نتائج مشجعة تفتح آفاقا واعدة في شعبة تربية طائر السمان بولاية توقرت
تم تجسيد عدة تجارب طموحة ومشجعة في مجال تربية طائر السمان بولاية توقرت، من شأنها أن تفتح آفاقا واعدة للاستثمار في هذه الشعبة الفلاحية التي أصبحت تستهوي وتستقطب اهتمام الشباب بالمنطقة.ويعد الشاب محمد بن شنة (34 سنة) من بلدية الزاوية العابدية من أبرز تلك النماذج وأوائل الشباب الذين اقتحموا هذا النشاط وتحقيق نتائج اعتبرت مرضية من خلال مزرعته النموذجية في تربية طائر السمان والتي شرع في تجسيدها قبل نحو أربع سنوات، حيث تمكن وفي ظرف وجيز من أن يجني ثمار جهده التي تتجلى في مستوى الإنتاج المحقق من بيض وطيور السمان بمعدل يتراوح بين 5 آلاف إلى 10 آلاف طير خلال 15 يوما.
وفي حديثه لوكالة الأنباء الجزائرية , قال محمد بن شنة أنه وبعد حصوله على شهادة مربي الدجاج اللاحم من المعهد الفلاحي بسيدي مهدي (توقرت), فضل التوجه لنشاط تربية طائر السمان دون غيره من الطيور نظرا لبساطة وقلة تكاليف تربية وتغذية هذا النوع من الطيور، فضلا عن قدرته العالية على مقاومة الأمراض الوبائية وتحمله للظروف البيئية الصعبة مقارنة بالأنواع الأخرى من الدواجن، كما أن له دورة تكاثر قصيرة حيث يمكن أن تضع الأنثى إلى 20 بيضة ولا تتعدى فترة التفريخ 18 يوما.ويتطلع المستثمر الشاب إلى مضاعفة إنتاجه بعد حصوله على وعاء عقاري مناسب يحتضن مشروعه ويسمح له من توسيع نشاطه أكثر وبالتالي تغطية الطلب المتزايد على منتوجه الذي أصبح يسوق في ولايات أخرى على غرار ورقلة وغرداية والوادي.
وفي ذات السياق, أبدت مديرة المصالح الفلاحية لولاية توقرت, حنان لبيض, “إعجابها الكبير” بمردود هذه المستثمرة الواعدة, مؤكدة في تصريح لوأج أن الشاب بن شنة سيحظى بكافة الدعم والمرافقة التي تضمنها مصالح القطاع لمثل هذه المشاريع والأنشطة الجادة في شتى الشعب الفلاحية، حيث خصص له وعاء عقاري في إطار الاستثمار الفلاحي سيستفيد منه في القريب لتمكينه من توسيع مشروعه وممارسة نشاطه في ظروف لائقة.
نحو تأسيس تعاونية تربية السمان لتنظيم الشعبة بالمنطقة
وفي ظل الاهتمام والانتشار الذي يعرفه نشاط تربية السمان في أوساط الشباب بولاية توقرت بين من يتخذه كمصدر رزق والبعض الآخر كهواية، يفكر بن شنة رفقة بعض المستثمرين في هذه الشعبة في تأسيس جمعية أو تعاونية في تربية طائر السمان بغية تأطير هذه الشعبة وتنظيمها أكثر وفتح فرص لتبادل التجارب والخبرات بين ممارسيها علاوة على طرح الانشغالات والاهتمامات المتعلقة بتطويرها بالولاية والتي تحصي نحو 20 مربيا يتخذون من هذا النشاط كمورد رزق أساسي لهم.
وأشار في هذا السياق الى أنه يتم التخطيط حاليا وبالتنسيق مع الجهات المعنية لتنظيم تظاهرة ترويجية محلية حول نشاط تربية السمان، والتي ستكون في شكل أيام إعلامية تحسيسية يتم من خلالها التعريف أكثر بطائر السمان وشرح مختلف الجوانب المرتبطة بتربية هذا النوع من الطيور مع عرض عينة من الأطباق والأكلات التي يمكن تحضيرها باستعمال لحم السمان، وكذا إبراز فوائده المتعددة سواء من حيث استهلاك لحمه وبيضه أو من ناحية الاستثمار فيه كمشروع تجاري مربح إذ لا يتطلب تجسيده تكاليف ورأس مال كبير، كما أوضح بن شنة.
ويتوخى من هذا المسعى الترويج أكثر لهذا النشاط وبعث آفاق تسويقية واسعة بالنسبة لمربي ومنتجي طائر السمان، وتشجيع الشباب من جهة أخرى للانخراط في هذه الشعبة والاستثمار فيها.ويعرف على طائر السمان قيمته الغذائية العالية جدا إذ يعد مصدرا مثاليا للبروتين المنخفض الكولسترول لاحتوائه على نسبة قليلة من الدهون مقارنة بالأنواع الأخرى من الطيور، فضلا عن احتوائه على العديد من المعادن المفيدة للجسم على غرار الكالسيوم والفوسفور والحديد والزنك إلى جانب فوائده الصحية الكثيرة حيث يساعد على تنشيط الدورة الدموية وتعزيز نمو الدماغ والعضلات لاسيما لدى الأطفال. كما ينصح بتناوله بالنسبة لمرضى فقر الدم وكذا الذين يعانون من هشاشة العظام.
وتتجه جهود الشاب محمد بن شنة على المدى القصير، إلى عصرنة وتطوير نشاطه من خلال اقتناء آلات ومعدات حديثة وإدخال تقنيات جديدة في تربية السمان، فضلا عن عزمه خوض تجربة نوعية لأول مرة في المنطقة تتمثل في تربية البط المسكوفي والبط البربري والذي يصنف من أحسن الطيور المائية إنتاجا لمعالج لحوم ذات القيمة الغذائية العالية وتحتوي على نسبة قليلة من الدهون.
ق.ح/الوكالات