
وسائل الإعلام باللغة بالعربية عبر العالم تخصص معالجة “منحازة” لمسألة الصحراء الغربية
أجمع مشاركون خلال ندوة نظمت الأحد بمدينة الشهيد الحافظ تحت عنوان “القضية الصحراوية في الإعلام الناطق باللغة العربية”، على شبه انعدام المسالة الصحراوية في وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية عبر العالم إذا لم تقابل بمعاملة مؤيدة للاستعمار المغربي.
في هذا الصدد اشار وزير الاعلام و الصحراوي، حمادة سالمة داف في مداخلته الافتتاحية لهذا المنتدى المنظم من قبل مكتب المجلس المكلف بالشؤون العربية لدى رئاسة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وشبكة الصحفيين الجزائريين المتضامنين مع الشعب الصحراوي الى “التعتيم” المفروض على المسالة الصحراوية في وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية معتبرا ان وسائل الاعلام هذه تفتقد ل “المصداقية”.كما أكد على تجربة وسائل الاعلام الجزائرية مع المسالة الصحراوية منذ بداية النزاع بعد الغزو المغربي للأراضي الصحراوية في سنة 1975، مشيرا الى أن وسائل الاعلام هذه قد عملت على “رفع الحصار المفروض على الكفاح الصحراوي من قبل بعض القوى التي تحمي الاستعمار المغربي”.في هذا الصدد اوضح مدير القناة الدولية للإذاعة الوطنية الجزائرية عبد القادر بوجلة ان الصحافة الجزائرية قد اكتسبت خبرة في معالجة المعلومة المرتبطة بهذا النزاع مؤكدا على “سداد” ردة فعل هذه الصحافة تجاه المنحى الذي اخدته الاحداث في الصحراء الغربية على اثر اعتداء القوات المسلحة المغربية على منطقة الكركرات.
و اوضح في هذا الخصوص ان الصحافة الجزائرية تعمل “في اطار الشرعية الدولية التي تعترف بالصحراء الغربية كإقليم غير مستقل قابل لتنظيم استفتاء لتقرير المصير”.اما رئيس شبكة الصحفيين الجزائريين المتضامنين مع الشعب الصحراوي ايت موهوب مصطفى فقد اسهب من جانبه في ذكر اسباب غياب المسالة الصحراوية في وسائل الاعلام الناطقة باللغة العربية، مؤكدا على ضرورة التفريق بين وسائل الاعلام العربية و وسائل الاعلام الناطقة بالعربية التي قامت قوى غربية بإنشاء جزء منها.و ذكر في هذا السياق بان وسائل الاعلام التي قامت بحملة لما اسماه “الربيع العربي” والتي ادت الى زوال الدولة كما هو الامر بالنسبة لليبيا، فقد “تجاهلت بشكل عام القمع الذي تعرض له المواطنون الصحراويون بأكديم ازيك رغم ان تلك الاحداث قد وقعت قبل الثورات العربية المفتعلة”.أما فيما يتعلق بوسائل الإعلام الناطقة بالعربية (الغربية)، يضيف السيد آيت موهوب، فإن معالجتهم للقضية الصحراوية “مستمدة تماما من الرؤية المغربية معتمدين في ذلك على حيادية مزعومة من شانها المس بالشرعية الدولية و حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”.
من جهته شدد الصحفي الجزائري، فوزي آيت علي، على ممارسات وسائل الاعلام المغربية المنافية لأخلاقيات مهنة الصحافة سيما حين تلجأ للاخبار الكاذبة، مذكرا في هذا الصدد بالخبر الذي نشرته بشأن “اعتراف جنوب افريقيا بمغربية الصحراء الغربية الذي كذبه هذا البلد بسرعة” ناهيك عن الخبر الكاذب الذي قام البنتاغون بتكذيبه و الذي يفيد “بتنظيم مناورات عسكرية في أقاليم محتلة”.أما الصحفي في يومية الشروق، رشيد ولد بوسيافة فأشار بدوره الى تعامل الاعلام الجزائري (العمومي و الخاص) مع القضية الصحراوية التي عرفت تطورات كثيرة منذ استئناف النزاع المسلح في 13 نوفمبر 2020 الى درجة ان المعلومات عن الصحراء الغربية غالبا ما تعرض في صفحة الاحداث و ليس في صفحة الاخبار الدولية.و كانت هناك مداخلات للعديد من الصحفيين العرب على شاكلة المصري حمدي الحسيني و الموريتانيين اسماعيل ولد الشيخ سيديا و الشيخ البكاي اضافة الى الصحفي و السينمائي التونسي أكرم المنصور الذين شددوا على نفس الوضع خاصة “عزوف وسائل اعلام بلدانهم عن التطرق للقضية الصحراوية”، داعين في هذا الصدد الى نسج علاقات اكثر في سبيل تغيير هذا الوضع.و في هذا الصدد اكدت المسؤولة عن الشؤون العربية لدى رئاسة الجمهورية الصحراوية نانة رشيد في مداخلتها على “ضرورة مضاعفة الجهود في صناعة المحتوى المتعلق بالصحراء الغربية الموجه للعالم العربي من اجل توعية الرأي العام”، مضيفة “لسنا بصدد البحث عن صحافة رأي تساند الشعب الصحراوي في هذا النزاع و إنما وسائل اعلام تعمل في حياد لنقل الحقائق بكل موضوعية”.