منطقة تيكجدة بالبويرة تكتسي ردائها الأبيض من جديد
عادت الثلوج أخيرا لتغطي مرتفعات ولاية البويرة بردائها الأبيض لاسيما المحطة المناخية لتيكجدة (شمال شرق الولاية) حيث تساقطت كميات كبيرة من الثلوج منذ مساء الأربعاء لتكسيها اللون الأبيض الناصع الذي تشتهر به في الشتاء.
وتواصلت حبات الثلج في السقوط إلى غاية صبيحة اليوم الخميس بمرتفعات كل الجهة الشمالية من ولاية البويرة حيث غطت الثلوج العديد من القرى, على غرار أقويلال و آث حماد وإمسدورار و ايصلان, في الوقت الذي سجلت فيه مدن الولاية موجة برد شديدة.كما سجل الطريق الوطني رقم 33 المؤدي من حيزر إلى تيكجدة, تباطؤا في حركة السير بسبب اعتماد السائقين الحذر الشديد في قيادة سياراتهم خوفا من الانزلاقات.
ومن جهتها, جندت مصالح الحماية المدنية كل الوسائل المادية لإعادة فتح العديد من المحاور التي أغلقتها الثلوج. و أوضح ضابط بالحماية المدنية, الملازم يوسف عبدات ل/وأج انه تم تجنيد كاسحات الثلوج لإعادة فتح الطريق الوطني رقم 30 الرابط بين البويرة و تيزي وزو, على مستوى فج تيزي نكويلال الذي أغلقته الثلوج.كما أشار ذات المتحدث إلى غلق الطريق الوطني رقم 15 الرابط بين أغبالو (شرق البويرة) و تيزي وزو على مستوى فج تيروردا.
وأفاد الملازم يوسف عبدات في السياق بغلق الطريق الوطني رقم 33 المؤدي من تيكجدة إلى أسوال بسبب تراكم الثلوج منذ مساء أمس بهذه المنطقة التي يبلغ ارتفاعها أكثر من 1400 متر فوق مستوى البحر.ولم يفوت نفس المسؤول الفرصة لدعوة سكان و زوار المنطقة إلى توخي الحذر خلال هذه الاضطرابات الجوية و تجنب أي مغامرة محتملة إلى مرتفعات جرجرة.
للإشارة, حاول العديد من الزوار بلوغ محطة تيكجدة بسياراتهم دون جدوى , بسبب الثلوج الذي أغلقت الطرقات.كما لاحظت وأج تواجد مكثف لعناصر الدرك الوطني على مستوى الطرق المغلقة لضمان سلامة سائقي السيارات.وشكلت عودة الثلوج إلى تيكجدة بعد عدة أشهر من الانتظار, مصدر بهجة كبيرة بالنسبة لعشاق الطبيعة , كما أسعدت أيضا كل فلاحي المناطق المجاورة الذين استبشروا خيرا بها, و قالوا إنها “تبشر بموسم فلاحي جيد”.واعتبر السيد يوسف , احد منتجي الزيتون بمنطقة صماش أن “عودة الثلوج إلى جبالنا بشرى خير لأن غياب الثلج في الشتاء يؤثر سلبا على القطاع الفلاحي”.
كما تفاءل كل سكان المنطقة خيرا بهذه الثلوج بعدما كان الكثير يتخوفون من جفاف محتمل بسبب قلة الأمطار.ولم تتردد العائلات, اليوم في الخروج رفقة أبنائها في بعض الأحيان, للتنقل إلى المرتفعات و الاستمتاع بأولى ثلوج الموسم, من بينها عائلة مصطفى (40 سنة) الذي التقته وأج رفقة عائلته الصغيرة بالقرب من تكجدة. وقال انه في انتظار انقشاع الضباب من اجل التقدم إلى المرتفعات, معربا عن أمله “أن يكون كل شيء على ما يرام”.
وبالرغم من ذلك, فضلت العديد من العائلات الأخرى الرجوع من حيث أتت بسبب الثلوج والضباب الكثيف الذي جعل الرؤية شبه منعدمة.جدير بالذكر أن الثلوج تساقطت في كل الجهة الجنوبية و الجنوبية الغربية للولاية, حيث تساقطت كميات معتبرة منها بمناطق المجانة و ديرة و المعمورة و سور الغزلان.
ق.ح/الوكالات