإجراء محادثات مهمة في ظل المتغيرات التي فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية.
وأفادت وزارة الخارجية الإيطالية، أن وزير الخارجية لويجي دي مايو سيزور الجزائر اليوم الإثنين رفقة رئيس مجموعة “إيني” لبحث التعاون في مجال الطاقة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية.وأكد موقع “أدنكرونوس” الإيطالي، أن الوفد الإيطالي سيجري محادثات مع السلطات الجزائرية، سيُركّز فيها على بحث سبل تعزيز التعاون في مجال الطاقة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية.
في السياق، قال موقع “أوبن” الإيطالي، أن الخوف من الانتقام الاقتصادي الذي قد ينتهجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يخيف إيطاليا ويحثّها على التسابق لإيجاد حلّ بديل في أسرع وقت.ورجّح المصدر ذاته، أن الجزائر هي البلد الذي ستركز عليه إيطاليا، لضمان إمدادات الطاقة اللازمة.وتتخوف البلدان الأوروبية من تأثر إمدادات الغاز، باعتبار روسيا أكبر مورد لهذه المادة إلى البلدان الأوروبية.ورغم أن الجزائر كانت مرشحة بقوة لتوريد الغاز المسال إلى القارة العجوز في حال ما أغلقت موسكو صنابيرها، إلا أن الانتاج الجزائري من هذه المادة لا يكفي لتغطية حاجيات الدول الغربية.من جهته، طمأن الرئيس المدير العام للشركة الوطنية “سونطراك“ الشركاء الأوروبيين، بقوله إن الشركة لديها قدرة غير مستخدمة على خط أنابيب الغاز عبر البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى إمكانية استخدامها لزيادة الإمدادات إلى السوق الأوروبية.
ولفت حكار، إلى أن سونطراك بإمكانها توسيع عملية التوريد نحو البلدان الأوروبية التي لا تورد لها الغاز عبر الأنابيب، مؤكدا أن هذا الأمر يعتمد على مدى توفر الأحجام الفوائض بعد تلبية طلب السوق الوطنية، إلى جانب الإيفاء بالتزامات المؤسسة التعاقدية تجاه شركائها الأجانب.وكانت (سوناطراك) قد عبرت عن استعدادها لتزويد أوروبا بكميات إضافية من الغاز عبر أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر وإيطاليا، في حال تقلصت الصادرات الروسية بسبب الحرب في أوكرانيا، بحسب تصريح للمدير التنفيذي للشركة الأحد.وقال توفيق حكّار في حوار مع صحيفة “ليبرتيه” الناطقة بالفرنسية إن سوناطراك “مموّن غاز موثوق بالنسبة للسوق الأوروبية وهي مستعدة لدعم شركائها على المدى البعيد في حال تأزم الوضع”.وأضاف ان توافر كميات إضافية من الغاز الطبيعي أو الغاز المُسال مرتبط “بتلبية الطلب في السوق الوطنية”و”الالتزامات التعاقدية” مع الشركاء الأجانب.وبحسب حكّار فان سوناطراك “تتوفر على قدرات تصدير غير مستغلة عبر أنبوب ترانسميد” الرابط بين الجزائر وإيطاليا مرورا بتونس، والتي يمكن ان تُستغل في “زيادة الكميات نحو أوروبا”.
وتبلغ قدرة نقل انبوب الغاز “ترانسميد” 32 مليار متر مكعب سنويا، أي اربع مرات حجم أنبوب “ميدغاز” الذي يزود إسبانيا بالغاز الجزائري.وأضاف المدير التنفيذي لسوناطراك ان الغاز الجزائري يمكن ان يصل الى دول ليست مربطة بأنبوبي الغاز، من خلال الغاز المّسال المنقول في سفن، مشيرا إلى ان أوروبا هي “السوق الطبيعية والمفضلة” بالنسبة للجزائر التي تساهم حاليا بـ11 بالمائة من احتياجات أوروبا الى الغاز.وأوضح وزير الطاقة السابق عبد المجيد عطّار أن “الجزائر تصدّر حوالى 22 مليار متر مكعب عبر أنبوب ترانسميد”، وهو يتسع لعشرة مليارات متر مكعب أخرى للتصدير.
وأضاف عطّار الذي سبق له إدارة مجموعة سوناطراك، لوكالة فرانس برس أنه يمكن أيضا أن يتم تسييل الغاز وإرساله من خلال ناقلات الغاز الطبيعي، مع العلم أن “وحدات التسييل الموجودة في الجزائر يتم استغلالها فقط بنسبة 50إلى 60% من قدراتها”.
ومع ذلك، فإن الجزائر لا يمكن أن تعوض وحدها الانخفاض في إمداد الغاز الروسي” بحسب الوزير السابق. ولكن “على المدى المتوسط، في أربع أو خمس سنوات، ستكون الجزائر قادرة على إرسال كميات أكبر” مشيرا إلى ضرورة “تطوير احتياطيات جديدة تتكون أساسا من الغاز غير التقليدي” (الغاز الصخري)وعقد مجلس وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي اجتماعا طارئا أمس الاثنين في بروكسل، علما أن العديد من الدول الأوروبية تعتمد بشكل كبير على روسيا للتزود بالغاز.
محمد/ل