من المرتقب أن تحتضن الجزائر اجتماعات لقضاة ومحاميين عرب ودوليين لاستكمال الإجراءات القانونية لملاحقة الكيان الصهيوني على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني أمام محكمة الجنايات الدولية والمحاكم الأوروبية التي تقبل الاختصاص العالمي لملاحقة قادة الكيان وجنوده.
وفي هذا السياق ينتظر أن يصل المحامي الفرنسي الشهير جيل ديفير ونُخبة من القانونيين المختصين في جرائم الحرب إلى الجزائر للمشاركة في ندوة دولة بخصوص مقاضاة “إسرائيل”.ووفق بيان مشترك للنقابة الوطنية للقضاة والاتحاد الوطني لمنظمات المحامين، ستبدأ الوفود المشاركة في ندوة الجزائر الدولية “العدالة للشعب الفلسطيني” في الوصول إلى الجزائر ابتداءً من الغد.
ووصل أمس الأحد إلى مطار هواري بومدين الدولي على الساعة الثالثة مساء، الوفد الفلسطيني والأردني واللبناني المكون من قضاة ومحامين ومستشارين وخبراء.كما يصل وفق نفس المصدر يوم الثلاثاء على الساعة الثامنة والنصف مساء من ليون الفرنسية المحامي جيل ديفير.وقاد ديفير قبل أيام أنّ تكتلًا من 100 محام و200 جمعية من مختلف الجنسيات، لتقديم شكوى أمام محكمة الجنايات الدولية ضد جرائم الإبادة التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي في فلسطين.كما حل نقيب المحامين الأردنيين يحيى أبوعبود بالجزائر رفقة عضو مجلس النقابة أشرف الزعبي للمشاركة في الاجتماعات.وأوضح نقيب المحاميين الاردنيين أن اللجنة القانونية لنقابة المحامين وكذلك لجنة الإسناد القانوني لملاحقة الكيان الصهيوني والدفاع عن الحق الفلسطيني أمام الجهات الدولية عقدت اجتماعا أمس وقدمت توصياتها ومشروعها بهذا الصدد.ويشارك نقيب المحامين الاردنيين بصفته المنسق العام لاتحاد المحامين العرب في المجهود القانوني دعما للملفات القانونية التي تهدف لملاحقة الاحتلال ورموزه على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني.وأوضح المحامي الجزائري بوجمعة غشير المنخرط في المبادرة أن هذه الشكوى التي قدمها المحامي الفرنسي بمعية عدد كبير من القانونيين تركز على أن ما يجري حاليا في فلسطين هو عمليات إبادة وإبادة جماعية، وهي جرائم يعاقب عليها القانون الدولي، خاصة أنه يوجد من مسؤولي الكيان الصهيوني حتى من أنكروا إنسانية الفلسطينيين.وتعمل نقابة المحامين في الجزائر منذ أسابيع على مشروع مقاضاة الاحتلال الإسرائيلي حيث تم تنصيب مجموعة عمل لإعداد وتحضير كل الوسائل القانونية الكفيلة بتحديد وحصر كل الحقائق واثباتاتها والتي تشكل جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وفقا لأحكام المواد 6 و7 و8 من نظام روما الأساسي، وهذا من أجل فتح تحقيق ومقاضاة هؤلاء المجرمين طبقا لأحكام المواد 135 و15 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.وتهدف هذه الاجتماعات إلى توحيد المسارات والاشتراك بها جميعا وبحث إمكانية مقاضاة الكيان أمام محكمة العدل الدولية بطلب من أحد أعضاء الأمم المتحدة.
وشرعت الجزائر امس في استقبال وفود من الحقوقيين والمحامين والقضاة من الدول العربية والأوروبية تحسبا للمشاركة في فعاليات الندوة الدولية المقررة يومي 29 و30 نوفمبر الجاري بمبادرة من النقابة الوطنية للقضاة والاتحاد الوطني للمحامين الجزائريين وذلك للبحث في أفضل السبل القانونية والقضائية لمحاسبة الكيان الصهيوني على جرائم الإبادة المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني تحت شعار ” العدالة للشعب الفلسطيني”.وحسب الإذاعة الجزائرية، ستسبق الندوة عديد الورشات القانونية التحضيرية.وتأتي هذه التحركات في سياق دعوة الرئيس عبد المجيد تبون في افتتاح السنة القضائية لمقاضاة الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة الجنايات الدولية حتى لا يفلت مسؤولوه من العقاب.وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد ناشد الحقوقيين لرفع دعاوى قضائية أمام محكمة الجنايات الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي بسبب ما يرتكبه من جرائم ضد الفلسطينيين في غزة.
وقال رئيس الجمهورية بمناسبة افتتاح السنة القضائية “وأنا أمام رجالات القانون اليوم، أناشد جميع أحرار العالم وخبراء القانون العرب والمنظمات والهيئات الحقوقية إلى رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية والمنظمات الدولية لحقوق الانسان ضد الكيان الإسرائيلي لإنهاء عقود من الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين”.وأضاف “لقد انهارت في فلسطين المحتلة كل المعايير والقيم أمام ما يشاهده العالم يوميا من مجازر وحشية ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الشقيق أمام صمت عالمي رهيب”.وتابع الرئيس “نتساءل أين هي العدالة في العالم؟ أين هو حق الشعوب المضطهدة وعلى رأسها الشعب الفلسطيني؟”.
نسرين مقداد :“الجنائية الدولية مدعوة لمتابعة كل من ساند الاحتلال الصهيوني في عدوانه على غزة”
أكدت رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بالجزائر، نسرين مقداد هذا الأحد، على أهمية تحرك المحكمة الجنائية الدولية لمتابعة ومحاسبة من دعم وساند وأيّد الاحتلال الصهيوني في عدوانه على قطاع غزة.
لدى نزولها ضيفة على برنامج “ضيف الصباح” للقناة الإذاعية الأولى قالت مقداد إن “المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني كسرا رؤية أن جيش الاحتلال لا يقهر وكسرا دعاية أن الكيان الصهيوني مظلوم وأن الشعب الفلسطيني ظالم وأثبت الفلسطيني أن له الحق في العيش بسلام” مضيفة أن المجتمع الدولي انكشف أمام العالم من حيث مقولة أن القوانين لا تسري إلا على الضعفاء.وأوضحت ضيف الصباح أن المرأة الفلسطينية هي أيقونة الثورة الفلسطينية، حيث تدفع الكثير من أجل الأمن والسلام، فهي من تربي، تحافظ وتعطي الحماس وهي من تصنع الشهيد إضافة إلى انها أسيرة مناضلة شهيدة.
وقالت مقداد إن الأراضي الفلسطينية تشهد حربا شرسة يقودها الكيان مستهدفا الأطفال والنساء، دون مراعاة قوانين الحرب الدولية، وسط صمت دولي، ومواقف سياسية لم تغير من المشهد شيئا، والدليل 8 ألاف طفل شهيد وأكثر من 4 ألاف امرأة شهيدة أمام صمت المجتمع الدولي، مؤكدة ان تمسك الفلسطينيين بأرضهم، واستمرار المقاومة إلى غاية الآن، لم يقطع أمل انتصار الحق على الباطل.
وأضافت مقداد أنه يتم تقديم قوائم للعالم ولجمعيات حقوق الطفل بأن الطفل الفلسطيني يعذب ويحاكم لكن لا أحد يحرك ساكنا، مشيرة إلى ان الكيان الصهيوني فوق القانون ولا يتعامل مع القانون.وبخصوص اتفاقية الهدنة والإفراج عن الأسرى، قالت ضيفة القناة الأولى انه يتم الإفراج عن الأسرى تدريجيا وحسب الأقدمية، والأولوية للقصر من الأطفال والنساء، متمنية إيقاف إطلاق النار والدمار وإدخال المساعدات من وقود وغذاء وأدوية.
نادر القيسي: تمديد الهدنة غير مستبعد والأسرى الجنود ليسوا معنيين بصفقة التبادل
لا يستبعد نادر القيسي ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالجزائر، تمديد الهدنة الحالية وكذا الإعلان عن صفقة جديدة لتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وتحدث القيسي لدى استضافته ضمن برنامج “ضيف الدولية ” على أمواج إذاعة الجزائر الدولية اليوم، عن تسريبات تفيد بأن مصر وقطر تعملان على التواصل مع جميع الأطراف من أجل تمديد الهدنة الحالية.
واعتبر القيسي رضوخ الكيان الإسرائيلي للتفاوض مع المقاومة وفق الشروط التي وضعتها مؤشرا على انهزامه على كافة المستويات السياسية والعسكرية واسترسل قائلا “منذ بداية هذا الاعتداء الغاشم وضع الكيان الصهيوني أهداف كبيرة جدا وكان يعتقد أن باستطاعته تحقيقها وفق تصوره لكن تلك الأهداف سقطت الواحدة تلوى الأخرى.. كان يريد القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة وكان يرفض التفاوض مع المقاومة بحجة أنها منظمة إرهابية وهو ذات المنحى الذي اتخذته الولايات المتحدة الامريكية ولكن في النهاية تفاوضوا مع المقاومة وفق شروطها. ”
وأوضح نادر القيسي أن صفقة تبادل الأسرى لم ولن تشمل العسكريين وجنود الاحتلال بل هي تشمل المدنيين فقط، لأن بعض الفصائل الفلسطينية على غرار الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية ترفض بأن يتم الحديث عن العسكريين الموجودين لدى المقاومة والفصائل الفلسطينية إلا بصفقة تبادل أسرى تكون شاملة
وأكد القيسي تراجع التأييد عالميا لهذا الكيان الغاصب وبالمقابل تصاعد تأييد الحق الفلسطيني والاعتراف بمشروعية مقاومته لدى الشعوب العالمية ووصل الأمر إلى تراجع في الخطاب الرسمي للدول الغربية التي كانت تدعم الكيان بعد سقوط الأكاذيب التي روجها العدو الصهيوني إلى الاعلام الغربي.
وعلى الصعيد العسكري -يضيف المتحدث ذاته- “قوة وصلابة المقاومة الفلسطينية أذاقت الكيان الصهيوني الويلات في غزة وهذه الانتصارات الميدانية هي تتمة لما باشرته المقاومة يوم السابع من أكتوبر.. لقد فشل الكيان الصهيوني عسكريا ولم يحقق أي انتصار وهو عاجز عن مواجهة المقاومة الفلسطينية في الميدان وهو ما جعله يبيد ويقتل المدنيين العزل “.وبتطرقه إلى واقع الحال داخل الكيان الصهيوني، شدد ضيف الدولية على أن تعنت نتنياهو وإمعانه في الاجرام راجع إلى يقينه بأن حياته السياسية قد انتهت خاصة في ظل تصاعد وتيرة المظاهرات داخل دولة الاحتلال الداعية إلى استقالته وإسقاط حكومته.
محمد/ل
محمد/ل