
حققت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء وهران في جنايات الانخراط في تنظيم إرهابي والتخطيط للقيام بعمل إرهابي داخل التراب الوطني و الإشادة بالأفعال الإرهابية ،استعمال تكنولوجيا الإعلام والاتصال لنشر أفكار جماعة إرهابية ودعمها ، المتابع فيها أربع متهمين و تعلق الامر بكل من (ن.بوعلام)، (ب.حميد)، (م.سلطان)، (ب.منصف) أين قضت بمعاقبتهم ب 3سنوات سجنا عن جنايتي الاشادة بالافعال الارهابية و إستعمال تكنولوجيا الاعلام و الاتصال لنشر افكار جماعة إرهابية و دعمها مع تبرئتهم من باقي التهم ،و هي نفس العقوبة الصادرة ضدهم عن المحكمة الابتدائية.و تجدر الإشارة أن احد المتهمين مثل للمحاكمة و هو مريض .
بالرجوع إلى تفاصيل القضية فتعود إلى ورود معلومات مؤكدة إلى عناصر المصلحة الجهوية للتحقيق القضائي بوهران مفادها قيام المسمى (ن.بوعلام) المكنى “أبو عبد الباسط” بالتخطيط للقيام بعمل إرهابي على مستوى مدينة سيدي بلعباس وكذا استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في التواصل مع مناصرين لتنظيم داعش الإرهابي، واستخدامه مختلف وسائل التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت في الاطلاع وعرض للجمهور مواد إعلامية ذات طابع تحريضي على الإرهاب، وعليه تم فتح تحقيق و توقيف المشتبه فيه بتاريخ الرابع جوان من سنة2021 في حدود الساعة منتصف الليل وخمسة وأربعون دقيقة بالقرب من مسكنه العائلي الكائن بحي الروشي بسيدي بلعباس، ولدى تفتيش مسكنه تم العثور على عدة هواتف نقالة ذكية منها ما هو معطل و منها ما هو مستغل بالإضافة إلى کتاب تحريضي بعنوان “ملة إبراهيم ودعوة الأنبياء والمرسلين وأساليب الطغاة في تمييعها وصرف الدعاة عنها” لكاتبه أبو محمد المقدسي الصادر عن منبر التوحيد والجهاد الخاص بتنظيم داعش الإرهابي، 03 بطاريات صغيرة خاصة بميزان الكتروني، قارورة بلاستيكية تحتوي على حبيبات صغيرة من الرصاص، 11 ظرف فارغ عيار 54×762 قديمة، سلاح ابيض من الحجم الكبير “سيف”، 22 كرة حديدية دائرية، مبلغ 900 درهم مغربي، مجموعة من الكتب الدينية، و وثائقه الشخصية، ولدى تفتيش الهاتف النقال الخاص بالمشتبه فيه (ن.بوعلام) تم العثور على عدد كبير من تسجيلات الفيديو وكتب إلكترونية تحريضية ومطويات وأناشيد وصور داعش الإرهابي – ملفات خاصة بتطبيق تليغرام الذي كان يستعمله المعني في متابعة عدد من القنوات خاصة بتنظيم داعش وفي المحادثات مع عناصر لها علاقة بهذا التنظيم ،بالإضافة الى محادثة مع مستعمل حساب تليغرام برقم مغربي تتناول لزوم القيام بعمل إرهابي ضد مصالح الأمن لنصرة الجماعات الإرهابية.
