الحدثعاجلمنوعات

كبلها بسلك و علقها ثم ادخلها بكيس من الخيش …السجن المؤبد لأب عذّب ابنته ذات الخمس سنوات حتى الموت

عالجت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران  قضية ممارسة التعذيب ، الضرب والجرح والعنف بقصد إحداث الوفاة المتابع فيها أب على مشارف الأربعينيات و كانت ضحيته ابنته جمانة ذات الخمس سنوات،حيث  قضت بمعاقبته بالسجن المؤبد، كما توبعت الأم بجنحة عدم الإبلاغ عن جناية و معاقبتها بثمانية أشهر حبسا موقوفة النفاذ.

انطلقت وقائع القضية التي اهتزت لها قاعة الجلسات و حسب ما كشفته جلسة المحاكمة بتاريخ الثامن سبتمبر من سنة 2020 عندما أدمجت الطفلة جمانة ذات الخمس سنوات بمستشفى الأطفال بكنستال بوهران وهي  في حالة صحية جد حرجة و معاناتها بضيق في التنفس بعد تعرضها للعنف والتعذيب على مستوى كامل جسمها و أن والدها المدعو (ب.احمد)  المتسبب في ذلك ،ليتم كشف المستور أين صرحت والدة الضحية أنها متزوجة من (ب.احمد) ولها منه البنت ريحانة الجنة البالغة من العمر 7 سنوات و الضحية جمانه وكذا جبير و كانت حياتهم في البداية جد عادية إلى أن توقف زوجها عن العمل وبعد ، بلوغ البنت ريحانة الجنة 09 أشهر وقعت مشكله بينهما فتوجهت إلى بيت أهلها بحي الياسمين و هران و مكثت هناك لمدة 15 يوم حينها راودتها الشكوك أنها حامل فقام زوجها بإرجاعها إلى بيتها و أخدها إلى عيادة مختصة أين تبين بالفعل أنها حامل بالطفلة جمانة مما أثار غضب زوجها حيث آثار في نفسه شكوك عن كيفيه وسبب الحمل حيث كان لا يرغب في الإنجاب ، وعند ولادتها بدأت الأمور والمشاكل تتفاقم لأتفه الأسباب ، حيث كان يمنعها من إرضاع البنت وعند بلوغ ابنتها 4 سنوات بدأ يعامل هذه الأخيرة بقسوة ولا يبالي بها، كما كان يمنعها من الأكل والخروج للعب ولا يشتري لها الملابس إلا في المناسبات،ويتكلم معها بكلام غير لائق، عكس الولدين الآخرين ، وإذا سألته عن سبب ذلك ينهال عليها بالضرب ويبرر ذلك انه يريد تربيتها ،وبتاريخ السادس أوت من سنة 2020 اليوم المصادف لعيد ميلاد ابنتهما جمانة توجهوا عند شقيقة زوجها المقيمة بولاية سعيدة لأجل الضيافة، فحدثت مناوشات بين الأختين وفي اليوم الموالي عند عودتهما إلى المنزل علم الأب بذلك قام بتعنيف البنت جمانة وضربها بواسطة عصى خشبيه على كامل جسمها ، وعند محاولتها التدخل منعها بحجه انه يعمل على تربيتها وتأديبها ومنعها من الأكل والشرب، وعند شعورها بالعطش توجهت نحو دورة المياه للشرب فضربها بحجة أنها تشرب من مياه ملوثة ، وبعد ذلك قام بربطها بحبل من القماش في المطبخ من الصباح إلى غاية حلول الظلام وكانت تنام على هذه الوضعية مربوطة اليدين ، وفي الصباح قام بضربها مجددا وخنقها مهددا بقتلها بحجة أنها تشرب من الماء الملوث، ثم قام بإحضار سلك خشن وعلق قدميها لفوق ورأسها لطحت دون فك يديها وتركها في هذه الوضعية من الساعة 10 صباحا إلى غاية 03 مساءا رغم صراخها وتوسلها ، وكان يدخل الغرفة و يغلق عليهما الباب وعندما يفتح الباب تجد دماء بفمها، ولما سألته عن السبب قال أنه أراد أن يحممها فسقطت على فمها ، وخلال نهاية أكتوبر جاءت إلى مدينة وهران  رفقه زوجها وأبنائها الثلاث بقصد حضور مراسيم الزفاف حدثت مناوشات بينهما  الزوجين فعاود إرجاعها إلى بيت شقيقها بحي 200 مسكن عين البيضاء فيما أخذ الأولاد إلى مدينة سعيدة ،و بعد مرور أربعة أيام عاد لأخذها من بيت أخوها لكنها رفضت العودة معه وحاول الهروب و أخذ الأولاد معه لكن إخوتها استطاعوا فك الأولاد منه وغادر المكان وحده، حينها لاحظت علامات التعب والإرهاق على الضحية القاصر جمانة حيث أخبرت والدتها انه في الفترة التي كانت فيها مع والدها في سعيدة قد قام بتعنيفها و منعها من الأكل ، كما قام بإدخالها في كيس من الخيش ،و بعد حوالي ثلاث أيام بدأت صحة البنت في تدهور فنقلتها رفقة والديها الى مستشفى الأطفال بكنستال ،حيث أن جسد الطفلة جمانة لم يتحمل أين وافتها المنية بسبب ضيق في التنفس و سوء التغذية حسب ما أكده الأطباء المشرفين على حالتها.و عن سبب عدم إبلاغها السلطات المختصة على الوضعية وتصرفات زوجها فذلك لخوفها من تشتت الرابطة الزوجية.

