حققت محكمة الجنايات الإستئنافية لدى مجلس قضاء وهران في جريمة قتل خليل لخليلته في الثلاثينيات من عمرها أين قضت بمعاقبته ب 20 سنة سجنا و يتعلق الأمر بالمدعو (ق.محمد) في الثانية و العشرين من عمره عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد و جناية السرقة بظرف العنف و الليل و جنحة طمس آثار الجريمة، و معاقبة المجوهراتي(ب.عبد القادر) بعام حبس موقوفة التنفيذ عن جنحة اخفاء اشياء مسروقة.
و تجدر الإشارة أنه سبق للمحكمة الإبتدائية و أن أدانت المتهم الرئيسي بنفس العقوبة فيما برأت ساحة المجوهراتي في حين أدين المتخلف عن الحضور “كلوندستان ” (م.لزهر) غيابيا ب 5 سنوات حبسا نافذا .
انكشفت الجريمة البشعة من طرف جار المغدور بها عندما تقدم بتاريخ التاسع و العشرين مارس من سنة 2022 أمام مصالح أمن عين البيضاء من أجل التبيلغ عن سيلان دماء تحت الجدار الفاصل بين منزله و منزل جارته الملقبة بـ ( نورة قوين ) الكائن بالحي الفوضوي دوار عدة عين البيضاء، و عند وصول مصالح الأمن إلى المسكن فتح لهم (ق.محمد) الذي كان بداخل المنزل و بعد استفساره عن صاحبة المنزل صرح لهم انها قد توجهت إلى مدينة الجزائر العاصمة و بعد تفتيش المنزل تم العثور برواق المنزل على خرسانة حديثة النشأة بعد فتحها بالاستعانة بعناصر الحماية المدنية تم العثور على جثة المرحومة،ليتم تحويل المشتبه فيه الى مركز الأمن و فتح تحقيق في الواقعة أين اعترف بالافعال المنسوبة إليه مصرحا أنه يعرف الضحية المرحومة (ل.ف) منذ حوالي 05 سنوات و دخل معها في علاقة غرامية حوالي سنة و نصف أين كان يتردد للمبيت عندها بمنزلها العائلي و بتاريخ الثالث والعشرين مارس من سنة 2022 في حدود الساعة الواحدة صباحا على إثر مناوشات كلامية بينهما قام بضربها بواسطة لكمتين أدت إلى إسقاطها ثم قام بطعنها بواسطة سكين خاص بالمطبخ على مستوى الصدر بعدة طعنات تركها مرمية داخل منزلها و غادر المكان و في اليوم الموالي عاد إلى المنزل بعد أن أخذ مصوغها المتمثل في قرطين و خاتم و مبلغ مالي قدره 5000 دج و في يوم السبت الموافق لتاريخ 26-03-2022 قام ببيع أغراضها المتمثلة في فرن كهربائي و ثلاجةصغيرة الحجم و آلة غسيل و قارورة غاز قام لعجوز يمتهن النقل بدون رخصة ، كما قام ببيع المصوغ مقابل 26000 دج لأحد الأشخاص يجهل هويته بحي المدينة الجديدة و يوم الأحد و بعد أن إقتنى أكياس من الإسمنت والرمل و استعار ادوات البناء من عند جاره قام بردم جثة المرحومة بالخرسانة و هذا في رواق المنزل ثم بقي يتردد الى المنزل من حين الى آخر إلى غاية توقيفه و إن سبب قيامه بالفعل هو كونه كان تحت تأثير الأقراص المهلوسة بحيث تناول أربعة أقراص من نوع اكستازي و بسبب مناوشات بینه و بين الضحية المرحومة في لحظة غضب قام بطعنها عدة طعنات على مستوى الصدر.
باع أغراض المنزل لشراء الأسمنت و الرمل لدفنها…!!
تم سماع والدة الضحية و التي اكدت ان هذه الاخيرة ابنتها و هي تقيم بمفردها بالحي الفوضوي دوار عدة بعين البيضاء منذ حوالي أربع سنوات وآخر مرة إلتقت فيها مع إبنتها كان يوم قبل مقتلها حيث قامت بالمبيت عندها بمسكنها و غادرت المنزل خلال اليوم الموالي و في مساء نفس اليوم إتصلت بها و طلبت منها القدوم للمبيت برفقتها فصرحت لها أنها لا تستطيع و بعدها حاولت الإتصال بها عدة مرات إلا أن هاتفها كان مغلقا.
من جهته المتهم (م.لزهر) أنكر التهمة المنسوبة إليه و صرح أنه يعمل كناقل غير شرعي و قد تقدم إليه المدعو (ق.محمد) الذي يعرفه معرفة سطحية این طلب منه أن ينقل له بعض الأغراض من منزله فوافق على طلبه بمقابل 600 دج و عند وصوله الى مسكنه الكائن بالبنايات الفوضوية عين البيضاء و معاينته للأغراض المتمثلة في فرن كهربائي و ثلاجة صغيرة الحجم و غسالة بلاستكية عرض عليه شراء أغراض منه و إتفقا على مبلغ 14000 دج و توجه بالأغراض إلى منزله العائلي دون أن يكون لديه علم بأنها أغراض مسروقة و محل جريمة قتل خاصة و أن نفس الشخص طلب منه أن ينقل له أكياس الرمال و الإسمنت و الحصا من أجل القيام ببعض الترميمات بمنزله العائلي.
تسرب المياه ملوثة بالدماء الى جار الضحية تكشف الجريمة…..!!!
كما تم التوصل الى الشخص الذي اشترى الذهب المسروق من الضحية و تعلق الأمر بصاحب طاولة لبيع المجوهرات بحي المدينة الجديدة و هو (ب.عبد القادر) الذي اعترف بشراء المصوغ لكن لم يكن على علم بأنه مسروق و لا علم له بجريمة القتل .
تصريحات الشهود و هم جيران الضحية الذي اكد أنه اكتشف آثار دماء تتدفق من تحت الجدار الفاصل بين سكنه و سكن الضحية و بعد التحقق من الأمر برفقة جاره المدعو عمر و التأكد من أن السائل عبارة عن دم حقيقي تم إخطار عناصر الشرطة خصوصا بعد إلقاء نظرة من فوق جدار منزل الضحية و مشاهدته لخرسانة حديثة البناء موضوعة في فناء المنزل كما سمع في ليلة الأحد الى الاثنين في حدود الساعة الثانية صباحا صراخ المدعوة نورة و بعد مرور حوالي عشرة دقائق توقف الصراخ و لم يسبق له و أن التقى بالمشتبه فيه يدخل إلى منزل الضحية.من جهته الشاهد الثاني صرح بأنه من قاطني حي البناءات الفوضوية التابعة لدوار عدة عند الواد وقد سبق له وأن شاهد المدعو (ق.محمد) يقوم بخلط الإسمنت بالقرب من منزله، وقد طلب منه إعارته معول (بالة) فقام بذلك وأن هذا الأخير كان صديق المرحومة.
خلال جلسة المحاكمة أعاد سرد تفاصيل الواقعة و برر فعلته بأنه كان تحت تأثير المهلوسات و ان لا علم لباقي المتهمين بالقضية ،مضيفا بانه لم تكن لديه نية السرقة و أنه أخذ المال والمصوغ لشراء المزيد من الأقراص المهلوسة لعدم تقبله ما فعله وقام ببيع أغراض المرحومة من اجل شراء المعدات لإخفاء جثتها خاصة و ان والدتها اتصلت بها عدة مرات لكنه اغلق هاتفها فيما بعد و خوفا من انكشاف جريمته حاول التخلص من الجثة.
كما تمسك المجوهراتي بسابق تصريحاته في حين غاب سائق كلوندستان عن الجلسة. ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لثبوت التهم ضد جميع المتهمين ملتمسا توقيع عقوبة السجن للمتهم الرئيسي و 5سنوات حبسا نافذا للبقية ،لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب