الحدثعاجل

مأساة انزلاق التربة بـ”أرض شباط” بلانتير تودي بحياة 4 أشخاص وإصابة 13 آخرين

 

 

اهتزت ولاية وهران في صباح الأحد على وقع حادث مأساوي تعرض له حي الصنوبر (بلانتير)، عندما وقع انزلاق تربة مفاجئ في منطقة أرض شباط. هذا الحادث الذي وقع في ساعة متأخرة من الليل أسفر عن انهيار خمس سكنات قصديرية، مما أدى إلى وفاة 4 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 5 و43 سنة، بالإضافة إلى إصابة 13 آخرين بجروح متفاوتة تم إسعافهم ونقلهم إلى المستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب لتلقي العلاج اللازم. وبالرغم من تدخل مصالح الحماية المدنية بسرعة، فقد خلف الحادث صدمة كبيرة في صفوف السكان الذين عايشوا مشهد الانهيار.

الحادث وقعت في الساعة 00:05 من ليلة السبت إلى الأحد، حيث تضافرت جهود مصالح الحماية المدنية فور تلقيها البلاغ، مما جعلها تسخر 4 شاحنات إنقاذ و5 سيارات إسعاف للموقع، بالإضافة إلى فرق متخصصة في البحث والإنقاذ في الأماكن الوعرة. وشارك أكثر من 150 عونا من مختلف الرتب في العملية التي استغرقت ساعات طويلة حتى تم إخراج الضحايا من تحت الأنقاض. رغم جهود الفرق المتواجدة في موقع الحادث، توفي 4 أشخاص قبل وصول الإسعافات، وكان من بينهم  امرأة تبلغ من العمر 45 سنة وابنتها الباغة 18 سنة ، اللتان توفيتا قبل أن يتمكن المسعفون من إنقاذهما. كما تم بعدها انتشال  طفلة تبلغ 5 سنوات وطفل 7 سنوات .

فور وقوع المأساة التي عاشتها المنطقة، تحركت السلطات المحلية بسرعة بعد الحادث. حيث تنقل  سمير شيباني، والي ولاية وهران، إلى موقع الحادث و عاين الوضع عن قرب و تنقل بعدها إلى  المستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب في زيارة تفقدية للاطمئنان على صحة المصابين. وكان برفقته رئيس دائرة وهران بالنيابة، ورئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية وهران، بالإضافة إلى مدير الصحة والسكان في الولاية. الزيارة كانت بمثابة دعم معنوي للمصابين وأسرهم، حيث أكد المسؤولون في لقاءاتهم أنهم سيتابعون عن كثب عملية العلاج، ويضمنون لهم كافة وسائل الدعم والتكفل الطبي.

و في نفس السياق، وبتكليف من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وصل إلى ولاية وهران وفد وزاري رفيع لمتابعة تطورات الحادث والوقوف على الوضع في المنطقة. ضم الوفد وزير الداخلية والجماعات المحلية، السيد إبراهيم مراد، ووزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، السيدة صورية مولوجي، ووزير السكن والعمران والمدينة، السيد محمد طارق بلعريبي، المدير العام للأمن الوطني، السيد علي بداوي، المدير العام للحماية المدنية، السيد بوعلام بوغلاف، والأمين العام لوزارة الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، السيد علي بولرباح. بالإضافة إلى المسؤولين الأمنيين المعنيين. استقبلهم والي وهران في مطار وهران الدولي أحمد بن بلة، حيث عقدوا اجتماعا لمناقشة سبل توفير الدعم العاجل للمنطقة، وكذلك النظر في الحلول الممكنة لتفادي مثل هذه الحوادث في المستقبل.

حادث انزلاق التربة هذا ألقى الضوء على المخاطر التي قد تنجم عن وضعية بعض المناطق السكنية التي تشهد بنية تحتية هشة، لاسيما في الأحياء القصديرية. وأبدى عدد من المواطنين في وهران تخوفهم من تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل، وطالب العديد منهم بضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لتحسين الأوضاع السكنية في الأحياء الشعبية، حيث أكدوا أن هذه الحوادث تعكس بشكل واضح هشاشة البناءات وعدم قدرة بعض المناطق على تحمل الكوارث الطبيعية.

وفي الوقت الذي تتضافر فيه جهود السلطات المحلية والوطنية لإنقاذ المصابين، بما في ذلك السلطات المحلية التي يجب عليها التفكير في حلول دائمة لتحسين ظروف الحياة في الأحياء الهشة. كما يجب أن تكون هناك خطة شاملة تهدف إلى إعادة تأهيل هذه الأحياء وتوفير بيئة آمنة للسكان، بحيث لا يتعرضون لمخاطر انهيار التربة أو أي حوادث أخرى قد تهدد حياتهم.

إن حادث انزلاق التربة في حي الصنوبر يعتبر تذكيرا بالغ الأهمية بضرورة تعزيز الإجراءات الوقائية في المناطق ذات التضاريس الوعرة، بالإضافة إلى تحسين التخطيط العمراني في مختلف البلديات. كما يبرز الحاجة إلى تدابير عاجلة لضمان أن كل المواطنين، سواء في الأحياء الشعبية أو الأخرى، يمكنهم العيش في بيئة آمنة ومستقرة. وقد أظهر هذا الحادث   حجم التحديات التي تواجهها السلطات المحلية.

ب.ليلى

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى