ناقشت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء وهران قضية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد المتابع فيها متهمين اثنين لا يزال أحدهما في حالة فرار أين كان ضحيتهما رعية إفريقي، حيث أدانت المدعو(ب.محمد) ب 14 سنة سجنا نافذا.و تجدر الإشارة أنه سبق و أن أدانته المحكمة الإبتدائية ب15 سنة سجنا و الحكم غيابيا على الفار(ب.ع.س. محي الدين) بالإعدام.
بالرجوع إلى ملخص وقائع القضية تعود الى تاريخ الرابع والعشرين أكتوبر من سنة 2020 في حدود السابعة مساء عندما تقدم أمام مصالح الأمن الحضري العاشر المدعو (د.ال) المقيم حي الزيتون وهران للإبلاغ عن إكتشاف جثة مجهولة الهوية ملقاة على رصيف الطريق بها آثار دماء،و عليه تم التنقل الى مكان تواجد الجثة و كشف محضر المعاينة انها تعود لرعية أجنبية من جنس ذكر ملقاة على ظهرها عليها آثار عنف على مستوى الرأس وأطرافه العلوية موجودة فوق الرصيف اما السفلية على حافة الطريق وآثار للدم في أسفل رجليه تدل على الضحية المرحوم كان واقفا أثناء تعرضه
للاعتداء بسبب الدماء التي نزفت منه دون تجمعها على شكل بركة في مكان اكتشاف الجثة،ووجود آثار إصابة بجرح عميق على مستوى الرأس،ليتم فتح تحقيق في القضية و عن طريق كشف مكالمات هاتف الضحية تم التوصل الى هوية المشتبه فيهما أين تم توقيف احدهما و هو(ب.محمد) صرح أنه يعرف المرحوم المدعو (ك.ت.فيكتور) باسم عبد اللطيف منذ حوالي عشرون يوم عن طريق رعية افريقية مقيمة بفرنسا و التي تعرف عليها عبر موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك منذ حوالي شهر تقريبا وعرضت عليه التعامل معها في مجال تجارة الذهب والعملة الأجنبية أورو، وطلبت منه قيمة رأس المال الذي يحوزه وابلغها ان لديه مبلغ مالي قدره سبعون مليون سنتيم وبطلبها قام بتسجيل وتصوير مقطع فيديو للمبلغ المالي الذي بحوزته وارسل لها التسجيل بواسطة تطبيق الميسنجر وتلبية لطلبها ارسل لها رقم هاتفه النقال لتحديد له موعد مع الشخص الذي سوف يتعامل معه بالجزائر ،وفي نفس اليوم تلقى اتصال هاتفي من عند المدعو (د.أبوبكر) والذي طلب منه الالتقاء على مستوى ساحة حي النصر بوسط المدينة وبعد التقاءهما شرح له طريقة و كيفية العمل وطلب منه تحضير مبلغ 70 مليون سنتيم وبالمقابل سيمنحه ما يعادل 200 مليون سنتيم من الأورو بعد غسل المبلغ المالي من العملة الوطنية بواسطة مسحوق أبيض اللون وطلب منه إحضار المبلغ المالي على شكل أوراق نقدية
من فئة 2000دج لنجاح عملية تزويرها إلى أوراق نقدية من فئة 50 و100 أورو وتوفير مكان للقيام بالعملية ، وأخطره أنه سيتصل به بعد نصف ساعة بعد إحضار المعدات للقيام بالعملية وبنفس التاريخ اتصل به الرعية الإفريقية وطلب منه التقرب منه بساحة النصر و قام بنقله على متن سيارته من نوع رونو كومبيس رمادية اللون وتوجه به إلى المسكن الذي كان يستأجره بحي فلاوسن وبعد دخولهما طلب منه الرعية الإفريقية (د.ابو بكر) منحه ورقتين من العملة الوطنية من فئة 2000 دينار جزائري من أجل تحويلها إلى ورقتين من فئة 50 و100 أورو فمنحه 03 أوراق نقدية من فئة 2000 دينار جزائري و طلب منه إحضار كمية من الماء وقام بسكبها على مسحوق أبيض وبعد قيامه بغسل الأوراق النقدية أظهر له ورقتين من فئة 50 و100 أورو على أساس أن الأوراق النقدية من العملة الوطنية تحولت إلى اوراق نقدية من العملة الأجنبية أورو وسلمه الورقتين وطلب منه التأكد من صحتها و غادر المكان وانه قام بمبادلة الورقتين من العملة الأجنبية الاورو وتبين صحتهما ، وفي اليوم الموالي تلقى إتصال هاتفي منه وطلب منه إحضار المبلغ المالي الذي بحوزته لتحويله إلى مبلغ مالي بالعملة الأجنبية أورو فقام بنقله إلى المنزل سلم للرعية الإفريقية مبلغ 70 مليون سنتيم الذي كان بحوزته ووضعه هذا الأخير بداخل دلو أزرق اللون يحتوي على مسحوق أبيض وطلب منه الانتظار ربع ساعة من الزمن، وبعد مرور المدة قام بإخراج كمية من الأوراق سوداء اللون بحجم الاوراق النقدية وطلب منه
انتظاره حتى يعود بمسحوق آخر من أجل غسل المبلغ المالي وغادر وأخذ معه الدلو الأزرق وترك بحوزته صندوق حديدي أبيض اللون أخطره أنه يحتوي على مبلغ مالي من العملة الأجنبية قدره 200 مليون أورو ، و أنه بعد مرور ساعتين من الزمن من مغادرة الرعية الإفريقية لمسكنه العائلي اتصل به وأخطره أن عناصر الشرطة ألقت القبض عليه لحيازته على المسحوق الأبيض وأخبره بأن صديقه سيتصل به وفي اليوم الموالي تلقى اتصال هاتفي من رعية إفريقية آخر من رقم هاتف آخر لا يتذكره و أخبره أنه صديق (د.بوبكر) المتواجد بالسجن وطلب منه تحضير مبلغ مالي قيمته 200 مليون سنتيم من أجل شراء مسحوق آخر لمواصلة العملية ،فقام بتوفير مبلغ قدره 140 مليون سنتيم و قام بنقل الرعية الإفريقية الثاني المدعو يوسف إلى مقر إقامته والذي قام بالنصب عليه وترك بحوزته أوراق سوداء اللون في انتظار تحويلها إلى عملة أجنبية أورو وغادر أين اكتشف انه وقع ضحية نصب فقرر استدراج احد الرعايا الافارقة من اجل استرجاع أمواله،و لم يكن يقصد قتله وأنه كان ينوي فقط الإمساك به لأجل الضغط على باقي شركائه لاسترجاع المبلغ المالي المسلوب منه، فقام بتاريخ الوقائع بإحضار ابن عمه (ب.ع.س.محي الدين) لمساعدته في ذلك وتركه بالمسكن ثم توجه إلى ساحة النصر بعد اقتناء قارورة غاز مسيلة للدموع و واصطحب الضحية إلى منزله على متن السيارة من نوع رونو كليو بعدما أوهمه انه لديه مبلغ مالي من العملة الوطنية من اجل تحويله للعملة الأجنبية الاورو وعند دخوله للمسكن تفاجئ بوجود المتهم الثاني وبالرغم من محاولة السيطرة عليه من طرف المتهمين لكنه قام بمقاومتهما و قلب عليهما الطاولة وأثناء انشغال الضحية مع المتهم (ب.ع. س.محي الدين) في العراك قام (ب.محمد) بحمل السكين من نوع بوشية الذي كان يضعه بصندوق كرتوني بالمرآب وضرب الضحية على مستوى الرأس فأغمي عليه فقاما بتكبيل الضحية من يديه ورجليه بواسطة حبل وشريط لاصق وبحمله ووضعه داخل السيارة من نوع رونو كليو كومبيس وهو مغمى عليه وتوجها به إلى حي الزيتون ووضعوه على رصيف الطريق وهو ينزف وتم تركه هناك و غادرا المكان.
ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لثبوت التهم ضد المهم ملتمسا توقيع العقوبة المقررة قانونا لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب