
عرف اليوم الثاني من عيد الأضحى المبارك تحسّنا ملحوظا في الخدمات التجارية بولاية وهران، وذلك بفضل الاستجابة الواسعة للتجار المسخرين ضمن مخطط المداومة الذي أعدته وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية، بالتنسيق مع مديرية التجارة للولاية. ولقي هذا التجاوب ترحيبا كبيرا من المواطنين، الذين اعتبروا أن فتح المحلات التجارية والمخابز ومحلات المواد الغذائية والصيدليات ساهم في تخفيف أعباء العيد، وجنّبهم المعاناة التي اعتادوا عليها في سنوات مضت بسبب الإغلاق التام للمحلات.
و في مختلف بلديات وهران، من عين الترك إلى بئر الجير مرورا بالسانيا وسيدي الشحمي، لم تسجل مظاهر الارتباك أو التذمر المعتادة خلال عطلة العيد. المواطنون وجدوا حاجياتهم متوفرة، من الخبز والحليب، إلى الخضر والفواكه، دون الحاجة إلى التنقل أو الانتظار الطويل. ويقول أحد السكان من وسط المدينة: “اعتدنا في كل عيد أن نقوم بجولات طويلة للعثور على خبزة أو علبة حليب، لكن هذا العيد مختلف تمامًا، أغلب المحلات كانت مفتوحة والخدمة متوفرة بسهولة.” إضافة إلى التجار المسخرين رسميا والبالغ عددهم 1451 تاجرا حسب مديرية التجارة فقد بادر عدد معتبر من التجار غير المعنيين بالمداومة إلى فتح محلاتهم طوعا، في مشهد لافت يعكس تنامي حس المسؤولية الاجتماعية وروح التضامن لدى المهنيين.وقد لاقت هذه المبادرات استحسانا واسعا، لا سيما في الأحياء السكنية التي كانت تشهد، في السابق، شللا شبه كلي في النشاط التجاري خلال العيد.
من جانبها، واصلت فرق الرقابة، المكونة من 62 عونا عبر إقليم الولاية، عملها خلال ثاني أيام العيد، من خلال خرجات ميدانية لتفقد مدى التزام التجار المعنيين بالمداومة، خصوصا على مستوى سوق الجملة للخضر والفواكه، الذي عرف نشاطا عاديا وتوفرا جيدا للمنتجات، دون تسجيل أي اختلالات.
و أجمعت آراء المواطنين على أهمية هذه التجربة التي وصفوها بـ”الناجحة”، مطالبين بتثبيتها في جميع المناسبات الرسمية والدينية، واعتبارها مكسبا يجب الحفاظ عليه، سواء من خلال المتابعة الصارمة من قبل الجهات المعنية، أو من خلال ترسيخ ثقافة الالتزام لدى التاجر. ومثّلت ثاني أيام عيد الأضحى فرصة حقيقية لإبراز نجاح مخطط المداومة بولاية وهران، والذي ترجمته الاستجابة الفعلية للتجار على الميدان، وانعكس مباشرة على راحة المواطن خلال مناسبة دينية هامة. تجربة أثبتت أن التنسيق المحكم، والرقابة الميدانية، والأداء الواعي للتجار، قادرون على تحويل الأعياد من فترات أزمة إلى محطات راحة واطمئنان.
ب. ليلى