تنشط الدبلوماسية الجزائرية بشكل فاعل في المنطقة العربية وسط تحضيرات جدية من قبل الجزائر لاستضافة القمة العربية في مطلع نوفمبر المقبل، ومن المؤكد أن الجزائر تتجنب ان تكون القمة دون خرق حقيقي على مستوى العلاقات العربية التي تضررت بشكل كبير خلال سنوات ما عرف “بالربيع العربي”.
لهذا السبب تأتي زيارة وزير الخارجية رمطان لعمامرة إلى دمشق بحثا عن هذا الخرق من خلال إيجاد فرصة لحضور سورية القمة، حيث تضع الجزائر مسألة عودة سورية الى مقعدها في الجامعة على اول سلم الأولويات خلال جهود التحضير للقمة.
وحسب مصادر إعلامية عربية فان موقف قطر المعارض لخطوة عودة دمشعلق لمقعدها في الجامعة وحضورها القمة العربية في الجزائر بات اقل تشددا، بينما تتبدى المعارضة الفعلية في كل من موقفي المغرب ومصر.
وتأتي زيارة لعمامرة لدمشق، بعد أسبوعين من زيارة وزير خارجية سورية، فيصل المقداد إلى الجزائر لأول مرة منذ ست سنوات، وصفت هذه الزيارة في دمشق بانها ناجحة جدا على صعيد العلاقات الثنائية والعلاقات متعددة الأطراف خاصة العربية.
حيث التقى المقداد في الجزائر الرئيس التونسي قيس سعيد الذي دعم حينها موقف سورية رغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين خلال الحرب في سورية.وكانت مسألة عودة سورية الى مقعدها في الجامعة العربية قد تم مناقشته خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت الشهر الماضي، ولكن لم يتوصل المجتمعون الى قرار بهذا الشأن حسبما صرح الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابر الغيط.
وحسب مصادر الخارجية الجزائرية فان الجزائر ستعاود طرح مسألة استعادة سورية لمقعدها في الجامعة خلال الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب تحضيرا للقمة العربية في القاهرة.وربما يسعى لعمامرة في دمشق لأحداث خرق جوهري قبيل اجتماع القاهرة للحصول على نتائج خلافا لاجتماع بيروت، وطالما وصل وزير الخارجية الجزائري إلى دمشق قادما من العراق فمن الواضح أن الجزائر تسابق الزمن لالتقاط الفرصة. وإضافة حدث إيجابي على صعيد العلاقات العربية خلال القمة المقبلة في الجزائر.
أما على صعيد العلاقات الثنائية فقد تم الأسبوع الماضي الإعلان عن المجلس الاقتصادي السوري الجزائري، وهو خطوة هامة بالنسبة لسورية التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، قد يفتح لها هذا التعاون افاقا جيدة في جوانب الاستثمار والتبادل التجاري والسياحة في ظل العقوبات التي يفرضها الغرب على سورية.أما بالنسبة للجزائر فهو قرار شجاع يدل على استقلال القرار السياسي الجزائري وعدم انصياعه للتهديدات الامريكية والغربية التي تمنع دول عربية كثيرة راغبة بإعادة التعاون الاقتصادي مع سورية لكنها تخشى العقوبات والحظر الأمريكي.
نتائج زيارة لعمامرة إلى دمشق لن تكون علنية على الأرجح في الوقت الحالي، لان الجزائر تعمل بصمت ومثابرة في هذا الملف وتأمل أن يصل إلى خاتمة إيجابية تكلل جهودها بالنجاح، ولا تبحث عن استعراض إعلامي يبدد الجهود أو يعطي صورة غير واقعية عن النتائج والمآلات.
محمد/ل