
قسنطينة:غرس أشجار الخروب على مساحات واسعة لتجديد المناطق المتضررة من الحرائق
تحظى شجرة الخروب المعروفة علميا باسم “سيراتونيا سيليكا” أهمية خاصة ضمن برنامج تجديد المناطق المتضررة بفعل الحرائق بولاية قسنطينة, حيث خصصت لها محافظة الغابات مساحات شاسعة.
فبغرض تجديد المناطق المتضررة بفعل الحرائق التي مست هذه الولاية, تم اعداد مخطط لغرس ما لا يقل عن 62 هكتارا بشجرة الخروب من مجموع 112 هكتارا مبرمجة من طرف مهندسي مصالح محافظة الغابات, حسبما أكده المكلف بالإعلام والاتصال بالمحافظة, علي زقرور.ويهدف برنامج غرس هذا النوع من الأشجار, المعتمد وفقا لتعليمات وزارة الفلاحة والتنمية الريفية, “إعادة الحياة للمساحات الغابية المتضررة بفعل الحرائق الى جانب جلب الاهتمام بهذا النوع من الزراعات الرعوية المتعددة الاستعمال وذات الفوائد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المؤكدة”, مثلما أوضحه السيد زقرور.
وقد مكن تنسيق الجهود بين مصالح محافظة الغابات وعدة جمعيات منذ إطلاق هذا البرنامج بقسنطينة من غرس 7 هكتارات بأشجار الخروب بكل من ساقية الروم بغابة شطابة ببلدية عين سمارة و8 هكتارات بجبل زواوي ببلدية ابن زياد فيما تجري التحضيرات لغرس مساحة أخرى تقدر ب 7 هكتارات بغابات المريج وذلك بمعدل 300 شجرة في الهكتار الواحد, حسب المكلف بالإعلام.واختيرت ضمن برنامج غرس أشجار الخروب كل من غابة ذراع الماجن وغابة ذراع الناقة (الخروب) وجبل الوحش بأعالي قسنطينة ليشمل مستقبلا مساحة أخرى تناهز 40 هكتارا.وبالإضافة الى أشجار الخروب تم أيضا اقتناء أنواع نباتية أخرى على غرار الصنوبر والصنوبر الحلبي والأرز كما تم الحصول على أنواع أخرى لأشجار ونباتات من الجمعيات عن طريق المشاتل أوكهبة من طرف مؤسسات ومحسنين, حسب السيد زقرور.
إبرام 26 اتفاقية لجعل مئات الهكتارات من المساحات الغابية خضراء
وتشارك مصالح محافظة الغابات في تجسيد برنامجها الخاص بتجديد المناطق المتضررة بفعل الحرائق مع عدة جمعيات ناشطة في ميادين عدة.
وكشف السيد زقرور أن هذه التجربة التي تعد الأولى من نوعها, ترمي الى “خلق دافع حقيقي في المجتمع من خلال الجمعيات ومختلف الهيئات الأخرى قصد حماية الطبيعة وصيانة الأشجار وكذا ضمان ديمومتها”, لافتا الى أن العملية تبقى مفتوحة أمام جميع الجمعيات التي تريد المساهمة في إنجاح هذا البرنامج الخاص بالغراسة.وأفاد المكلف بالإعلام أنه إلى غاية اليوم تم إمضاء 26 اتفاقية بين محافظة الغابات بقسنطينة والجمعيات الناشطة في مجال حماية البيئة والسياحة وفيديرالية جمعيات المجتمع المدني وفيدرالية الصيادين من أجل غراسة مختلف الأنواع النباتية بمجموع 96 ألف و690 شجرة على مساحة 122 هكتارا.وتختار الجمعيات المتعاقدة بالتشاور مع محافظة الغابات مساحة غابية وتتكفل بغراستها بنوع من الأشجار وضمان صيانتها وسقيها وحراستها, مثلما أوضحه المكلف بالإعلام والاتصال بمحافظة الغابات.وفي اطار الاتفاقات المبرمة يستفيد أعضاء الجمعيات المشاركة في تجسيد هذا البرنامج بتكوين من طرف إطارات محافظة الغابات يضم دروس نظرية وأخرى تطبيقية حول غراسة الأشجار ومتابعة نموها.وحسب السيد زقرور فقد “تم إمضاء دفتر المواصفات التقنية بين الجمعيات المعنية ومحافظة الغابات يحدد الأشغال المراد القيام بها والمهام التي تكلف بها الجمعيات في إطار برنامج التشجير”, مشيرا إلى أن الجمعيات تبقى في”اتصال دائم” بعد عملية الغرس مع رؤساء المقاطعات.
وفي هذا الشأن قال رئيس جمعية حماية الطبيعة والبيئة, عبد المجيد سبيح: “لقد شرعنا في إطار مخطط عمل الجمعية في غرس أشجار الخروب بغابات المريج وضفاف وادي الرمال بمناسبة اليوم العالمي للتطوع”, لافتا إلى أن “شجرة الخروب حاضرة بقسنطينة لاسيما بغابة شطابة وبلدية ابن زياد”.
وأبرز السيد سبيح بأن شجرة الخروب لها مزايا إيكولوجية عديدة من خلال تكيفها مع البيئة الجافة والأراضي الصخرية وأخرى اجتماعية واقتصادية بحيث تعتبر مصدر دخل للسكان المحليين على وجه الخصوص.كما ذكر بأن شجرة الخروب تشكل مصدرا هاما للطاقة وتستخدم كثيرا لفوائدها الطبية, موضحا بأن بذور ثمرتها تستخدم أيضا في صناعة الحلويات وكذا كبديل طبيعي للكاكاو بالإضافة إلى استعمالاتها في الصناعات شبه الصيدلانية ومستحضرات التجميل.أما أوراق الشجرة فتعتبر كغذاء جيد للأغنام, حسبما أبرزه رئيس جمعية حماية الطبيعة والبيئة بقسنطينة.