
مشاركون يؤكدون على ضرورة الإهتمام بالأعمال المنجزة في إطار توثيق التراث الشعبي المحلي
أجمع مشاركون في ندوة علمية نظمت اليوم الخميس ببلدية فيض البطمة (شرق الجلفة) حول ” توثيق التراث الشعبي بمنطقة الجلفة … الرحلة والرحالة والمرحول”, على ضرورة الإهتمام بالأعمال المنجزة في إطار توثيق التراث الشعبي.
وأكد المشاركون في الطبعة الثالثة لهذه الندوة المنظمة في إطار إحياء شهر التراث (18 أبريل- 18 مايو), بمبادرة مؤسسة “الجلفة إنفو” و المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية “المجاهد جمال الدين بن ساعد “, بالتنسيق مع بلدية فيض البطمة ومديرية السياحة والصناعة التقليدية, أن الأونة الأخيرة شهدت حركية كبيرة في مجال الإهتمام بكتابة وتدوين التراث الشعبي المحلي بمختلف اشكاله تستدعي إيلاء أهمية له من خلال طباعته وتوزيعه.
وفي هذا الصدد, أشار الباحث والمهتم بتراث المنطقة, الأستاذ الجامعي بلقاسم خالدي أن” الإرث الثمين للتراث المادي واللامادي للمنطقة الذي يربط ماضينا بحاضرنا ويعرف الأجيال المتعاقبة على هويتنا الجماعية , ليس مجرد حكايات من الماضي, بل هو ذاكرة حية ملهمة يجب أن يكون فيها للتوثيق أهمية للحفاظ عليه وحمايته وهو ماكان هدفا مسطرا خلال هذا اللقاء”.
ومن جانبه, ذكر الباحث المسعود بن سالم, استاذ بجامعة ” زيان عاشور”, ومشرف على هذه الندوة وأحد المهتمين بتراث المنطقة وتدوينه, أن الطرق السليمة للاحتفاء بالتراث هو العمل دون كلل أو ملل من أجل توثيقه, وهي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الجميع . ولن يتحقق ذلك إلا من خلال العمل المشترك, و التعاون بين الأفراد والمؤسسات”.
ولفت ذات الباحث إلى أن هذه الفعاليات التي أصبحت تقليدا سنويا, عرفت مشاركة ما يناهز 50 باحثا وتوزعت أشغالها على ستة محاور توجت في الأخير بجمع أعمالهم وطباعتها في شكل كتاب هو الثاني من نوعه الذي يحتفي بالتراث الشعبي لمنطقة الجلفة ويشكل ذخيرة للأجيال القادمة ولكل رواد الثقافة والتاريخ والسياحة والفنون.كما اعتبر الشاعر محفوظ بلخيري, أن هذه الندوة فرصة حقيقية لجمع أعمال توثيقية هامة تنفض الغبار عن موروث شعبي يحفظ ذاكرة المنطقة ويعزز مكانتها الثقافية التي تزخر بالكثير من المتون النصية والشعرية وحتى الروايات الشفهية التي يجب أن تخلد.
وتم في هذه الندوة, التي تخللتها عدة ورشات للمشاركين تناولت مواضيع مختلفة, إستذكار رمزين من رموز الشعر الشعبي بالمنطقة, وهما الشاعرين الكبيرين محمد بن رحمون (1865-1945) و محمد بن القعمر (1875-1952) اللذين ينحدران من بلدية فيض البطمة و كان لهما إسهاما في إثراء التراث الشعبي بقصائدهما الخالدة ذات الدلالات العميقة في التراث الشعبي خلال الفترة الإستعمارية وما قبلها.
وعكف المتدخلون في أشغال هذا الندوة من استاذة جامعيين ومختصين وكتاب ومؤلفين, على تسليط الضوء على ظاهرة الرحلة كأسلوب حياة, بمختلف جوانبها الأدبية والفنية والاجتماعية والاقتصادية والجغرافية, وحمايتها من الاندثار مع مرور الزمن مشيرين إلى أن الرحلة تعد إرثا ثقافيا غنيا ملينا بالتحديات و المغامرات يساهم في حفظ التراث وتعزيز الهوية, وتشكل جزء لا يتجزأ من ثقافة أهل المنطقة في الزمن الغابر.
ق.ح/الوكالات