
مناوشات بين زوجين تنتهي بمأساة…. 15 سنة سجنا لقاتل صهره بالكرمة بوهران
ناقشت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران قضية القتل العمدي مع سبق الإصرار و جنحة الضرب و الجرح العمدي المتابع فيها (ل.م.نذير) و جناية التحريض على القتل و القذف بالنسبة للمتهم الثاني (ب.محمد الأمين) ،حيث قضت بإدانة الأول ب15سنة سجنا نافذا و ب8 سنوات سجنا ضد الثاني الذي يعتبر زوج شقيق اخته،مع العلم ان الضحية المتوفي شاب في مقتبل العمر وهو صهر المتهم الأول و كذا زوجة هذا الأخير التي تنازلت عن تنصبها كطرف مدني .
بالرجوع إلى تفاصيل القضية تعود لتاریخ الرابع عشر جانفي من سنة 2020 على الساعة السابعة صباحا تلقت مصالح الأمن الخارجي بالكرمة اتصالا هاتفيا من أمن ولاية وهران مفاده وجود شخصين مصابين بواسطة أسلحة بيضاء ويتعلق الأمر بالمدعوة (ص.إيمان) وشقيقها المدعو (ص.عبد الغاني) الذي وافته المنية بمصلحة الاستعجالات بمستشفى وهران بعد تعرضه لإصابة بليغة على مستوى البطن بواسطة سلاح أبيض.
و لدى سماع الشاكية(ص.إيمان) صرحت أنه بتاريخ الوقائع في حدود الساعة السادسة صباحا وبينما كانت بمنزلها العائلي بحي الكرمة تلقت اتصالا هاتفيا من زوجها (ل.م.ندير) والذي كان في حالة سكر أين دخلت معه في مناوشات كلامية وفي حدود الساعة السادسة والنصف صباحا تقدم هذا الأخير للبيت العائلي وبعد طرقه الباب قامت والدتها بفتحه وإدخاله وقد كان حاملا بيده سكين من الحجم الكبير وكان برفقته زوج شقيقته المسمى (ب.محمد أمين) أين تقدم نحو هذا الأخير شقيقها المرحوم (ص.عبد الغني) لإخراجه من المنزل فثار غضب المشتبه فيه (ل.محمد نذیر) ووجه له طعنة على مستوى الذراع الأيمن فقامت هي بدورها بالتدخل وذلك بمسك السكين بيديها مما أدى إلى تعرضها لجروح بليغة كما وجه لها ضربة على مستوى الرأس وقدمت شهادة طبية بها 45 يوم عجز عن العمل محررة من مصلحة الطب الشرعي بوهران ،ليتم توقيف المشتبه فيه (ل.م.نذیر) و لدى سماعه صرح أنه ليلتها كان برفقة زوج شقيقته (ب.محمد الأمين) في سهرة بفندق الشيراتون أين كانا يحتسيان المشروبات الكحولية وفي حدود الساعة الخامسة والنصف صباحا اتصل هاتفيا بزوجته صباحا ونظرا لحالة السكر التي كان عليها دخل معها في مناوشات كلامية ثم توجه برفقة صهره إلى منزل والدة
زوجته الكائن بالكرمة ، وعند صوله تذكر أنه دخل في مناوشات كلامية مع صهره – شقيق زوجته – فعاد إلى سيارته وحمل إحدى السكاكين التي كانت في العلبة بالصندوق الخلفي للمركبة وقام بالصعود للشقة وعند دخوله قام بضرب زوجته بلكمات على مستوى مختلف أنحاء جسمها، وعند مشاهدته لصهريه عبد الغاني و عبد الكريم يحاولان الاعتداء على مرافقه – زوج شقيقته (ب.محمد الأمين)- الذي تبعه للشقة قام بالتلويح بالسكين الذي كان بيده فلاذ (ص.عبد الكريم) بالفرار وقد أصيب (ص.عبد الغاني) على مستوى البطن بعد أن وجه له طعنة، بواسطة السكين وفي تلك اللحظة قامت زوجته بمسك السكين بواسطة يدها اليسرى مما أدى إلى إصابتها، وبعد أن اكتشف قيامه بإصابة صهره وزوجته قام برشق زوجته بالسكين الملطخ بالدماء و لاذ بالفرار باتجاه مسکن والده الكائن ببلدية المالح معترفا في الأخير بأنه قام بإصابة كل من صهره و زوجته بواسطة سكين كان ضمن طقم من السكاكين الجديدة الذي اشتراه و وضعه بصندوق المركبة.
و بسماع المشتبه فيه (ب.محمد الأمين) صرح أنه في ليلة الواقعة كان برفقة صهره (ل.م.نذیر) في جلسة خمر بفندق الشيراتون، وفي حدود الساعة الخامسة والنصف صباحا توجه برفقته على متن سيارته الى بلدية الكرمة وهو الحي الذي يقطن فيه، وبعد نزوله من المركبة وفي طريقه إلى مسكنه العائلي شاهد صهره (ل.م.نذير) يتوجه إلى العمارة المقابلة له التي تقطن فيها والدة زوجته،وبعد لحظات سمع صوت شجار فرجع أدراجه وصعد إلى الشقة الواقعة بالطابق الثالث وحاول فك الشجار الحاصل بين (ل.م.نذير) وصهريه عبد الغاني و عبد الكريم وبدون سابق إنذار قام الأول بلكمه على مستوى الوجه كما قام عبد الكريم بركله فسقط أرضا وأغمي عليه بسبب حالة السكر التي كان عليها.
خلال جلسة المحاكمة اعترف المتهم الرئيسي بضربه للضحية لكن لم يكن ينوي قتله ،حيث كان يعتبره كأخ به و يكنان لبعضهما كل المودة و الاحترام و يومها كان في حالة سكر و حاول فك النزاع فأصابه .المتهم الثاني أنكر تحريض صهره على قتل الضحية و عبارة “خلي البير بغطاه” التي كانت الشعلة التي جعلت الزوج يثور و يذهب إلى منزل زوجته لم يكن يقصد بها قذف الضحية الزوجة و إنما من أجل تهدئة الوضع و لكن هيئة المحكمة و حسب ما دار في الجلسة خلصت أنه هو من حرض الجاني لارتكاب الجريمة خاصة و أنهما كانا مخمورين و رفض البوح عما يعرفه عن زوجة الجاني مما آثار شكوك هذا الأخير.
الزوجة الضحية اعتبرت الحادثة خطأ خاصة و ان زوجها الجاني كان بمثابة اخ شقيقها المتوفي ولم تكن بينهما عداوة أو شجار ،متنازلة عن تنصبها كطرف مدني.ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لخطورة الوقائع ملتمسا توقيع عقوبة الإعدام للمتهمين ،لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
بن شارف.أ