قصة الكتيبة النسائية 6888 في فيلم جديد لأوبرا وينفري وتايلر بيري
مرَّ نحو 80 عاما على نهاية الحرب العالمية الثانية، وما زالت تظهر قصص إنسانية حدثت أثناءها. اختار المخرج تايلر بيري في فيلمه الجديد (Six Triple Eight) أن يجسد قصة الكتيبة النسائية رقم “6888” التي أرسلها الجيش الأميركي إلى إنجلترا وفرنسا لفرز البريد المتراكم في مسرح العمليات الأوروبي.
كانت الكتيبة الوحيدة من النساء من ذوات البشرة السمراء، لكنهن أكملن مهمتهن بشرف وامتياز على الرغم من العنصرية والتمييز الجنسي الذي واجهوه من قيادتهم وزملائهم. عملت النسوة 6 أشهر لضمان بقاء الجنود على اتصال بأحبائهم في الوطن. عادت آخر نساء الكتيبة إلى الديار في مارس 1946، ولم يتم الاعتراف بهن وتكريمهن بطريقة مناسبة حتى الآن.
استند تايلر في معرفة ما حدث على مقال بقلم كيفن إم هايمل نشرته مجلة “سافرين” المتخصصة في تاريخ الحرب العالمية. تعمّق الرجل في تلك القصة الملهمة للنساء اللواتي لم ينفذن مهمتهن وحسب، بل أنجزنها في نصف الوقت المحدد لها بصبر ومثابرة.تدور حبكة الفيلم في ذروة الحرب العالمية الثانية، نحو عام 1943. حينها، أدت الحرب الطاحنة إلى تغيير في الأولويات، وتوقف البريد عن الوصول إلى الجنود في الخطوط الأمامية، حتى تبددت آمال الجنود في الاتصال بعائلاتهم. ضمّت الكتيبة -المكوّنة من 5 سرايا- أكثر من 800 مجنّدة، وكان من المقرر أن تستغرق مهمة فرز 17 مليون خطاب 6 أشهر، لكنهن أنجزنها في 3 أشهر فقط. وفقًا لمقال كتبه مايكل كيسي لوكالة “أسوشيتد برس”، هناك 6 سيدات من أعضاء الكتيبة الأصليين ما زلن على قيد الحياة. تم حل الكتيبة عام 1946، مع قليل من الاعتراف بهن، بما في ذلك نصبٌ تذكاري وفيلم وثائقي عنها، وأخيرًا حصلن على ميدالية الكونغرس الذهبية.يقع النصب التذكاري في متنزّه بوفالو سولدغر العسكري في فورت ليفنوورث كنساس، إلى جانب آثار أخرى لتكريم الوحدات الأميركية الأفريقية وأفرادها.بعدما حصلت الكتيبة على ميدالية الكونغرس، قالت فاني غريفين ماكليندون ، البالغة من العمر 101 سنة، والتي كانت تعمل برتبة رائد في الكتيبة “إنه شيء لم أفكر فيه قط”.
تدرّبت تلك الكتيبة بقيادة الرائد شاريتي آدامز في جورجيا، قبل الإبحار إلى أوروبا في فبراير 1945. هربت النساء من الغواصات الحربية الألمانية أثناء عبور سفينتهن المحيط الأطلسي، وبعد ذلك نجونَ بصعوبة من هجوم صاروخي نازي عند وصولهن إلى غلاسكو في أسكتلندا، ومنها انتقلن إلى برمنغهام في إنجلترا حيث عملن في مستودعات باردة وذات إضاءة ضعيفة مكدّسة حتى السقف بالخطابات والطرود.وفي تصريحات لوكالة “أسوشيتد برس” قالت الكولونيل المتقاعدة إدنا كامينغز التي لم تخدم في الكتيبة، ولكنها كانت إحدى دعاة الاعتراف بها “كانت القيادة تعلم أن وجود الكتيبة أكبر من مجرّد عملية تصفية للبريد المتراكم، لقد كانت الكتيبة فرصة لمواجهة العنصرية والتمييز على أساس الجنس واللون داخل جيش الولايات المتحدة الأميركية”، لأن المنشآت العسكرية كانت منفصلة تبعًا للعرق والجنس، كانت تلك الكتيبة مكتفية ذاتيًّا، ولها المسعفون الخاصون بها وقاعة طعام وشرطة عسكرية وخدمات النقل والدعم الخاصة بها.
لم يُعلن عن دور أوبرا وينفري بعد، لكنها ستكون أول بطولة لها على الشاشة منذ لعبت دور البطولة في فيلم “تجعيدة زمنية” في عام 2018.يضم الفيلم عددًا من الأسماء البارزة، إلى جانب أوبرا وينفري، منها كيري واشنطن، وهي أيضًا منتجة تنفيذية للفيلم، بالإضافة إلى النجمة الشابة إيبوني أوبسيديان Ebony Obsidian وميلانا جاكسون وكايلي جيفرسون.يذكّرنا الفيلم -الذي سيُعرض على منصّة “نتفليكس”- بعلاقة الصداقة القديمة بين كل من أوبرا والمخرج تايلر بيري، وتختصر هذه العلاقة المهنية والشخصية تاريخًا مهمًا لكل منهما؛ لذلك من المنتظر أن يكون الفيلم تعزيزًا جديدًا لعلاقة الصداقة والعمل بين النجمة التلفزيونية المتألقة والمخرج المعروف.