
مركز مكافحة السرطان بوهران : سبعة أطفال مرضى يجتازون امتحان شهادة التعليم المتوسط
إحتضن مركز مكافحة السرطان “الأمير عبد القادر” بمسرغين (غرب ولاية وهران) يوم أمس الثلاثاء ولأول مرة امتحانات شهادة التعليم المتوسط (دورة يونيو 2021) لفائدة سبعة تلاميذ مرضى مقيمين بذات المرفق الصحي.
وقد اختار هؤلاء الأطفال السبعة، بالرغم من صعوبة المسار التربوي والصحي ، رفع التحدي واجتياز امتحان نهاية الطور المتوسط على مستوى المستشفى. وقد تم إطلاق هذه المبادرة من قبل المديرية المحلية للتربية التي قررت منح فرصة للأطفال المرضى المقيمين بمركز مكافحة السرطان لاجتياز الامتحان المدرسي.و في غرفة كبيرة مهيأة، التقى فريق وأج بهؤلاء المترشحين الذي كانوا في جلسة لمراجعة الدروس حيث يعمل التلاميذ على استيعاب أكبر قدر ممكن من المعلومات عشية هذا الامتحان المهم.ومن خلال رفع رؤوسهم تظهر حقيقة أخرى : أطفال ببشرة شاحبة، أضعفهم المرض، لم يرغبوا في الإجابة على أسئلة الصحفي.وبنظرة خاطفة ممزوجة بحياء المرضى من الحديث عن معاناتهم ، وافق المترشح معاذ البالغ من العمر 14 سنة التطرق للحظات الى هذه التجربة.
الأمل…دافع لرفع التحدي
وعن السبب الذي يدفعه لإجراء هذا الامتحان، اختار معاذ كلمة “الأمل”. “بدون أمل لا يبقى شيء” يجيب بحكمة.وأشارت الأخصائية النفسانية الى أن “هؤلاء الأطفال يتحلون بشجاعة كبيرة، وعلى الرغم من حياتهم المدرسية غير المستقرة للغاية، فقد اختاروا رفع التحدي”.وأضافت لتشجعهم أنه “يمكن القول أن نقطة عشرة أو أحد عشر من عشرين في مثل هذه الحالات تعادل 15 أو 16 من عشرين لطفل عادي”.عند هذه الكلمات يبتسم بعض الأطفال. ويبدو القليل من اللمعان في البروز في عيونهم . “إنهم أبطال صغار دون أن يعرفوا ذلك” ، وفق البروفيسور عمارية بومدين، رئيسة قسم أورام الأطفال بمركز مكافحة السرطان لوهران.وأضافت نفس المتحدثة بصوتها الهادئ الذي يتناقض مع صعوبة البيئة المحيطة بها “إنهم يواجهون المرض، والمعاناة والموت كل يوم”.
طاولة فارغة لمترشحة متوفاة
وخلال زيارة قاعتي الامتحان اللتين ستحتضنان الامتحانات غدا الثلاثاء ،تشير إحدى الأستاذات والدموع في عينيها إلى طاولة. وتقترب لتظهر بطاقة تخص هوية مترشحة . وبنبرة تعكس شدة تأثرها توضح أنه مكان طفلة توفيت قبل أيام.بالفعل كان من المقرر اجتياز ثمانية مترشحون امتحان شهادة التعليم المتوسط غير أنهم الآن سبعة فقط. يبدو أن الموت يخيم على المشهد. صمت ثقيل يخيم على الحاضرين. ومع ذلك، يتعين على هؤلاء الأطفال الشجعان أن يعيشوا ويتعاملوا مع شبح الموت.”نكرر لهم أن الموت هو قدرنا جميعًا وأن هناك مرضى منذ فترة طويلة ينجون من المرض بينما يموت الأصحاء فجأة”، تقول البرفيسور بومدين التي تعلمت بفضل تجربتها الطويلة في أورام الأطفال التحدث والاستماع لهم.وتضمن مدرسة صغيرة تمدرس الأطفال على مدار السنة بتأطير من قبل أساتذة ملحقين من مديرية التربية . الأطفال المقيمين بالمستشفى، قادرون على التحرك، ويرتدون مآزر ويذهبون إلى القسم بمفردهم دون مساعدة و”ما يعطيهم انطباعًا بأنهم يستعيدون، في غضون ساعات قليلة، حياة طبيعية”، تشير البروفيسور بومدين.