نظمت ولاية وهران، أمس السبت 28 أكتوبر احتفالية منح اسم “نهج كوبا” إلى نهج مهم في مدينة وهران، أطُلق عليه سابقا اسم “نهج الألفية”، كدليل على الصداقة والأخوة، والاعتراف بالمساعدة القيمّة التي قدمتها جمهورية كوبا في لحظة صعبة من تاريخنا ، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. وفضلا عن حضور والي وهران سعيد سعيود، فإن هذا الحفل تميز بحضور سعادة سفير كوبا بالجزائر أرماندو فيرغارا بوينو، وكذا بحضور مسؤولين محليين ومدنيين وعسكريين. وشخصيات سياسية، وشخصيات من عالم الثقافة، والأدب والإعلام الوطني .
سفير كوبا بالجزائر يؤكد مواقف بلاده الداعمة لحركات التحررية في العالم ويدين الاعتداءات على فلسطين
وأكد سفير كوبا بالجزائر أمس من وهران السيد “ماندو فيرقارا بوينو” على المواقف الثابتة في دعم الحركات التحررية في العالم مدينا المجازر التي ترتكب اليوم ضد الفلسطينيين من طرف الكيان الصهيوني .
وقال أن كوبا تساند كل الحركات التحررية في العالم وهو موقف ثابت لها منذ الستينات أين قدمت الدعم للجزائريين مضيفا أن لكوبا والجزائر مواقف مشتركة وتابثة إزاء القضايا العادلة .
أزيد من 850 متعاون كوبي في مجال الصحة يعملون ب 5 مستشفيات بالجزائر
وفيما يخص التعاون بين البلدين قال سفير كوبا بالجزائر إلى أن العلاقة بين البلدين دائما تتطلع إلى ما هو أحسن في المجال الصحي على وجه خاص وهو ما يعكسه تواجد 850 متعاون كوبي في المجال الصحي من كوبا يتواجدون في الجزائر بالعديد من ولايات الوطن على بأربع مستشفيات في تخصص طب العيون بكل من ورقلة ، الجلفة ، واد سوف بشار يقدمون خدمات صحية لما لكوبا من خبرة في هذا المجال . مضيفا أن كوبا على استعداد لتطوير هذه العلاقات في مجالات أخرى بين البلدين على غرار الثقافة،السياحة، الطاقة ،الرياضة ومجالات أخرى محل اهتمام بين الطرفين .
وقد عمل منظمو هذا الحدث، جاهدين طوال عدة أسابيع، لتكريم جمهورية كوبا، في هذا التاريخ الذي يتزامن والذكرى الستين لدعمها الجزائر خلال “حرب الرمال.”
وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن كوبا أرسلت، منذ ستين عاما، وبالضبط في مثل هذا الشهر من أكتوبر ، سفينتين تحملان جنودا ومعدات عسكرية ومواد غذائية، عبر ميناء وهران، لدعم الجزائر في مواجهة العدوان المغربي الجبان ، التي كانت في الأيام الأولى من تحقيق استقلالها.وعلى الرغم من إعصار فلورا، الذي ضرب جزيرة كوبا بعنف، لم تتأخر حكومة كوبا، بقيادة الزعيم فيديل كاسترو، إلى الاستجابة بشكل إيجابي لدعوة الجزائر للدفاع عن سيادتها الإقليمية التي اكتسبتها غاليا، بعد أن دفعت ثمنا باهظا قدره مليون ونصف المليون من الشهداء، خلال سبع سنوات طويلة من التضحيات الجسام أمام القوة الاستعمارية المدعومة من حلف شمال الأطلسي.وسارعت الجزائر إلى طلب المساعدة العسكرية من كوبا لمواجهة الغزو المغربي. ولم يستغرق الأمر سوى بضع ساعات حتى وافقت السلطات الكوبية على دعم الجزائر المُعتدى عليها. على الرغم من عنف إعصار فلورا، وهو أحد أسوأ الكوارث الطبيعية منذ عقود خلت، والذي دمر الجزء الشرقي من الجزيرة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1000 شخص، وسخرت كوبا سفينتين للتوجه إلى الجزائر: خطوط أراسيليو إغليسياس وخطوط أندريس غونزاليس .
رست الأولى في ميناء وهران في 21 أكتوبر 1963 . وعلى متنها كتيبة دبابات مكونة من 22 دبابة روسية و 50 فنياً عسكرياً كوبياً . من طراز T – 34 أما السفينة الثانية فقد وصلت إلى وهران في 28 أكتوبر ، برفقة كتيبة مشاة وحمولة من البنادق والمدافع وقذائف الهاون.أما بقية القوات، وصلت إلى مطار وهران بالطائرة في 29 أكتوبر، وبلغت القوة الكوبية 686 جنديا. ولم يكن هذا كل شيء.
فقد نقلت خطوط أندريس غونزاليس أيضًا هدية للشعب الجزائري، متمثلة في: 4744 طناً من السكر،واليوم، وبعد مرور ستين عاما، لا تزال الجزائر مستهدفة من قبل المعسكر الإمبريالي وأدواته، مثل الجار الغربي، ومن هنا تأتي الحاجة إلى تعزيز العلاقات التاريخية والصداقة مع حلفاء مثل كوبا.
ب ليلى /عايد.ع