محلل سياسي:” نحو تشكيل تحالف استراتيجي بين الجزائر وإيطاليا”
يتوقع المحلل السياسي الخبير في التخطيط الاستراتيجي محمد شريف ضَرْوِي أن تتحول الديناميكية التي تعرفها العلاقات الجزائرية الإيطالية إلى تحالف استراتيجي يخدم الدولتين، مضيفا أن زيارة رئيس الوزراء الايطالي للجزائر تمهد لقمة بين البلدين المؤهلين ليكونا شريكين جادين.
وقال ضروي في حوار مع القناة الإذاعية الأولى إن زيارة الوزراء الايطالي آخر نقطة تأتي ضمن الدينامية التي تعرفها العلاقات الجزائرية الايطالية،متوقعا أن تتطور إلى تحالف استراتجي.وأضاف ضروي أن ايطاليا تعتبر الجزائر شريكا موثوقا، وهي تتحرك بجدية نحو التكيف مع الجزائر في الرؤى والأهداف الإقليمية والدولية، كما أشاد بقوة ايطاليا في مجال التنمية المؤسساتية مما يسهل الاندماج المؤسساتي، ويساهم في تطوير المؤسسات الصغيرة التي تعتمد عليها الجزائر في النهوض باقتصادها.
ويضيف المتحدث ذاته أن زيارة رئيس الحكومة الايطالية ليست وفق ما يتوهمه البعض من كونها ستكتفي بطرح قضية إمدادات الطاقة الى أوروبا في ظل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بل إن الزيارة تحضر لقمة حكومية في القريب العاجل تسعى للوصول إلى شراكة ثنائية منسجمة انسجاما تامة.
يذكر أن قطاع المحروقات يحتل مكانة هامة في العلاقات الاقتصادية الجزائرية الإيطالية، خاصة بفضل الشراكة بين مجمع سوناطراك والمجمع الطاقوي الإيطالي “إيني” (ENI)، المتواجد في الجزائر منذ سنة 1981.ويسيُر المجمعان انبوب الغاز العابر للمتوسط “ترانسميد”، المسمى أيضا انبوب الغاز إنريكو ماتي، الذي يربط الجزائر بإيطاليا عبر تونس، بطاقة تصدير تصل إلى 32 مليار متر مكعب من الغاز/ سنويا.و تم تجديد عقد بيع الغاز بين البلدين في مايو 2019 لتزويد السوق الإيطالية لمدة ثماني (8) سنوات حتى سنة 2027، بالإضافة إلى سنتين اختياريتين إضافيتين.وأعلنت سوناطراك وإيني في 20 مارس الفارط عن اكتشاف مهم للنفط الخام في محيط أبحاث زملة العربي بحوض بركين ، بعد أن نجحتا في حفر أول بئر للتنقيب في هذا المحيط.ووقع الشريكان في الجزائر العاصمة، في نهاية 2021على عقد في مجال المحروقات، يتعلق باستثمار 1.4 مليار دولار، وإنتاج 45 ألف برميل/يوميا، وعلى اتفاق استراتيجي في مجال الطاقات المتجددة.ويعمل الطرفان حاليا على نحو اثني عشر مشروعا في التنقيب وإنتاج المحروقات.
جمال الدين أيوب