تتواصل بمركز الدراسات الأندلسية بتلمسان فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للمنمنمات و الفنون الزخرفية في طبعتها ال13 التي إفتتحت مساء الأربعاء و تختتم اليوم السبت بعرض أكثر من 150 لوحة فنية لفنانين و مبدعين من 9 دول عربية” ايران ،تركيا ، اليمن، اوزباكستان، أندونيسيا، تونس ، مصر، العراق، و الجزائر البلد المنظم و دلك لإبراز ما جادت به أنامل الجيلين من الفنانين التششكيلين و دلك تزامنا بالاحتفال باليوم العالمي للفن الإسلامي التي إحتضنتها عاصمة الزيانيين ،ناهيك عن تنظيم ورشات وندوات علمية تبرز تطور الفن الزخرفي الإسلامي.
والي تلمسان و سفير إيران و قنصل تركيا يفتتحون النسخة ال13 للتظاهرة بعاصمة الزيانيين
أشرف والي تلمسان “يوسف شبلاوي” بمعية ممثل وزارة الثقافة و الفنون ” طرشاوي بلحاج” و سفير الجمهورية الإيرانية و قنصل تركيا و أعضاء مجلس الامة و أعضاء البرلمان بغرفتيه على إفتتاح المهرجان الثقافي تحت شعار” جماليات الجوهر الفني و هوية الإبداع” و الدي جاء تضامنا مع القضية الفلسطينة التي أعطيت مساحة و إهتمام بالغ في ظل الأوضاع المتصاعدة في قطاع غزة.
و أبرز والي تلمسان أهمية الحدث الثقافي الدي تحتضنه عاصمة الزيانيين لاسيما في بعده الثقافي و اعتبرها مبادرة قيمة تستحق العناية و التشجيع كونها سر تواصل بين جيلين معتبرا الفن الزخرفي شكل من أشكال الفنون الإنسانية التي ميزت احضارة الإسلامية باعتبارها حضارة الكتاب.
و أشار الوالي أن التصعيد الخطير بقطاع غزة يعبر عن بشاعة جرائم الاحتلال الصهيوني و تعدي صارخ على كل القيم الإنسانية و التاريخية و محاولة لطمس الهوية الفلسطينية ،ناهيك على أن النسخة ال13 تعبر عن الرقي و مراحل تطور الفن الزخرفي
أشار ممثل وزارة الثقافة و الفنون” طرشاوي بلحاج” أن المهرجان الدولي للمنمنمات ببعده الوطني و الدولي يعكس نجاح الطبعات السابقة من خلال المشاركة القوية للدول ،حيث يعد موعد هام و حضي بمرافقة والي الولاية و مسؤولي الثقافة و الفنون و يعد فرصة لإبراز الموروث لثقافي و همزة وصل بين الجزائر و دول المنطقة و الأقطار العربية و الإسلامية.
و أبلغ ممثل الوزارة رسالة الوزيرة” مولوجي صورية” من خلال إهتمامها بترقية الفنون الإسلامية بصفة عامة و فنون الزخرفة و المنمنمات بصفة خاصة و التي يهدف من ورائها إيصال الجمال الى حس المشاهد ليرتقي بحسه الى أسمى مراتب الذوق الفني،منوهة أن اللوحة الفنية التي يرسمها الفنان تعد لغة تنطلق من الواقع و تخاطب الجمهور في مجتمع متعدد التوجهات و المستويات الثقافية و تمنهم من التعرف على الماضي تجعله جسرا للاستفادة من خبرات الفنانين السابقين و هو ما يعكس شعار الطبعة ال13 .
محافظة المهرجان “سامية قادرين” اكدت أن التظاهرة الثقافية فن يعبر عن التوحيد الإلهي و القران المريم و علاقته بالفن الإسلامي ، الدي انتقل باظهار كل ما هو مرئي و نقطة التقاء مضيئة بين الفنون ،و يأخد شكله الجمالي، و يستمد من مكونات الحياة و يأتي عن جمالية الجوهر الفني و هوية الابداع و فرصة للتضامن مع الشعب الفلسطيني و يجمع بين ل ما هو جديد و قديم للتواصل و الالتحام،و يعكس حداثة الفن الراقي.
