
تم، يوم أول أمس بتندوف التوقيع على اتفاقية شراكة بين الشركة الوطنية للحديد والصلب (فيرال) والائتلاف الصيني “سي. أم .أش” (CMH) تتعلق باستغلال خامات حديد منجم غار جبيلات-غرب وتثمين انتاجه عن طريق انشاء مصنع لإنتاج بلاطات الصلب ببشار.
وحسب التوضيحات التي تم تقديمها خلال حفل التوقيع، فإن هذه الاتفاقية تسعى إلى العمل على استخراج 2 مليون طن من خام الحديد/سنة، في افاق 2026 من منجم غار جبيلات-غرب، قبل الوصول لسعة استخراج سنوية ب50 مليون طن من خام الحديد في افاق 2040.و ينتظر أن يساهم تنفيذ هذا المشروع المتكامل للتنمية التعدينية والمعدنية بشكل كبير في خفض انبعاثات الكربون وتحقيق التنمية المستدامة عالميا في صناعة الحديد والصلب، الى جانب توفير عائدات هامة للجزائر.
من جهة أخرى، أفاد الشروحات المقدمة بالمناسبة أن لجنة المراجعة التقنية للصناعة والتحويل المعدني الصينية أكدت أن عملية الانصهار وتحويل المعدن في خام الحديد ذي التركيز العالي من الفسفور أصبحت ممكنة.وقال السيد حرامي بالمناسبة أن هذا المشروع هو “مرحلة من مراحل وضع حيز التنفيذ الاستراتيجية المنتهجة من طرف وزارة الطاقة والمناجم لتجسيد ورقة الطريق المعتمدة من طرف الحكومة لتثمين الموارد المنجمية وتشييد المشاريع الكبرى”.وقال مسترسلا: “مشروع تثمين منجم غار جبيلات سيسمح في مراحله الأولى بتوفير المواد الأولية الخام لكل صناعة الصلب في الجزائر والتي تحتاج الى كميات كبيرة”.و ذكر السيد حرامي في هذا السياق بأن الجزائر استوردت السنة الماضية ما قيمته 1،2 مليار دولار من المواد الأولية الحديدية، مبرزا أنه، عند الانتهاء من الاستثمارات الحالية في مجال صناعة الصلب في سنة 2025، سيتم توفير ما قيمته 2 مليار دولار.وعن سؤال يتعلق باليد المعاملة التي سيتم توظيفها في هذا المشروع، قال السيد حرامي انه فيما يتعلق باستخراج المواد الخام، فإن اليد المعاملة في معظمها جزائرية بحكم المهارات المكتسبة من طرف الشركة الوطنية “فيرال” في هذا المجال.
أما فيما يتعلق بالتحويل، فالأمر يتطلب، حسبه، وجود يد عاملة صينية، مع تكوين الجزائريين تدريجيا في هذه المجلات التقنية.وبدوره، أكد والي ولاية تندوف أن مشروع منجم غار جبيلات وكذا مشروع السكة الحديدية التي ستربط ولايتي تندوف وبشار سيخلقان حركة وتنمية اقتصادية كبيرة بالمنطقة بالإضافة إلى عدد كبير من مناصب الشغل.
للتذكير فقد تفقد وفد متكون من مسؤولين من وزارة الطاقة والمناجم ومجمع مناجم الجزائر والائتلاف الصيني “سي. أم .أش” (CMH)، يوم السبت، تقدم اشغال تطوير منجم غار جبيلات غرب بولاية تندوف.وتم الوقوف خلال هذه الزيارة على عملية استخراج خام الحديد بهذا الموقع المنجمي الذي يتربع على مساحة 115 الف هكتار والذي يتم اليوم استغلال ما مساحته 500 هكتار لفتح المنجم.وبعين المكان، قال الرئيس المدير العام لمجمع مناجم الجزائر، محمد صخر حرامي في تصريح صحفي، “اليوم قمنا بزيارة منجم غار جبيلات غرب مع الشريك الصيني، للوقوف على مدى تقدم الاشغال بهذا المنجم”.وأشار السيد حرامي إلى أن المادة الخام المستخرجة من هذا المنجم ستوجه لتموين المصنع الذي سيقام بمدينة بشار مع نفس الشريك وذلك لتصنيع كمرحلة اولية 500 ألف طن من المنتجات نصف المصنعة باستخدام حوالي 1 مليون طن من خام الحديد.
وأضاف أن إنتاج المركب سيصل بعد انجاز السكة الحديدية التي ستربط المنجم بالمصنع إلى 10 ملايين مليون طن باستخدام حوالي 20 مليون طن من المادة الخام.ومن جانبه ذكر رئيس الائتلاف الصيني “سي. أم .أش”، زهو زهيبانغ، أن “هذا الموقع انطلقت به الأشغال منذ يوليو 2022، ونحن هنا اليوم للوقوف على مدى تقدم الأشغال وكذا التقدم المحرز على مستوى البنية التحتية”.وأضاف قائلا: “نحن نعمل مع الشركة الوطنية للحديد والصلب (فيرال) جنبا الى جنب من أجل تحضير وتطوير منجم غار جبيلات غرب”.وبدوره قال الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للحديد والصلب (فيرال)، أحمد بن عباس، أن منجم غار جبيلات غرب هو سطحي على عمق لا يتجاوز 12 مترا، مؤكدا ان “تكاليف استخراج هذا الخام هي من أقل التكاليف عالميا”.
وفيما يتعلق بنوعية الحديد المستخرج من هذا المنجم، قال السيد بن عباس ان “حوالي 57 بالمائة من الخام هو حديد و 8ر0 بالمائة فوسفور”، مشيرا في هذا الصدد الى ان “صناعة الصلب تتطلب نسبة فوسفور لا تتجاوز 1ر0 بالمائة وهو ما يتم العمل عليه حاليا من حيث المعالجة من أجل ضمان نوعية جيدة للمنتوج”.وبخصوص مشروع السكة الحديدية التي ستربط غار جبيلات ببشار، أكد السيد بن عباس أنه تم توقيع عقد لإنجاز شطر من هذا الخط بطول 200 كم انطلاقا من بشار، وانه سيتم التوقيع على عقد آخر في الأسبوعين القادمين لإنجاز شطر بمسافة 170 كلم ينطلق من تندوف نحو بشار.
محمد.ل