قصة البيت المسكون………
تروي خولة قصتها تقول :كنت اعيش مع زوجي وثلاثة من اطفالي وعائلة زوجي في بيت واحد البيت ذاك يعيش فيه اربع عائلات والدا زوجي واخواه مع اطفالهم ننام انا واطفالي في غرفة واحدة والمطبخ مشترك بيننا اما الحمام فهو ايضا مشترك حقيقة لم نكن ننعم بالراحة او الخصوصية ولكم تمنيت ان يكون لي بيتا يعيش ويكبر فيه اطفالي بكل حرية ، حدث ان ورث ابو زوجي مبلغا من المال لقطعة ارض كان يمتلكها ابوه ووزع على جميع اولاده نصيبا من المال وطلب ان يشترو بيوتا ليسكنوا فيها ..فرحتي ذاك الوقت لاتوصف وباشرت بالبحث مع زوجي يدعى “فؤاد” يعمل سائق اجرة ، بعد بحث دام قرابة شهر …اتصل اخوه وقال ان احد معارفه يرغب ببيع بيته ودلنا على العنوان .اتصلنا بصاحب البيت ورتبنا موعد معه ..الجمعة بعد الصلاة مباشرة اتجهنا نحوه ..التقينا به قال لنا مازلنا بعيدين عن البيت هو يقع خارج المدينة قريب من الغابة …ذهبنا حيث قال لنا ..البيت من الخارج تصميمه كالبيوت الانجليزية فتح الباب الرئيسي دخلنا ..عن يميني حديقة جميلة مع شجرة العنب وعن يساري باحة اسعة صعدنا اربع درجات ثم فتح الباب الخشبي دخلنا فيه على اليمين غرفة واسعة نحن نسميها غرفةالضيوف وعلى اليسار غرفة اللوازم بجانبها مطبخ وفيه باب خلفي يؤدي الى الفناء .مقابل الطبخ يوجد حمام وعن مينه درج يؤدي الطابق الاول وفيه اربعة غرف واحدة تقابل الاخرى ثم درج يؤدي للطابق الثاني فيه غرفة واحد وسطح وهويطل على الغابة وفيه مساحة مخصصة لملعب كرة القدم ..صراحة اعجبني المنزل كثيرا لكني استغربت من السعر فهو منخفض جدا اخبرت زوجي بمخاوفي لكنه قال لي :ان صاحب البيت ينوي السفر الى الخارج وهو مستعجل …..تمت البيع والشراء .ونقلت اغراضي الى البيت كما اشتريت لاوازم وحاجيات جديدة للمنزل ..بعد ان رتبت كل شيء عزمت اهل زوجي للعشاء وقد حضرت اكلة تقليدية تدعى ” الشخشوخة” عرفانا وشكرا مني لهم على العشرة التي كانت بيننا ..بعد ان ذهبوا صعد الاطفال للنوم وبقيت انا غسلت الصحون واطفات الانوار ثم صعدت باتجاه غرفتي لانام …قبل ان انام شعرت ان يدا تلوح لي من الدرج..
ذهبت الى مهبط الدرج لاتاكد مما رايته ،لم اجد شيء عدت الى غرفتي قائلة في نفسي ربما هي مجرد تهيئات جراء التعب الذي لحق بي الايام الماضية ، في فجر يوم الجمعة نهضت مع زوجي لتأدية الصلاة ….بعد ان انهيت الصلاة وسلمت عن يميني هيء لي اني رايت امراة جالسة انهيت التسليم عن يساري والتفت بسرعة لاتحقق من الامر ..لاشيء ..تركت زوجي يقرا القران ونزلت الى المطبخ لاحضر فطور الصباح ( فطيرة تصنع من الدقيق والزيت والملح وقليلا من الزبدة ) ..شعرت ان الهواء يدخل من الباب الخلفي المؤدي الى الفناء ذهبت واغلقت الباب قلت من فتحه ؟ الم اغلقه البارحة قبل ذهابي الى النوم ؟……
نهض اطفالي والتفو حولي جالسين على الكراسي قال طفلي الصغير ذو الست سنوات “سهيل “: ماما لااريد ان انام وحدي مرة اخرى سالته لماذا ؟ قال لي : عندما كنت نائما شعرت ان امراة وقفت امام سريري ونزعت الغطاء عني ..لقد شعرت بالخوف الشديد قلت له :لايوجد شيء بني انت تتخيل فقط ..قالت ابنتي ” نرجس” :انا ايضا لم انم بسبب مواء قطة طيلة الليل وكلما فتحت باب غرفتي لابحث عنها لااجد شيء …..قلت لهم : انتم لم تعتادو بعد على هذا البيت ومع الوقت ستحبونه ففيه ستجون راحتكم وخصوصياتكم فلا داعي لهذا الكلام …… ذلك اليوم مرعادي لكن مع حلول المغرب وانا احضر العشاء سمعت امراة تناديني خولة خوولة ..ظننت ان ات زوجي جاءت لزيارتي فتحت الباب ولا وجود لاحد …سمعت الصوت مرة مرة اخرى ياتي من العلية ..صعدت وذهبت الى زوجي سائلة اياه هل سمعت احدا يناديني قال لي لا ..مع رفع اذان المغرب حتى سمعنا صراخ امراة ركضت مع زوجي الى الغرفة العلوية لان الصوت كان ياتي من هناك …بحثنا في كل مكان ولاوجود لشيء …الامر محير حقا …صبيحة يوم الاحد ذهب الاطفال مع والدهم الى الدراسة وهو الى العمل ..وضعت الملابس في الغسالة ونظفت البيت ..بعد مدة سمعت اطفالا يلعبون احدهم يقول ارمي الكرة بسرعة…قال الثاني ياغبي انا هنا الا تراني ….بيتي كما قلت لكم منعزل عن المدينة اي لا يمكن ان ياتي الاطفال ليلعبو هنا …لكني وضعت الملابس في السلة حملتها وصعدت الدرج متوجهة نحوالسطح نظرت هنا وهناك الملعب خال تماما …اذا مامصدر الصوت ؟ …نشرت الغسيل وعدت الى الطابق الاول كي انظف البيت لكني رايت التلفاز مشغل وموسيقى رعب تنبعث منه شعرت بالرعب وبنبضات قلبي تدق بسرعة اتجهت نحو التلفاز لاطفئه فجاة ظهرت امراة وصرخت علي من التلفاز ارتعبت وابتعدت خطوتين اتجهت مباشرة الى غرفتي لاتصل بزوجي الا اني تذكرت ان هاتفي في تركته في المطبخ اتجهت الى الدرج كي انزل لكني صدمت عندما رايت الملابس التي كنت قد نشرتها مرمية على الارض …نزلت بسرعة كبيرة اقفز بين الدرج كأني لاعبة جمباز ..ركضكت الى المطبخ اتصلت بزوجي ..بعد نصف ساعة جاء قال لي هل انتي جادة فيما قلتيه قلت له نعم ونحن امام امر روحاني وان هذا البيت مسكون…..………….(يتبع)
الكاتبة :بلعالية نعيمة