ناقشت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران قضية تهريب المهاجرين من طرف جماعة اجرامية منظمة المتابع فيها خمس متهمين يتزعمهم المكنى امجد السوري المتواجد في حالة فرار ،حيث قضت بإدانة الموقوفين (ل.عبد الرحمان)المكنى خنيزو (ل.عبد الكريم)، (ال.فيصل) المكنى ابو عدي سوري الجنسية ب10 سنوات سجنا نافذا في حين ادين الفارين (ج.محمد) المكنى بينو،(س.محمد) المكنى امجد السوري غيابيا ب 20 سنة سجنا نافذا .
جاءت متابعة متهمي قضية الحال على اثر التحريات المتواصلة من طرف الشرطة القضائية ببطيوة بخصوص توقيف المبحوث عنه المدعو (س.محمد) المكنى أمجد السوري، طبقا لأمرين بالقبض ، لتورطه في قضية القتل العمدي التي راح ضحيتها رعايا سوريين ومغاربة بتاريخ 19-04-2021 ،عن طريق تهريب المهاجرين عبر البحر بطريقة غير شرعية ، وبناءا على معلومات وردت مصالحهم ، مفادها أن (ل.عبد الرحمان) وأحد شركائه المبحوث عنه المدعو (س.محمد) المكنى أمجد السوري ، ويستعمل في إتصالاته شريحة للمتعامل جيزي غير مسجلة باسمه ومن خلال قائمة المكالمات الهاتفية ، تبين تواصله مع كل من (ج.محمد) و(ل.عبد الكريم) (ال.فيصل) المكنى أبو عدي ومع أشخاص من جنسية أجنبية .
و بسماع (ج.محمد) ،الذي صرح أن الشريحة التي يستعملوها هي لوالدته ومسجلة بإسمها ، مؤكدا أنه كان يستعملها أحيانا ، كونه لا يملك شريحة خاصة و كان يتواصل مع المشتبه فيهما (ل.عبد الكريم) و(ل.عبد الرحمان) كونهما من أبناء مدينته ، إلا أنه ينفي معرفته للمدعو أبو عدي من جنسية سورية ، وليس لديه أي تفسير عن الإتصالات الهاتفية المتبادلة بينهما ، نافيا أيضا علمه ومشاركته مع المشتبه فيهم السالفي الذكر في نشاطهم المتمثل في تهريب المهاجرين عبر البحر بطريقة غير شرعية .
من جهته (ل.عبد الكريم)، الذي صرح بأن الشريحة التي كان يستعملها في إتصالاته هي ملكه ومسجلة بإسمه ، مضيفا أنه فعلا يعرف المدعو فيصل السوري المكنى أبو عدي الذي عرفه عليه شخص من مدينة أرزيو يدعى العربي ولا يعرف هويته الكاملة ومقر إقامته ، مؤكدا أنه كان يعلم أن المدعو أبو عدي ينشط في تنظيم الهجرة وتهريب المهاجرين السوريين مستعملا شاطی مرسى الحجاج نقطة التقاء وإنطلاق لرحلاته ، أنه خلال شهر أوت من سنة 2022 إستقبل إتصال هاتفي من المدعو العربي يخبره أنه في حدود الساعة الواحدة زوالا قادم إليه رفقة فيصل السوري ليحضر له محرك قارب، أين التقى به في الموعد المحدد وإستلم منه المحرك وخبأه بالمكان المسمى الباسورة خلف مصنع بمرسى الحجاج ، وبعد أسبوع إتصل به شخص آخر يدعى فيصل يقيم بمدينة السانيا من أجل شراء هذا المحرك ، أين باعه له بمبلغ قدره أربعمائة وعشرة مليون سنتيم .معترفا بأنه يقوم بإدخال قوارب الهجرة غير الشرعية إلى البحر فقط مقابل مبالغ مالية تتراوح مابين 250000 دج و 300000 دج للقارب ، نافيا تعامله معه في هذا النشاط. أما المتهم (ال.فيصل) المكنى أبو عدي من جنسية سورية ، الذي صرح أنه دخل إلى الجزائر خلال سنة 2015 رفقة مجموعة من السوريين البالغ عدهم 09 رجال و 03 نساء إنطلاقا من دولة تركيا مرورا بالسودان والنيجر وصولا إلى ولاية تامنراست ، لينتقل بعدها بمفرده إلى ولاية الجزائر العاصمة أين مكث فيها ، وكان يعمل في مجال البناء بشركة تركية بمفتاح ولاية البليدة ، كما تنقل للإقامة والعمل في عدة ولايات من الوطن، مضيفا أنه كان يتكفل ببعض المهاجرين السوريين الذين يدخلون إلى الجزائر عبر دولة ليبيا بمساعدة المهربة لطيفة من جنسية ليبية مضيفا أنه يعرف عدد مهربين من الجزائر منهم المدعو جعفر السوري والمدعو أبو العراب المكنى العراب من جنسية سورية الذي كان يتعامل معه في تبادل وإتمام العدد المطلوب للمهاجرين السوريين المرشحين للهجرة ، كما يعرف أيضا المسماة لطيفة من جنسية ليبية والمبحوث عنه أمجد السوري والمدعو وليد المكنى سكابا جزائري الجنسية ، إلا أنه لم يتعامل معهم في هذا النشاط ، كما نفى معرفته للمشتبه فيهم ، نافيا أيضا قيامه بتنظيم عمليات هجرة غير شرعية وتعامله مع السالفي الذكر في هذا النشاط.
خلال جلسة المحاكمة أنكر جميع المتهمين الافعال المنسوبة إليهم جملة وتفصيلا.ممثل الحق العام خلال مرافعته التمس مباشرة توقيع عقوبة 15 سنة سجنا نافذا و مليون دينار غرامة نافذة للمتهمين الحاضرين و 20 سنة للفارين ،لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب