قرية لقصور ببرج بوعريريج…. تاريخ عريق يقاوم الزوال
تعد قرية القصور التي تقع بالجنوب الغربي لولاية برج بوعريريج من أهم المناطق الأثرية والسياحية التي تزخر بها الولاية، من خلال طرازها المعماري الفريد من نوعه والذي يعود لأكثر من 10 قرون ما جعل منها قبلة للسياح من داخل و خارج الوطن.
وحسب خليفة معزوز، رئيس جمعية الثقافة والتراث لبلدية القصور، يعود تأسيس قرية القصور العريقة إلى الفترة ما بين 953 و 1005 م، أي قبل تشييد قصبة الجزائر العاصمة بسبع سنوات.كما تعود تسمية القرية في بعض الروايات إلى أن الطابع المعماري للبنيات هو من منح التسمية كون المساكن مشيدة على هضبة توحي من بعيد بأنها قصور.
وقد كانت القرية موطنا لقبيلة صنهاجة البربرية و لديها العديد من التسميات الامازيغية على غرار تازروت، تيفرنت، تيحمامين، تاقصرين، تالة، توميات، تالامبالا و تيعنصرين. وقد وصلها العرب الهلاليون مع القرن 11م ، الذين انصهروا مع الساكنة المحلية، حسب ما أفاد ذات المصدر .وقد أدخل على القرية الطراز المعماري الإسلامي الحمادي بحكم قربها من قلعة بني حماد بأعالي بلدية المعاضيد بالمسيلة.وبالقرية، قرابة 94 مسكنا مشيدا بالحجارة، تتخللها أزقة ضيقة و يحيط بها سور كبير يمكن الدخول من أربعة نواحي وهي الباب القبلي وهو مدخل القرية، باب سقيف الضاوية، الباب السور و الباب الجديد، حسب ما أضاف ذات المتحدث .كما تحصي قرية القصور العديد من المساجد العتيقة التي تعود إلى أكثر من 5 قرون أشهرها الجامع القبلي و جامع سيدي المبارك الزهار، الذي شيد سنة 1695 . وليس ببعيد عنه، يتواجد الجامع الأبيض الذي يعود تاريخ تشييده لسنة 1680 .كما توجد بالمنطقة زاويتان، الأولى تقع بقرية تازروت و شيدت في حدود 1785م، والثانية تقع بقرية العقاقين تم الشروع في عملية تشييدها سنة 1902 .
وأشار، من جهته فاهد بن أحمد، رئيس مصلحة بمديرية السياحة و الصناعات التقليدية بالولاية، أن قصبة القصور أصبحت قبلة للسياح وكذا المخرجين السينمائيين لتمثيل مختلف المسلسلات والأفلام، فيما تم تصنيف القرية ضمن المسالك السياحية للولاية لتشجيع السياحة الداخلية. كما تسعى السلطات المحلية من أجل ترقية القرية وتصنيفها ضمن التراث المادي و اللامادي.وقد ناشد السكان المحليون من جهتهم السلطات المحلية بضرورة الإسراع في تصنيف القرية ضمن التراث المادي و اللامادي. كما يعملون جاهدين على الحفاظ على عراقة وأصالتها من خلال الترميمات التي يقومون بها بهدف الحفاظ و إبراز الموروث الثقافي الذي تركه الأجداد.
ق.ث/الوكالات