الوطني

مركز “بنات الخير” للمرافقة الطبية والنفسية للأطفال ذوي الصعوبات

افتتح بوهران مؤخرا مركز للتكفل بالأطفال الذين يعانون من اضطرابات مختلفة، والذين لا تملك أسرهم الإمكانيات المادية اللازمة لمتابعتهم، في مبادرة تطوعية عكفن على تجسيدها “بنات الخير”، وهن مجموعة من النسوة، اللواتي يعملن في مجال الصحة الجسدية والنفسية، أين أسسن جمعية لهذا الغرض.

ويستقبل المركز الذي فتح أبوابه في غضون شهر أبريل المنصرم بحي الصباح, شرق وهران, الأطفال الذين يعانون من اضطرابات مختلفة كالتوحد وصعوبة التعلم وفرط الحركة والاكتئاب وغيرها, والذين ينتمون إلى أسر معوزة أو محدودة الدخل.وتعمل مجموعة من الأخصائيات المتطوعات اللائي التقت بهن وأج بالمركز, على التكفل ومتابعة هؤلاء الأطفال، حيث يتكون فريق المركز من طبيبة أطفال وأخصائية نفسية وطبيبة أسنان للأطفال و”مدربة في الأمومة والأبوة الإيجابية”.وتقول رئيسة جمعية “بنات الخير”, أمال مدين أن مجموعة المتطوعات كن ناشطات على شبكات التواصل الاجتماعي في تنظيم أعمال ونشاطات خيرية، حيث استلزم فتح المركز إطارا قانونيا مما جعلهن يمضين في تشكيل الجمعية.

 

 

الأطفال المعوزون في حاجة إلى التكفل السيكولوجي أيضا

 

 

بينما جرت العادة على منح الأطفال المعوزين مساعدات مادية على غرار الأكل والملابس والأدوات المدرسية, قررت “بنات الخير” منح نوع آخر من المساع دات. فحسب السيدة مدين فإن “هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى المتابعة الصحية والنفسية، التي تعجز عائلاتهم عن توفيرها لهم.والتقت صحفية وأج على مستوى المركز, أمينة وهي أم طفل في الثانية عشر يدعى “لؤي”, يعاني من “جنف حاد” يهدد حياته. و لم يجد الأخصائيون وسيلة للتكفل به محليا حيث أجمع الجميع أن “حالته ميؤوس منها”.

وتقول السيدة أمينة أن الأطباء قد أوضحوا أن هذه الحالة من “الجنف الحاد” تمس طفلا واحدا من مليار طفل, حيث يعاني عموده الفقري من اعوجاج شديد ما يؤدي إلى تشوه القفص الصدري الذي يضغط على الرئتين بشكل قد يؤدي إلى نزيف فيهما.

وحسب هذه الأم الموجوعة أن الأطباء أوصوها بتوقيف محاولات العلاج التي لن تأتي بنتيجة، غير أنها لا تقبل فكرة الاستسلام وتنوي استكمال معركتها ضد المرض وشبح الموت.ولا تقوى أمينة كبت مشاعرها الجياشة، فتفيض عيناها بالدموع حين تتحدث عن مشوارها مع الطفل “لؤي” الذي تم تشخيص مرضه في الشهور الأولى من عمره. هي” اثنا عشر سنة من المعاناة دون أدنى سند أو مساعدة”, حسب أمينة الأم التي تبحث عن بعض التضامن والمواساة في مركز “بنات الخير”.ويستفيد “لؤي” في المركز من استشارات طبية مجانية تقدمها طبيبة الأطفال سعاد وزاني, ومن متابعة سيكولوجية تقدمها الأخصائية النفسية ابتسام دحان التي تحاول مساعدة هذا الطفل على تقبل مرضه ونظرة المجتمع إليه. كما ستستفيد الأم من متابعة المدربة المختصة في الأمومة والأبوة الإيجابية, ابتسام شكال.

 

غلاء كبير في تكاليف الرعاية الصحية

 

يعتبر الخبراء أن وصف العوز ينطبق على الأسر التي لا يكفي دخلها لتغطية احتياجاتها الأساسية, غير أن وجود طفل مريض في العائلة يمكن أن يزج أسرة ذات دخل متوسط في فئة الفقراء.وتعتبر أمينة مثالا ملموسا على هذا الوضع حيث أنها لم تعد قادرة هي وزوجها الذي يتقاضى راتباً شهريا على تغطية تكاليف رعاية ابنها المريض.فالاستشارات الطبية والأدوية وجلسات إعادة التأهيل والسباحة لها تكلفة تتجاوز إمكانيات هذه الأسرة المتواضعة, فتقول أمينة بمرارة أن “راتبا واحدا لا يكفي”.

وفيما فتح مركز بنات الخير لمساعدة فئة المعوزين وذوي الدخل الضعيف، فقد وجد الفريق نفسه أمام طلبات متزايدة للفئة المتوسطة التي لم تعد قادرة على مصاريف العلاج، خاصة مع تفاقم تداعيات الأزمة الصحية لكوفيد-19.وتقول أمال مدين أن الجمعية فتحت أبوابها أمام هذه الفئة, بسبب غلاء تكاليف الخدمات الصحية.وتحاول الجمعيات على غرار “بنات الخير” توفير المساعدة لمن يحتاجها في حدود الإمكانيات المتوفرة.وحسب رئيسة الجمعية فإن العشرات من الأطباء والصيادلة أبدوا رغبتهم للانضمام إلى شبكة الجمعية والمساعدة في التكفل الصحي لأطفال الأسر المعوزة.

ق.ح/الوكالات

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى