كلثوم بوعامر… كفيفة بعزيمة قوية للتفوق في امتحان شهادة البكالوريا
تجتاز كلثوم بوعامر وهي شابة كفيفة من مشرية (ولاية النعامة) امتحان شهادة البكالوريا لدورة يونيو 2021 في شعبة اللغات وكلها أمل وعزيمة لنيل شهادة البكالوريا بتفوق وتحقيق هدفها في أن تصبح مترجمة.وتخطت كلثوم التي تعد مثالا يحتذى به في الصبر والتحدي، إعاقتها البصرية التي لازمتها منذ الولادة لتصبح من ضمن التلميذات المتفوقات بثانوية “إبن رشد” بمشرية.
وبإيمان راسخ في قدراتها المعرفية، تتقدم لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا وهي تعلق آمالا كبيرة في النجاح وتحقيق حلمها في مواصلة مشوراها الدراسي بالجامعة في تخصص الترجمة.وتقول كلثوم: “لقد ولدت بإعاقة بصرية لكن ذلك لم يكن يوما ما حاجزا أمام طموحي في التفوق الدراسي و بالرغم من الصعوبات التي واجهتها في مزاولة تعليمي كوني كفيفة وأحتاج إلى ظروف ووسائل خاصة للتمدرس إلا أن مرافقة المؤطرين والأساتذة ودعمهم لي مكنني من التغلب على كل العقبات”.وتضيف: “مشواري الدراسي كان رائعا، تحصلت على المرتبة الأولى في الأقسام الأدبية في الثانوية وطموحي لا يتوقف وأسعى للحصول على معدل في البكالوريا بتفوق وتقدير جيدين”.
— كلثوم…. عنوان للإصرار وصنع النجاح —
وقالت هذه التلميذة التي لا تفارق الابتسامة محياها: “أنا شغوفة بالدراسة والتعلم واكتساب المعارف في جميع التخصصات ولدي طموح في تجاوز كافة الصعاب لأن الإعاقة حافز وليست حاجز ومن عاش بالأمل لا يعرف المستحيل. والإصرار والتحدي واثبات الذات هو من يضمن صنع النجاح”.وتسترسل كلثوم التي تمكنت في ظرف وجيز من حفظ القرآن الكريم كاملا بمصحف كتب بخط البراي، “أريد مواصلة تعلم اللغات وإتقان أكبر عدد منها”.وبتحليها بالإصرار والعزيمة كان النجاح الدراسي حليف كلثوم عبر مختلف مراحل الدراسة من الابتدائي ووصولا إلى القسم النهائي بالثانوية وهي اليوم تشق طريق امتحان مصيري وكلها ثقة في قدرتها على تخطي هذه المحطة الأخرى من تحديات الحياة.
وعن رأيها بخصوص الإرادة التي يتحلى بها أصحاب الهمم تؤكد كلثوم “أن الإعاقة الجسدية لا تشكل عائقا في طريق الموهبة ومن الواجب اكتشاف هذه الموهبة في سن مبكرة حتى ندعمها بالتوجيه والرعاية”وأضافت: “المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على الوالدين في تشجيع وتحفيز أبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة لتجاوز الإعاقة وتقبل تحديات الحياة والتكيف مع الإعاقة بصورة طبيعية وتنمية الطموح لدى الابن لتنمية قدراته”.
وقالت أن الإحساس بالأمل وبروح التحدي خصوصا يغمرها لأنها تلقت مساعدة والديها للتأقلم مع الظروف و المصاعب وتحقيق النجاح، و ستكون لشهادة البكالوريا إن تحصلت عليها، “الأثر الكبير” في تحقيق أحلامها المهنية والاجتماعية.وتختم كلثوم بوعامر قائلة: “أمتلك الكثير من الحماس والمعنويات المرتفعة وعدم الاستسلام للإعاقة وأحاول استغلال فرصة امتحان شهادة البكالوريا لتحقيق التفوق في مجال العلم والمعرفة من أجل أن أساهم في رقي وطني”.