 

“ريحانة” تكشف  تعذيب والدها لشقيقتها  قبل وفاتها …!!

 

تم عرض شقيقة الضحية ريحانة الجنة  على أخصائي نفسي التي صرحت ان والدها يقوم باقتناء الملابس و الألعاب لها على عكس شقيقتها الضحية التي كان كثير الصراخ عليها و على والدتها ويمنعها من الأكل ويقوم بمعاقبتها وضربها وربطها وتعليقها بواسطة قضيب حديدي مما يسبب لها جروح ، وكان يطلب منها النوم عند رجليه او بالمطبخ عندما كانوا لوحدهم في المنزل ومعاقبتها بادخالها بكيس بلاستيكي لشربها ماء

ملوث .هذا و عند تفتيش المنزل وإيقاف المشتبه فيه تم حجز وسائل التعذيب المتمثلة في كيس ابيض اللون (خیش) خیط ازرق اللون ،عصى خشبية ، كما تم أخذ صور فوتوغرافية لمسرح الجريمة، و بعد سماعه صرح انه متحصل على شهادة مهندس دوله و عمل كمسؤول بمؤسسه إنتاج وطنيه لصنع قارورات البلاستيك ،و كانت حياته عادية إلى حين جائحة كورونا و اضطر للانتقال إلى ولاية سعيدة للعيش بمستودع أعده للسكن ،و بخصوص التهمة الموجهة إليه أنكر حرمان ابنته من الطعام مؤكدا انه لم يكن يعاملها بقسوة وإنما معاملته لها كانت في إطار تربيتها فقط، أما بالنسبة للآثار التي وجدت على جسدها فليس هو المتسبب فيها ويمكن أن تكون تعرضت من قبل والدتها أو سقوطها أو أي امر تعرضت له وانه لم يكن يحرم ابنته من الطعام وان والدتها المتهمة هي من كانت تقوم بتغذيتها ولم يطلب منها يوما عدم إطعام ابنته و ينفي تصريحات زوجته  بخصوص عدم تقبله لحملها بابنته الضحية وان أمر حملها كان بالنسبة له عادي جدا، كما نفى تصريحاتها بخصوص معامله ابنته الضحية بقسوة وعدم رعايتها أو منعها من الأكل أو الخروج للعب مع بقيه البنات أو تفرقتها عن بقيه إخوتها.وعن ضربها بسبب شجارها وشربها لماء غير صالح للشرب ضربها ضربا خفيفا لتأديبها فقط بعدم تكرار

تصرفها مره أخرى ولم يقم بربطها او منعها من الأكل او تركها بالمطبخ حسبما جاء في محضر سماع زوجته وعن ادعاء زوجته انه ادخل ابنته الضحية إلى غرفه وأغلق عليها الباب فهو أمر غير صحيح لأنه يعيش معها في مرآب ليس له أبواب ماعدا الباب الخارجي ،و هذا عكس ما كان قد صرح به خلال التحقيق الابتدائي أين أقر بتفاصيل الوقائع المتابع بها .

جلسة محاكمة غير عادية شهدت سقوط الأم مغشية عليها  المتهمة بجنحة عدم الإبلاغ عن جناية  عند سماع اقوالها و أقوال ابنتها ريحانة التي تم سماعها كشاهدة التي وجهت أصابع الاتهام لوالدها الذي كان يعذب شقيقتها ،و التي فور سقوط والدتها بدأت بالصراخ من شدة الخوف أن يحدث لها مكروه،مما اضطر القاضي توقيف الجلسة و استدعاء الطبيبة لفصحصها ،كما أكدت جميع تصريحاتها متهمة زوجها انه كان يغلق عليها باب المستودع حتى لا تخرج و تبلغ عنه،لكن الزوج خلال جلسة المحاكمة كان في كل مرة يعبر عن حبه لزوجته ولأولاده.ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لبشاعة الجريمة مستغربا عدم تعاون المتهم مع المحكمة و إصراره على إنكار الوقائع  بالرغم من ان كل الادلة تؤكد تورطه في الجريمة التي شاركت فيها الأم بطريقة او باخرى في تمادي تصرفات زوجها ضد البراءة،ملتمسا توقيع عقوبة الإعدام ضد الأب و 3 سنوات حبسا مع الإيداع بالجلسة للام ،لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.

 

بن شارف.أ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى