وهران:استذكار مآثر الشهيدين بن عبد المالك رمضان وبلقاسم زدور إبراهيم
سلط منتدى الذاكرة المنظم بوهران الضوء على المحطات التاريخية للشهيدين البطلين بن عبد الملك رمضان و زدور إبراهيم بلقاسم وكفاحهما ضد المستعمر الفرنسي وتضحياتهما من أجل استقلال الجزائر.
ويعتبر تنظيم منتدى الذاكرة المقام تحت عنوان “شهداء نوفمبر 1954 بالولاية الخامسة التاريخية بن عبد المالك رمضان وبلقاسم زدور إبراهيم نموذجا” بمقر يومية “الجمهورية” بمناسبة إحياء الذكرى ال 67 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة وقفة عرفان لتخليد ذكرى استشهاد هذين البطلين واستذكارا لمآثرهما، حسبما ذكره رئيس جمعية “مشعل الشهيد ” محمد عباد في كلمته بالمناسبة.
وقد تم اختيار الشهيدين بن عبد الملك رمضان و زدور بلقاسم إبراهيم كونهما استشهدا في نوفمبر 1954، حيث كان الأول الذي هو من مدينة قسنطينة أحد أعضاء المجموعة ال 22 التاريخية واستشهد بالولاية الخامسة التاريخية بمستغانم والثاني يعد ابن منطقة وهران وكان أول طالب شهيد وقد استشهد بالجزائر العاصمة، كما أضاف رئيس جمعية مشعل الشهيد.
ومن جهته قال المدير العام ليومية “الجمهورية” الصادرة بوهران محمد عالم في تدخله، أن هذا اللقاء الذي حضره مجاهدون ومجاهدات ومؤرخون وطلبة وجمعيات “نستذكر من خلاله الشباب الذي استشهد في سبيل الاستقلال ونقف عند بشاعة الجرائم النكراء التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق الشعب الجزائري”.كما أبرز الأستاذ بلحاج محمد مختص في التاريخ بجامعة وهران 1 “أحمد بن بلة” في محاضرته “السيرة النضالية للشهيد بن عبد الملك رمضان (1928 -1954)” حيث كان مناضلا في الحركة الوطنية ومصرا على مواصلة النضال رغم مضايقات ومتابعات الاستعمار الفرنسي له وسقط في ميدان الشرف بمنطقة مستغانم في 4 نوفمبر 1954.وكان الشهيد زدور بلقاسم طالبا وقد درس في مدارس الزيتونة والأزهر وكان من معتقلي مظاهرات 8 ماي 1945، حيث يعتبر أحد المحضرين لهذه المظاهرات بوهران، كما أضاف المحاضر.
واستنادا إلى بعض الدراسات، فإن الشهيد زدور إبراهيم بلقاسم الذي ولد في 1923 بوهران يعتبر مترجما لبيان أول نوفمبر1954 وفق الأستاذ بلحاج الذي يرجح أن يكون ذلك صحيحا كونه يتقن ست لغات أجنبية، بالإضافة إلى العربية مما يؤهله بترجمة بكل أمانة هذه الوثيقة التي تعد مرجعية هامة في تاريخ الجزائر.
كما ركز من ناحيته الأستاذ ملاح الهواري، من نفس الجامعة، على عائلة الشهيد زدور إبراهيم بلقاسم ومسيرته وتعليمه وثقافته والمقالات الصحفية التي كان يكتبها و إلى تاريخ نضاله إلى أن يتم اعتقاله من طرف الاستعمار الفرنسي في 2 نوفمبر 1954 وتعرضه إلى أبشع تعذيب حتى استشهد وعثر على جثته بوادي “الحميز” بالجزائر العاصمة.
وفي ختام هذا اللقاء، منحت جمعية “مشعل الشهيد” لمديرة تحرير يومية “الجمهورية “، ليلى زرقيط، وسام الذاكرة عرفنا لما تقدمه في مجال الحفاظ على الذاكرة وكذا تكريم الصحفية بإذاعة وهران نصيرة غرناطي التي تحصلت على الجائزة الثانية لجائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف.وقد تم تنظيم هذا المنتدى من طرف جريدة “الجمهورية” وجمعية “مشعل الشهيد”، وقد برمجت هذه الأخيرة عدة لقاءات بولايات أخرى بمناسبة إحياء الذكرى 67 لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 المجيدة، منها ملتقى بالأغواط يوم 24 نوفمبر الجاري حول “الأسلحة الكيماوية المستعملة من طرف الاستعمار الفرنسي ضد المواطنين العزل”.