طلبة مدرسة الفنون بعزازقة تجسد مشهد يحاكي معاناة أهل غزة تحت القصف” و تكريم خاص لقامة فنية أبوبكر صحراوي”
بالإضافة إلى تكريم قامات في الفن التشكيلي و من الرعيل الأول للمدرسة الجزائرية عرفانا على المجهود الذي قدمته طيلة عقود، و تجسيد جدارية تحاكي معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر و هو ما ميز النسخة ال13 من المهرجان الدولي الدي تحتضنه تلمسان .و يعد الفنان التشكيلي الجزائري ” أبوبكر صحراوي” أحد تلاميد محمد راسم و بن دباغ مصطفى” و من مبدعي المدرسة الجزائرية تلقى تكينا بايران ،و شعل مدرسا بمدرسة الفنون الجملية بالعاصمة لغاية التقاعد، كما ساهم في ترميم العديد من مواقع هامة على غرار سقف قاعة متحف باردو،و مركز البحرية الجزائرية و قام بتنظين العديد من المعارض خارج الوطن و في رصيده 200 لوحة فنية .
و أعرب الفنان عن امتنانه للتريم الخاص و جدد امانية في الارتقاء بالفن التشكيلي من خلال تسهيل العمل في وسط الجيل الصاعد .ما قام طلبة مدرسة الفنون الجميلة بعزازقة بتيزي وزو بتجسيد مشاهد صامتة تحاكي معاناة الشعب الفلسطيني جلبت اليها انظار و إهتمام الزوار و المشاركين لاسيما و أن القضية الفلسطينية باتت تستقطب الرأي العالمي، ناهيك عن تنظيم معرض و جناح خاص بفلسطين.
كما عرف المهرجان الدولي تنظيم ندوات وورشات علمية تدريبية لمختلف مراحل الفن الزخرفي من بينها الندوة العلمية حول النظرة الشاملة على فنون الزخرفة و المنمنمات من الشرق الى الغرب الإسلامي من طرف المتخصصة في ترميم المخطوطات الزخرفية الإيرانية “ليلى بورخارني” التي أكدت أنه لابد من توفر الإبداع و التكوين في الزخرفة و المنمنمات حيث شبهت العمل الفني كصعود الانسان الى القمة و يحتاج لمقدمة دقيقة تشمل الانغماس العميق و الجدية نحو هدا الفن، الدي اعتبرته تاريخ لابد من فهمه بعمق،مع توفر عناصر الدقة و الابداع التي تعطي الحيوية لخلق الابداع ياخد الفنان لمكان عميق يصعب الخروج منه و ان لم يرتقي به ياخده نحو الجرف مع أهمية الخيال الواسع لتفادي موت اللوحة و يعطي لها الجمال الظاهر.
من جهته الفنان التشكيلي العراقي ” سيان النعيمي” عرض تاريخ الفن العراقي نماذج حضارة بابل” من العصر العباسي لغاية اليوم و أبرز فن المنمنمات و الزخرفة و تأثيرها في الحياة اليومية لحضارة بلاد الرافدين و إكتشاف الزخارف بعدد من مناطق العراق و أهمية العناصر النباتية و الهندسية في دلك كالنوافد المفرغة و بلاط المنازل النقش العربي .فيما أبرزت الباحثة و الجامعية الجزائرية بجامعة مستغانم “نادية قجال” أهمية الفن الزخرفي الإسلامي و النقد الحديث بالوطن العربي و الإسلامي و التي أكدت ان النقد هو المسؤول رقم واحد عن هدا التصنيف الدي وضع الفن الزخرفي في خانة الفنون الصغرى او التطبيقية و التي ارقت الفنانين .
ع.ع