
حققت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء وهران في جنايات تنظيم بطريقة خفية لمراسلات اتصالات عن بعد من شأنها الإضرار بالدفاع الوطني و الانخراط في منظمة إرهابية أو تخريبية تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية ، باستخدام تكنولوجيا الإعلام والاتصال بغرض نشر أفكار منظمة إرهابية بصورة مباشرة أو غير مباشرة وجنحة عرض لغرض الدعاية منشورات من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية المتابع فيها المدعو (د.مختار) و معاقبته ب 5 سنوات سجنا نافذا ،و هي نفس العقوبة الصادرة ضده عن المحكمة الإبتدائية.
بالرجوع إلى تفاصيل القضية تعود لتاريخ التاسع والعشرين جوان من سنة 2021 أثناء متابعة العناصر المحرضة على الحراك والإخلال بالنظام العام، وكذا العناصر المنتمية إلى حركتي رشاد و “الماك” الإرهابيتين لفت إنتباه محققي فصيلة الأبحاث للدرك الوطني بوهران على حساب “فايسبوك” باسم المشتبه فيه (د.مختار) إعادة نشر عدة مناشير للمسمى (م.ال. زيطوط) أحد مؤسسي حركة رشاد الإرهابية وكذا مناشير تحريضية للمسمى (ب.العربي) المدعو أمير DZ، ليتم فتح تحقيق تبين أنه من متابعي و مشتركي صفحة محمد العربي زيطوط التابعة لتنظيم حركة رشاد الإرهابية و مسجل إعجابه بالصفحة على “يوتيوب” وكذا المعارض (ك.ن.أوسليمان) و قائمة إعجابات بالفديوهات لقنوات معارضة،كما أثبت التقرير التقني قيام المعني بالتسجيل في موقع إسرائيلي الحامل لاسم expo esrael التابع لوزارة التجارة الإسرائلية وكذا موقع أخبار إسرائيل actualitejuiv واللتان أرسل إليهما ملفه الشخصي بكامل المعلومات الخاصة، كما تم العثور بهاتفه على محادثة بتطبيقية “مسنجر” بينه وبين حساب حامل للإسم linda shbaana يسألها عن إمكانية الدخول في جهاز الموصاد الإسرائيلي، كما تم العثور على صور شهادات تمريض لامرأتين من دولة مصر ، بالإضافة إلى طلبات محررة من طرفه لتأشيرة الدخول إلى إسرائيل مكتوب باللغة العبرية والفرنسية، مع احتفاظه بهاتفه على صور المعارضين و صورة لعلم إسرائيل، وصورة لشعار الموصاد الإسرائيلي وصورة لضابطة إسرائلية. وبعد تصفح المنشورات المخزنة على هاتفه النقال تبين وجود بعض المنشورات منها تحريضية ومحبطة للمعنويات وكذا منشورات مسيئة لرئيس الجمهورية و رموز الدولة .
تم سماع المشتبه فيه و مواجهته بالأدلة العلمية منها الحسابات البنكية صرح بشأن هذه الأخيرة أنها حسابات إفتراضية وهمية بالأنترنيت الغرض منها إمتلاك بطاقة بنكية فيزا كارت لكي يقوم بعمليات الشراء و البيع عن طريق الأنترنيت، وهذه الحسابات غير مفعلة كونها فارغة، أما بخصوص المحادثة بتطبيقة “مسنجر” التي تمت بينه وبين حساب حامل للإسم Linda shbaana والتي سألها فيها عن إمكانية الدخول في جهاز الموساد الإسرائيلي ، فقد أكد أن الحساب خاص بفتاة إسرائيلية ، المحتمل أنها من جهاز الموصاد أجرى معها محادثات عن طريق المسنجر لتساعده في الحصول على الجنسية الإسرائيلية، وأن تجد له طريقة للتكوين بجهاز الموصاد ( المخابرات الإسرائيلية ) كونه كان يراقب صفحة الموصاد الإسرائيلية ولفت نظره تسجيلها بنفس الصفحة معربا عن إستعداده للتنقل إلى إسرائيل والإنضمام إلى جهاز الموصاد الاستخباراتي الإسرائيلي في حالة قبوله دون المساس بأمن الجزائر،أما بخصوص الصور الخاصة بشهادات التمريض المتعلقة بنساء من دولة مصر المرسلة إليه عن طريق تطبيق ” وات ساب ” فقد صرح أنه تعرف على إحداهما عن طريق الانترنيت على أنها مصرية من أصل فلسطيني و تريد الدخول إلى إسرائيل من باب جمعية طبية لإسعاف الجرحى وطلبت منه أن يتنقل برفقتها إلى اسرائيل و تتكفل هي بتوفير جميع الوثائق والشهادات الطبية،وأرسلت له نسخا من الشهادات الطبية الخاصة بها مؤكدا أنه على علم بأنها إختارته كونه مسجل في صفحة فايسبوك جهاز الموصاد الإسرائيلي. أما عن قيامه بطلب تأشيرة إلى إسرائيل مكتوب باللغة العبرية والفرنسية فقد صرح أنه مر بلحظة يأس من خلالها سعى للتوجه إلى اسرائيل. وبخصوص قيامه بالإشتراك بأغلب القنوات المعارضة على اليوتيوب فقد صرح انها من جانب المتابعة السياسية ومعرفه الرأي الآخر، كما أكد انه قام بالتسجيل في موقع إسرائيلي التابع لوزارة التجارة الإسرائيلية وذلك من جانب الفضول و حب الاطلاع أما عن المنشورات التي قام بنشرها عبر حسابه بالفتيسبوك التي كانت بعضها مسيء لرئيس الجمهورية والنظام السياسي فقد أكد أنه كان يمر بمرحلة يأس وكذلك لجلب الانتباه.
خلال جلسة المحاكمة حاول المتهم إنكار التهم المنسوبة إليه لكن سرعان ما تراجع بعد مواجهته بالأدلة معترفا أنه فعلا قام بتلك الأفعال بعد مروره بظروف نفسية صعبة ملتمسا إفادته بأقصى ظروف التخفيف.ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لثبوت التهم ضد المتهم ملتمسا توقيع عقوبة 20 سنة سجنا و حرمانه من حقوقه السياسية و المالية مع مصادرة المحجوزات ،لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب