حققت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران في قضية القتل العمدي مع سبق الاصرار و الترصد المتابع فيها شابين في العشرينيات من العمر الذي ذهب ضحيتهما صديق أحدهما و في نفس عمرهما اين ادانتهما المحكمة بالإعدام مع عدم استفادتهما من ظروف التخفيف.
بالرجوع إلى وقائع القضية التي اقشعرت لها الأبدان فقد حدثت بتاريخ الثاني والعشرين جوان من سنة 2021،و التي انطلق التخطيط لها قبل 15 يوما عندما كان الضحية على متن دراجته النارية من الحجم الكبير رفقة صديقه (ب.اسامة)أين التقيا بصديق هذا الأخير(ب.محمد الامين) المكنى “مزطولة” الذي أعجبته الدراجة النارية و بدا يستفسر صديقه(ب.اسامة) عنها اين تبادرت في ذهنه سرقتها و منذ ذلك الوقت بدأ التخطيط لفكرة الاستيلاء عليها أين كانت الفكرة الأولى استدراج الضحية عن طريق فتاة و فبركة سيناريو انها زوجة احد أصدقائهما الذي يتظاهر بضبطهما معا بالجرم المشهود و ينفذ بجلده خوفا منه و يقومون بالاستيلاء عليها، لكن سرعان ما تراجعوا عن هذه الفكرة، و فكرا في طريقة اخرى وهي استدراجه بحجة تدبير له دراجة نارية ذات السرعة الفائقة من أجل كرائها، أين قام المتهم (ب.اسامة) الذي يعتبر الصديق المقرب للضحية بالاتصال به بغية الذهاب إلى مكان اقامة الوسيط (ب.محمد الامين) بحي بوعمامة 02 وهران،أين ذهب كل من الضحية و(ب.اسامة) بغابة كوكا كولا على متن الدراجة النارية ، فيما لحق بهما المكنى مزطولة مشيا على الأقدام حينها أخبر أسامة الضحية أنه سيأتي الشخص الذي سيؤجر له طلبه و يجربونها بالطريق الولائي رقم 45 الرابط بين وهران وعين الترك ثم واصلا السير باتجاه الطنف العلوي وهناك انتظروا بعض من الوقت حتى بدا الضحية يشك في الخدعة التي قام بنصبها له فطلب منهما مغادرة المكان والرجوع الى حي بوعمامة وفي هذه الاثناء ركب الضحية الدراجة وركب المكنى مزطولة خلفه وبقيا ينتظران ركو(ب. اسامة) الذي كان يتبول الا ان هذا الاخير أخرج خنجر نوع سبعة نجوم وقام بإمساك الضحية محاولا انزاله من الدراجة النارية أين قام الضحية بالدوس على دواسة السرعة محاولا الهروب حينها داس المكنى مزطولة على المكبح لتوقيفها أين سقطا أرضا في هذه الاثناء قام (ب.اسامة) بتوجيه له عدة طعنات وفيما كان الضحية يحاول الفرار تبعه ووجه له طعنات اخرى على انحاء متفرقة من جسمه بدون تحديد المكان بسبب حلول الظلام الى ان سقط ارضا على حافة الطريق الجهة اليمنى وعند
آخر طعنة على مستوى الرقبة،و من كثرة الطعنات و قوتها انفصل مقبض الخنجر عن هذا الاخير، حينها بدأ أسامة بالصراخ بعبارة “قتلته” ،ومباشرة من هول الصدمة بدأ المكنى مزطولة بالجري وسط الغابة الى غاية حي كوكا كولا ثم تبعه المسمى اسامة و ذهبا على متن الدراجة النارية للضحية وعند وصولهما الى المنطقة المأهولة بالسكان،عادا من جديد الى الغابة من أجل طمس آثار الجريمة، اين اتفقا على التخلص من الدراجة وذلك عن طريق سكب عليها البنزين وحرقها، وذهب كل واحد منهما لحال سبيله.
و بعد حوالي ساعة من وقوع الجريمة تم العثور على جثة الضحية بمحاذاة الطريق الولائي رقم 45 الطنف العلوي الرابط بين بلديتي وهران وعين الترك، وبعد المعاينات
الاولية تبين ان الجثة بها عدة طعنات 5 منها أسفل الظهر و4 بمؤخرة الرأس و2 بالجهة اليمنى للصدر وبتفتيش الضحية تم العثور بجيب سرواله على هاتف نقال ومبلغ مالي قدره 3880 دينار جزائري ونعل بلاستيكي أزرق اللون بالقرب من الجثة وزوج من نعل بلاستيكي اسود واحمر وجد على بعد 210 متر من الجثة و خلال المعاينة وردت مكالمة هاتفية على هاتف الضحية اتضح انه والده و بعد استدعائه تعرف فلذة كبده. وبعد انتشار خبر وفاة الضحية تم ذكر اسم (ب.محمد الامين) على أنه الفاعل وهو الأمر الذي جعله يتقدم الى مصالح الامن الحضري بوعمامة محاول تبرئة نفسه وإلقاء جميع التهم على شريكه الثاني (ب.اسامة).
خلال جلسة المحاكمة حاول (ب.محمد الأمين) تبرئة ذمته من دم الضحية وأن غايته كانت سرقة الدراجة النارية من أجل بيعها وشراء بثمنها المهلوسات التي هو مدمن عليها ولم تكن لديه نية قتل الضحية، في حين لم ينف أنه من سلم الخنجر لشريكه، هذا الأخير بدوره أكد ضربه للضحية الذي يعتبر بمثابه اخيه و لحد الان لا يستوعب ما فعله بعد أن قام شريكه بتحريضه على فكرة سرقة الدراجة، و خوفا من اكتشاف أمرهما قام بقتله. ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لثبوت التهم ضد المتهمين ملتمسا توقيع عقوبة الإعدام، و هو الحكم الذي أصدرته ضدهما هيئة المحكمة.
بن شارف.أ