طالبت مجموعة من المنظمات والجمعيات الوطنية، رئيس الجمهورية الفرنسية، السيد ايمانويل ماكرون، بوضع حد للجمعيات المتطفلة التي تستغل تواجدها بفرنسا لنشر خطاب الكراهية والإرهاب بين الجزائريين ومؤسسات الدولة لزعزعة استقرار الجزائر.
وفي بيان لها ذكرت المنظمات والجمعيات “أنه في اجتماع لنا بتاريخ 22 أغسطس 2022، وبمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر، نطالب السيد رئيس الجمهورية الفرنسية بوضع حد للجمعيات المتطفلة التي تدعي الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير والتي تستغل تواجدها بفرنسا لنشر خطاب الكراهية والعنف وتشجيع الإرهاب بين الجزائريين ومؤسسات الدولة وزعزعة استقرار وأمن الجزائر، والذي يؤدي لا محالة إلى تدهور منطقة شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط”.
وأضاف البيان “وهنا، نطالب رئيس الجمهورية الفرنسية بتحمل مسؤولياته اتجاه هذه التنظيمات المشبوهة والمدعومة من طرف دوائر المال الفاسد والمنظمات الإرهابية العالمية وجار السوء “المغرب”، وذلك من أجل دفع بالعلاقات الجزائرية الفرنسية، مبنية على الثقة والاحترام المتبادل، خدمة للمصالح المشتركة ومستقبل الشعبين”، متمنين زيارة مفيدة وناجحة للرئيس ماكرون والوفد المرافق له للجزائر.
يأت هذا في وقت فتحت القناة الفرنسية الخامسة النقاش أمام المؤرخين الفرنسيين، للحديث عن “صراع الذاكرة” الذي يؤجج في كل مرة الخلاف بين الجزائر وفرنسا.
السؤال الذي طُرح عبر القناة الفرنسية، كان يتمحور عن إمكانية اعتذار ماكرون للجزائر عن حرب الإبادة التي استمرت ضد الشعب الجزائري على مدى أكثر من 130 سنة، وكان هناك إجماع وسط الحاضرين على ضرورة نزول السلطات الفرنسية من عليائها والتخلي عن غرورها والاعتراف بالمجازر التي ارتكبتها طوال فترة احتلالها للجزائر.
مؤرخون:”فرنسا عملت على إبادة شعب بأكمله والاعتذار على تلك الجرائم أقل ما يمكن لماكرون أن يقدّمه للجزائريين”
ضيوف القناة الفرنسية الخامسة، فصلوا في تاريخ فرنسا الاستعماري ضد الجزائريين، وقسموا فترة الاستعمار إلى ثلاثة مراحل، وكانت البداية بالغزو الذي حدث صيف 1830، حيث لم يفهم الحضور السبب الحقيقي الذي أدى بالقوات الفرنسية إلى احتلال الجزائر مستغلين تحطم الأسطول الجزائري سنة 1827 في معركة “نافارين” الشهيرة، ورغم ذلك كان هناك إجماع على أنّ شارل العاشر أمر بغزو الجزائر من أجل إبعاد الأنظار عن مشاكل فرنسا الداخلية، والغريب أن شارل العاشر فقد منصبه يوم 30 جويلية، أي بعد 25 يوم فقط من غزو مدينة الجزائر، حيث خلفه لويس فيليب، ومن هنا بدأ الصراع الحقيقي بسيطرة العسكر على القرار في باريس، كما وصف أحد الضيوف الماريشال بيشو بالشيطان لأنّه كان وراء العملية الهمجية ضد السكان العزل، وهنا تساءل المتحدث عن سبب تكريم هذا الشخص ووضع لوحة تحمل اسمه في باريس، وهذا يتنافى مع مبادئ فرنسا الحقيقية حسب كلامه، معتبرا أنّ بيجو مجرم حرب، بأتم معنى الكلمة.
مؤرخون وصحافيون فرنسيون يطالبون ماكرون بالاعتذار للجزائريين عن فترة الاستعمار
المرحلة الثانية والتي بدأت بعد 27 سنة مع إعلان الجمهورية الثالثة التي سنت قوانين مجحفة في حق الجزائريين بانتزاع أرادهم، ومنحه للأوروبيين، مع منح امتيازات كبيرة للأقدام السوداء، وفي هذه المرحلة حسب ما جاء في الحصة، لم يعد يهم ساسة باريس ما يحدث في الجزائر من تنكيل واعدامات وحرق للأراضي مع سياسة التجهيل بمنع التعليم عن الأهالي، وقد عدد المتحدث كل جرائم فرنسا في تلك الفترة، مؤكدا “أننا نحن الفرنسيون قمنا بتعذيب شعب كامل لمدة قرن من الزمن”، أما فترة الحرب، فذكر الحضور أمثلة كثيرة عن الإرهاب الفرنسي، ومنه رمي الجزائريين من الطائرات، وإحراقهم بالنابالم، حيث تم عرض تصريح لحد الجنود الفرنسيين الذين قاموا بتلك العمليات.بعد هذه الكرونولوجية التاريخية التي أخذت أكبر مدة زمنية من الحصة، خلص الحاضرون إلى أنّ فرنسا عملت على إبادة شعب بأكمله، والاعتذار على تلك الجرائم، أقل ما يمكن لماكرون أن يقدّمه للجزائريين.
محمد/ل