الدولي

وكيل كلية الإعلام بجامعة بن غازي الليبية،الدكتورة سليمة زيدان لمنبر القراء….”نأمل أن تتبنى وزارة الإعلام مشروع نبذ خطاب الكراهية والتنمر “

أضحت ظاهرة التنمر وخطاب الكراهية ملازمة لوسائل الإعلام التقليدية ووسائط التواصل الإجتماعي، فأصبح الجميع يمارس حريته في التعبير، دون الرأي المخالف أو المتلقي. ما أدى إلى تشوه الرسالة الإعلامية وانعكاس ذلك على الفرد والجماعة بالمجتمع، وما انجر عنه من تفش للعنصرية، الجهوية، العرقية… . وأمام سعي الكثير للخوض في دراسة ومعرفة الأسباب وكيفية محاربتها،انطلق أكاديميو كلية الإعلام بجامعة “بن غازي” الليبية في دراسة مشروع موسوم ب”نبذ خطاب التنمر والكراهية” بإشراف الدكتور “حسن جاب الله موسي”، وثلة آخرين يمثلون المشروع على المستوى المغاربي، الاقليمي والدولي. وللاطلاع أكثر على المبادرة، تواصلت يومية “منبر القراء” مع الدكتورة “سليمة زيدان” وكيل كلية الإعلام بجامعة بن غازي ومدرسة تخصص “مهارات الاتصال الفعال”، فكان الحوار التالي:

 

أهلا، ممكن فكرة بسيطة عن خطاب الكراهية والتنمر؟

 

يعتبر خطاب الكره والتنمر أحد الظواهر السلبية، التي صاحبت الخطاب الإعلامي في مختلف وسائل الإعلام. وقد أفرزت هذه الظاهرة صراعات كثيرة بين المجتمعات، وانعكست تأثيرات الكره والتنمر في الخطاب الإعلامي على العلاقات الإجتماعية، بين أبناء المجتمع الواحد.

 

  ما هي دوافع إطلاق مبادرتكم؟

 

جاءت فكرة محاربة خطاب الكره والتنمر كرد فعل، وكتقويض للخطاب الإعلامي الذي يدعو إلى تعزيز الصراعات وبث الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد. ولعل هذه المبادرة تأتي في إطار الدعوة إلى تنمية خطاب المصالحة الوطنية، وصناعة خطاب إعلامي يدعو إلى التسامح، ونبذ الالعنف والصراعات، والعمل في إطار ضوابط وأخلاقيات المهنة، حتى يصل جمهور وسائل الإعلام إلى محتوى يحمل في طياته روح المحبة والتسامح وقبول الآخر. ولعل هذه المبادرة تأتي في إطار دعوة الإعلاميين من كل أرجاء البلاد إلى عقد العزم على توحيد الخطاب، والبعد عن الخلافات والعمل على الظهور بصوت واحد لأن الإعلام أحد روافد صنع السلام المحلي.

 

لماذا تبنت الساحة الإعلامية الليبية تحديدا هذا الارتفاع في خطاب الكراهية والتنمر؟ وكيف تظهر في المجتمع الليبي؟

 

يعود السبب أساسا إلى تعدد التوجهات السياسية، ووجود حكومتين واحدة في غرب البلاد والأخرى في شرقها. هذا ما نتج عنه تعددية إعلامية ووسائل إعلام ذات توجهات مختلفة، يمارس من خلالها الإعلاميين ممارسات إعلامية تعزز خطاب الكراهية، فأصبح المجتمع الليبي ضحية لهذا التنمر، وتأثرت العلاقات بين الأفراد، وكثرت الخلافات والصراعات بين الجيران، بين المتصاهرين من القبائل التي ساهم الخطاب في خلق حرب أهلية بينها. هذا قبل حكومة الوحدة الوطنية. أما الآن نأمل أن تجد هذه المبادرة صدى لها لدى الحكومة الجديدة، لكي يتم النهوض بالخطاب الإعلامي وتوحيده لصالح استقرار الوطن.

 

  ما هو الدافع الحقيقي برأيكم، لانتشار خطاب الكراهية والتنمر؟

 

السبب الحقيقي حسب وجهة نظري، راجع إلى الصراع حول السلطة، والحرب الأهلية التي تأججت بين شرق البلاد وغربها، إلى جانب تغذية الصراع من الخارج. هذا ما رأيناه في محتوى وسائل الإعلام الليبية هو كره وتنمر الليبيين لبعضهم البعض، وهذا ما أفرزه انقسام البلاد بين شرق وغرب، كل يروج للفتنة وتأجيج الوضع ضد الآخر.

 

الليبيون عادوا للتوحد مؤخرا بعد سنوات من التمزيق، هل مازالوا بحاجة إلى التوحد والتلاحم؟

 

نعم، لازال الأمر يحتاج إلى تمتين العلاقات، وهذا يحتاج إلى جهد ووقت كبيرين، ويحتاج إلى وسائل إعلام تحتضن خطاب التسامح والسلم، إضافة إلى عدم وجود التدخلات الخارجية في تسوية الأوضاع في ليبيا، والرغبة الحقيقية في التصالح والاستقرار.

 

  ما هي آليات تنفيذ مبادرة نبذ خطاب الكراهية والتنمر؟ من يشرف على تنفيذها؟

 

  أهم آليات تنفيذ هذه المبادرة، هي تنفيذ سلسلة من ورش العمل والتدريبات للقائمين على الخطاب الإعلامي، لغرس ثقافة التسامح والقضاء على خطاب الفتنة والكره، وتنمو روح المصالحة الوطنية… ثم سن قوانين تجرم خطاب الكراهية في وسائل الإعلام وتفعيل العمل في إطار أخلاقيات مهنة الإعلام.

 

  هل الظروف مواتية لتنفيذ المبادرة؟

 

  كلية الإعلام بجامعة بن غازي تبنت هذا المشروع، ونأمل أن يشرف على تنفيذه وزارة الإعلام وحكومة الوحدة الوطنية، في ظل توحيد مؤسسات الدولة، واستشار الرأي العام المحلي. وبذلك فإن هذا يعطي إشارات إيجابية بوجود بيئة حاضنة لدعم هذه المبادرة.

 

  ألا تلاحظون أن خطاب الكراهية أصبح منتشرا بقوة في كل المجتمعات؟

 

أوافقكم الرأي، فلهجة الكره والتنمر وتغذية الخلافات وتقوية الصراعات سائدة في محتوى وسائل الإعلام الغربية والعربية والمحلية، لشدة الصراعات بين الطوائف والأحزاب والقوى المتصارعة على السلطة، كلا يحاول تشويه الآخر لتحقيق مكاسب ومصالح شخصية.

 

  كيف نتجاوز هذه الظاهرة في ظل الانتشار الرهيب لوسائط التواصل الإجتماعي؟

 

لن يتم القضاء على خطاب الكراهية والتنمر بين الأفراد والمجتمعات والقوى المتصارعة بسهولة، في ظل مساحة الحرية المطلقة، والتي لا حدود لها على المنصات الرقمية ووسائل الإعلام الجديد، إلا إذا وضعت ضوابط قانونية وعقوبات على كل من يمارس الكره، التنمر الإلكتروني لأنه سبب مباشر في تأجيج الصراع.

 

حاورتها: ميمي قلان

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى