الثقافة

مريم مغربي روائية شابة ترسم عوالم الخيال بالكلمة وتحيي شغف القراءة بين الشباب

بين دفّات الكتب وحبر الكلمات، نسجت الشابة مريم مغربي لنفسها طريقًا نحو الإبداع، لتجعل من الكتابة فضاءً تعبّر فيه عن خيالها الجامح وأحلامها اللامتناهية. وجدت في الأدب وطنًا يحتضن أفكارها، فكانت بدايتها مع الروايات الخيالية والشعر القصير، حيث جمعت بين الحس الأدبيّ والخيال العلميّ في أسلوبٍ يجذب القارئ ويأسره من السطر الأول. ومنذ طفولتها، لم تكن القراءة مجرد هواية لمريم، بل كانت شرارةً أيقظت في داخلها موهبة الكتابة التي تسعى من خلالها إلى إعادة وهج الكلمة في زمنٍ غزته التكنولوجيا والعولمة.

تقول مريم إنّ حبّها للكتابة وُلد من ولعها بالقراءة، فكانت تتجول بين الصفحات لتغتسل بخيالها وتغذّي روحها، ثم وجدت نفسها تُمسك القلم لتخلق عوالمها الخاصة، تمزج فيها الخيال العلمي بالسحر والغموض. هذا الشغف لم يأتِ من فراغ، فمريم تنتمي إلى عائلة فنية بامتياز، إذ إنّ والدها وأختها الكبرى أمال، الملقبة بـ“كاهنة”، يشتركون في هذا الحس الإبداعي. الأخيرة  مدرسة  فن الرسم في معهد التكوين المهني، وشاركت في العديد من المعارض الفنية، ما جعل من البيت فضاءً يعجّ بالألوان والكلمات والخيال.

أما مريم، فطموحها لا حدود له، فهي تحلم بأن تصل رواياتها إلى رفوف المكتبات، وأن تُحدث من خلالها أثرًا في نفوس القرّاء، خصوصًا فئة الشباب التي هجرت الكتاب لصالح الشاشات. تقول بابتسامة واثقة إنّ هدفها من الكتابة هو إثارة الفضول والتشويق والتحفيز على القراءة، لأنّ القارئ حين يغوص في أعمالها يشعر برغبةٍ في مواصلة الصفحات حتى النهاية.وقد أثمرت موهبتها عن عددٍ من الإنتاجات الأدبية المميزة، من بينها رواية “شراشرة الزمن” و “بوابة عوالم الشمس” ، وهي الآن بصدد إنهاء روايتها الجديدة التي تحمل عنوان “جمرة الغرور”,  أما في حياتها المهنية، فتدرس مريم فن التجميل بدون عمليات في مركز التكوين المهني، ما يعكس شخصيتها المتعددة المواهب، التي تجمع بين الجمال والفكر، وبين الفن والخيال.

وتختم مريم حديثها بالحديث عن إعجابها بالكاتب أحمد آل حمدان، صاحب رواية “أرسس بوابة زمنية”، الذي تعتبره مصدر إلهامٍ في بناء حبكاتها الخيالية وتوسيع مداركها الأدبية.بهذا الحس المرهف والإصرار الواضح، تُثبت مريم مغربي أنّ الإبداع لا عمر له، وأنّ القلم لا يزال قادراً على مقارعة ضجيج التكنولوجيا، حين يحمله قلبٌ يؤمن بأنّ الكلمة هي الخلود الحقيقي للإنسان.

 

فتحي  . م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى