نكسة أخرى للدبلوماسية المغربية في مجلس الأمن الدولي
في غضون أقل من شهر، عانى المغرب الذي يحتجز لجنة القدس كرهينة، من إذلال آخر بعد محاولته تكرار مناوراته الوضيعة وتلاعبه المخزي بالقضية الفلسطينية والقدس الشريف بحثا عن شرعية غير مبررة لهيئة تكاد تصبح خيالية.ولأسباب وجيهة، لم تر مجموعة الدول العربية ولا منظمة التعاون الإسلامي ولا حتى مجموعة دول عدم الانحياز أنه من المجدي الإشارة، في مسودات البيانات الخاصة بها، إلى لجنة القدس “الشبح” التي يتولى رئاستها ملك المغرب.
فقد فشل ممثل المغرب فشلا ذريعا ثلاثيا على مستوى المجموعة العربية، ومجموعة منظمة التعاون الإسلامي ومجموعة دول عدم الانحياز في جعل أعضائها ينساقون إلى تضليلاته الموسمية المعتادة التي ترمي إلى إدراج فقرة تبجيلية مدحا للجهود الخيالية التي يبذلها ملك المغرب تجاه ما يسمى بلجنة القدس.
ورغبة منه في الإصرار على بيع نسخته الدعائية من المديح المبالغ وغير المبرر للجنة القدس وتمسكه بإدراجها في مشروع البيان الذي أعدته الرئاسة الفلسطينية، فقد رفض الوفد المغربي حتى مشروع الخطاب الذي أعدته الرئاسة الفلسطينية والذي أقرته المجموعة بالإجماع قبل أيام قليلة فقط في إطار الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن بشأن فلسطين.
في النهاية، وبعد أن سئمت الوفود من المناورات المغربية المتكررة، لم يتردد ممثلو الدول الأعضاء في هذه التجمعات الإقليمية المتضامنة مع القضية الفلسطينية، ودون استثناء، في التعبير في الأوساط الدبلوماسية في نيويورك عن انزعاجهم من مناورات ممثل المغرب، إذ أن البعض يشتبه بوجود صلة مفضوحة بحليفه الجديد، الذي يشاركه صفة المستعمر، ألا و هو المحتل الصهيوني، الذي يعد المستفيد النهائي من مناورات المغرب بحيث تمكنه في نهاية المطاف من عرقلة أي بيان مشترك وجاد وموثوق للمجموعات الإقليمية أمام مجلس الأمن، من شأنه إدانة التوغل الإجرامي الأخير لعضو في حكومة الكيان الصهيوني لباحة المسجد الأقصى بالقدس.
دفاعا عن المواقف المبدئية الثابتة، قامت البعثة الدائمة للجزائر في نيويورك، مرة أخرى، بوضع حد لهذه المناورات المغربية عن طريق تفكيك جميع الحجج المغربية الرامية إلى الإطراء والثناء غير المبرر الذي أراد ممثل المغرب أن ينسبه بشكل مغلوط إلى رئيس لجنة القدس، على حساب القضية الفلسطينية الشريفة.وذكرت الجزائر بأن مثل هذه التصريحات المغربية لا تتوافق بأي حال من الأحوال مع الواقع، بالنظر إلى أن لجنة القدس، التي أنشأتها منظمة التعاون الإسلامي عام 1975 ، اجتمعت مرتين فقط خلال العقدين الماضيين، آخرها يعود إلى عام 2014.