ناقشت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء وهران بعد النقض قضية استيراد، حيازة،تخزين،نقل و وضع للبيع مخدرات بطريقة غير مشروعة ضمن جماعة إجرامية منظمة المتابع فيها كل من المدعوين (ش.عبد الجليل)، ( ك.مصطفى)، حيث قضت بإدانتهما 12 سنة سجنا نافذا و هو نفي الحكم الصادر عن المحكمة الابتدائية.
بالرجوع إلى تفاصيل القضية و حسب معلومات مسربة من الملف تعود لتاريخ السادس نوفمبر من سنة 2016 ،عندما وردت إلى المصلحة الجهوية للتحقيق القضائي بالناحية العسكرية الثانية معلومات حول نشاط المدعو (ش.عبد الجليل) في المتاجرة بالمخدرات وكانت موضوع تقرير إخباري،و سمحت التحريات بالتعرف على السيارة التي يستعملها المشتبه فيه و هي من نوع رنو کلیو کومبیس و التأكد من عزم عناصر الشبكة على نقل كمية من المخدرات من منطقة مغنية إلى الغزوات على متن سيارة من نوع “رونو 25 ” و بالتنسيق مع مصالح الجمارك بالغزوات تم بتاريخ 05-01-2017 رصد السيارة المشبوهة مركونة على حافة الطريق بدون سائق وبداخلها كمية من المخدرات بوزن 95.2 كلغ عبارة عن 04 رزم و تم توقيف المدعو (ش.عبد الجليل) الذي اعترف أنه صاحب الشحنة المضبوطة و كشف عن شريكه (ك. مصطفى) المدعو “مصطفى بقيرة” الذي تولى إخفاءها على مستوى حي الوئام بمغنية مضيفا أنه بحكم إقامته بمنطقة الريان الحدودية نشط في مجال تهريب الوقود و ربط علاقات مع أشخاص من جنسية مغربية منهم المدعو (ب.يوسف) الذي دعاه في منتصف سنة 2015 إلى المغرب (وجدة) دخلها بطريقة غير شرعية وهناك عرض عليه العمل معه في تهريب المخدرات بإدخال كمية بين 10 و 20 كلغ عبر الحدود و إيصالها إلى مدينة مغنية على أن يمكنه هناك من رقم هاتف الشخص الموجهه له المخدرات معترفا بقيامه بعدة عمليات لفائدة السالف ذكرها لغاية منتصف سنة 2016 أين أصبح يعمل لحسابه و صار يزوده بالمخدرات بينما تدبر هو أمر الناقل الذي يوصل المخدرات من الحدود المغربية إلى مغنية و اتصل بالمدعو ميلود الطايوان و اتفق معه من أجل ذلك ثم اتصل بالمدعو (ك. مصطفى) المكنى مصطفى بقيرة (المعروف عنه وسط تجار المخدرات بتخزينه تلك المادة مقابل مبالغ مالية و اتفق معه ليخزن له المخدرات و شرع في العمل وكان يتلقى من (ب.يوسف) ما بين 100 و150 كلغ ينقلها ميلود طايوان من الحدود و يخزنها عند (ك.مصطفي) بحي الوئام بمغنية بعدد 04 شحنات سلمها لأشخاص حددهم المدعو (ب.يوسف) باستثناء الشحنة الرابعة التي بقيت مخزنة من شهر نوفمبر 2016 إلى شهر جانفي لأنه لم يتلقى تعليمات من مرسلها فقرر بيعها لشخص من الغزوات و بتاريخ 05-01-2017 اتفق مع المدعو ميلود طايوان على نقلها إلى هذه المدينة فأبلغه هذا الأخير أنه سوف يرسل أحد سائقيه على متن سيارة رنو 25 و بالفعل أرسل له في نفس اليوم السيارة محملة بكمية 100 كلغ من المخدرات انطلق بها السائق إلى مدينة الغزوات أين تم ركنها بالقرب من السوق اليومي وبعد فترة علم بحجز تلك السيارة فلم يكثرت و واصل حياته بصفة عادية کونه كان متأكدا بعدم الوصول إليه لأن السيارة بدون وثائق وضبطت بدون سائق.
المدعو (ك.مصطفى) المكنى “مصطفى بقيرة” عند سماعه من طرف الضبطية القضائية اعترف بما هو منسوب له مؤكدا تصريحات المشتبه فيه (ش.عبد الجليل) بأنه كان مكلفا من هذا الأخير بتخزين المخدرات و استلم 04 شحنات خبأها بالواد الواقع خلف بيته العائلي الكائن بحي الوئام طريق وجدة / مغنية و يحرسها لغاية تلقيه اتصال هاتفي منه يخبره بنوع السيارة التي ستحضر لاستلام المخدرات دون إفصاح عن اسم السائق و لا يقترب منهم و يبقى على بعد 20 مترا ما عدا الشحنة الثانية حضر شخصان زكريا و یاسین قريبي (ش.عبد الجليل) و هو التصريح الذي فنده هذا الأخير.
هذا وقد تراجع المتهمين أمام التحقيق القضائي عن اعترافاتهما و صرحا أنها كانت تحت الضغط والإكراه.خلال جلسة المحاكمة اعترف (ش.عبد الجليل) بحيازته المخدرات ناكرا باقي تصريحاته التي كانت حسبه تحت الضغط و التعذيب،أما المتهم الثاني (ك.مصطفى) فصرح أنه حارس حظيرة و لم يكن في البداية يعلم بان السيارة المركونة بالحظيرة محملة بالمخدرات إلا في الأخير و تقاضى مبلغ 5الاف دينار تكلفة الحراسة.ممثل الحق العام خلال مرافعته أكد ثبوت التهم ضدهما ملتمسا توقيع عقوبة 20سنة سجنا نافذا لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب