ليبيا.. مباحثات أميركية لرحيل القوات الأجنبية وتأجيل فتح الطريق الساحلي بين الشرق والغرب
قالت واشنطن إنها تبحث مع الأطراف المعنية رحيل القوات الأجنبية من ليبيا، مؤكدة دعمها للحكومة الليبية الجديدة، في وقت تم تأجيل فتح الطريق الساحلي الرابط بين الشرق والغرب.
وذكر المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند -في إحاطة صحفية أمس الاثنين- أن هدف بلاده هو دعم دولة ليبية موحدة ومستقرة وذاتِ سيادة، ولديها قدرات على مواجهة الإرهاب.وستؤكد واشنطن خلال مؤتمر برلين دعمها لحكومة الوحدة الوطنية، وجهودها للتحضير للانتخابات في ديسمبر المقبل، كما يشير المبعوث الأميركي.وأضاف نورلاند أن جزءا من أهمية الانتخابات بليبيا يكمن في أن حكومة قوية مشروعة ويعتد بها قد تضغط على الأطراف الأجنبية لسحب قواتها، مؤكدا أن ثمة مفاوضات جارية مع بعض الأطراف المهمة تهدف إلى محاولة دفع بعض المرتزقة والمقاتلين الأجانب للرحيل.
في الأثناء قال فرج الصوصاع عضو اللجنة العسكرية المشتركة (5+1) التابع لقيادة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، للجزيرة، إن اللجنة قررت تأجيل فتحِ الطريق الساحلي الرابط بين شرق ليبيا وغربها لأنه بحاجة إلى إصلاحات.وتُعقد، في مدينة سرت وسط ليبيا، اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة، الممثلة لحكومة الوحدة الوطنية وحفتر، بحضور البعثة الأممية، لمناقشة آليات فتح الطريق الساحلي الرابط بين شرق البلاد وغربها، خاصة تلك المتعلقة بالترتيبات الأمنية.
وكانت قوات حفتر رفضت فتح الطريق الساحلي ووصفته بالخطوة الأحادية الجانب، موضحة أنّ الجهة المخولة باتخاذ هذا القرار هي اللجنة العسكرية المشتركة فقط.
من جهته قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن هناك جهودا مشجعة للجنة العسكرية المشتركة والسلطة التنفيذية المؤقتة في ليبيا لضمان فتح الطريق الساحلي.وقال دوجاريك إن فتح الطريق أمر بالغ الأهمية لتنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار وانسحاب المقاتلين الأجانب والمرتزقة والقوات الأخرى، مؤكدا أنه يجب أن يبدأ ذلك دون مزيد من التأخير.وكان رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة أعلن الأحد إعادة فتح الطريق الساحلي بين الشرق والغرب، وقال -في تغريدة على تويتر- إن بلاده “ستطوي اليوم صفحة من معاناة الشعب الليبي، وستخطو خطوة جديدة في البناء والاستقرار والوحدة”.ودعا الدبيبة إلى نبذ الفرقة، ونسيان الأحقاد، والانطلاق نحو البناء. وقال “حكومتنا ولدت من رحم المعاناة، وعاهدنا شعبنا على أن نجمع شتات الوطن”.
وعلى صعيد متصل، توجه الأمين العام المساعد بالجامعة العربية حسام زكي على رأس وفد أمس إلى ألمانيا للمشاركة في فعاليات مؤتمر “برلين 2” حول ليبيا، والتي تبدأ غدا، ومن المقرر أن يلتحق الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط بالوفد اليوم.ويأتي حضور الجامعة العربية ضمن مشاركة عدد من المنظمات في المؤتمر قامت الخارجية الألمانية بتوجيه الدعوة إليها، في إطار حرصها على دعم جهود فرض الاستقرار بالأراضي الليبية، ومناقشة الخطوات القادمة التي يحتاج إليها تحقيق استقرار دائم في ليبيا والتحضير للانتخابات.وقد عقد مؤتمر “برلين 1” بشأن ليبيا في 19 يناير 2020 بحضور عدد من قيادات ليبيا والدول والمنظمات الإقليمية والدولية.