ولدى سماع المشتبه فيه (ن.بوعلام) صرح أنه شخص مقتنع ومتشبع بالفكر التكفيري الجهادي منذ سنوات التسعينات، وأنه تأثر بالمدعو (س.خليفة) الذي كان عنصرا إرهابيا مسلحا ينشط ضمن كتيبة “الأهوال” الإرهابية بغرب الوطن قبل مغادرته لأرض الوطن في 1994 والتحاقه بإحدى الجماعات الإرهابية الناشطة بدولة أفغانستان، وأنه شرع في نشر فكره التطرفي عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال سنة 2019، اين بدأ في البحث عن الفيديوهات الخاصة بالتنظيمات الإرهابية عبر موقعي يوتيوب وڨوڨل، ثم شرع في استعمال حسابه الإلكتروني على موقع فيسبوك في إظهار إعجابه ومناصرة تنظيم داعش وذلك عن طريق تحميل ونشر صور وفيديوهات مشيدة بهذا التنظيم، وأن تعلقه بهذا التنظيم زاد بعد تواصله عبر موقعي فيسبوك وتليغرام مع أشخاص مناصرين له خاصة المدعو “حسان” من جنسية مغربية والذي كان يحثه على ضرورة الجهاد تحت راية جماعة تنظيم داعش الإرهابية، مؤكدا أنه شخص مناصر وناشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي لصالح تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من خلال تعليقاته وإعادة نشر مختلف المنشورات التي تشيد بهذا التنظيم، كما كان يقوم بالتحريض على الالتحاق به اقتناعا منه بشرعية القتال والجهاد تحت رايته من خلال إرسال مختلف الأناشيد والفيديوهات التحريضية لمختلف أصدقائه عبر الحسابين الخاصين به على تطبيق مسنجر وأنه خلال شهر أفريل من سنة 2021 تواصل مع المدعو “حسان المغربي عبر تطبيق تليغرام،أين أعرب له هذا الأخير عن نيته في القيام بعملية إرهابية مسلحة بمدينة الرباط وتبنيها لصالح جماعة تنظيم داعش طالبا منه مساعدته في القيام بذالك بتدبير له سلاح كاتم للصوت مستهدفا إطارات بوزارة الخارجية المغربية، فأكد له أن لديه صديق يستطيع شراء هذا السلاح، وأنه هو الآخر يرغب في القيام بعملية إرهابية مسلحة ضد أعوان الشرطة كونهم يضايقونه وكانوا السبب في غلق محله من سنة 2011 إلى غاية سنة 2014 وأكد المشتبه فيه (ن.بوعلام) أن صديقه الذي قصده خلال حديثه مع المدعو “حسان المغربي” هو المدعو (ب.حمید) المقيم ببئر الجير بوهران، وأنه تعرف على هذا الأخير في أواخر سنة 2020 بمقهى الكائنة بحي ميلينيوم ببئر الجير، أين استدرجه هذا الأخير في الحديث عن أمور دينية وبعد تأكده من أنه يشاركه نفس الفكر التكفيري أعلمه بأنه مناصر لتنظيم داعش، سائلا إياه إن قام بمبايعة هذا التنظيم فأكد له أنه لا يعلم شيئا عن أمر المبايعة، ليبلغه المدعو (ب.حميد) أن مبايعة التنظيم أمر ضروري لنصرته طالبا منه أخذ الحيطة والحذر، ثم التقى به مرة أخرى بنفس المكان خلال شهر فيفري 2021 أين سلمه هذا الأخير كتاب تحريضي بعنوان “ملة إبراهيم ودعوة الأنبياء والمرسلين وأساليب الطغاة في تمييعها وصرف الدعاة عنها” وتناولا الحديث عن أخبار وشؤون تنظيم داعش وضرورة نصرته لإقامة الدولة الإسلامية، نافيا أن يكون قد طلب من هذا الأخير توفير له سلاح كاتم للصوت،كما اكد انه علاقته بالمدعوين (م.سلطان) و (ب.منصف) و أن هذين الآخرين وكانوا يتحدثون عن القيام بعمليات إرهابية.خلال جلسة المحاكمة انكر جميع المتهمين الأفعال المنسوبة إليهم جملة و تفصيلا ،أين صرح المتهم الرئيسي أن أقواله خلال التحقيق كلها كذب من اجل الإفلات من الضغط و التعذيب الذي تعرض له آنذاك .
ممثل الحق العام خلال مرافعته اكد ثبوت التهم ضد جميع المتهمين ملتمسا توقيع أقصى العقوبة المقررة قانونا ،لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب