
20 سنة سجنا لقاتل شاب بمحور الدوران لبئر الجير بوهران
عالجت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار المتابع فيها (م.قادة) شاب في الثلاثينيات من عمره حيث قضت بتسليط ضده عقوبة 20 سنة سجنا ،بعد رفض إعادة تكييف الوقائع إلى جناية الضرب و الجرح بالسلاح المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها.
و حسب ما جاء خلال جلسة المحاكمة فإن وقائع القضية تعود لتاريخ السادس و العشرين فيفري من سنة 2019 في حدود الساعة العاشرة مساء تلقى عناصر الأمن بوهران نداء مفاده وجود الضحية (ه.جيلالي) ملقى على الأرض مصاب بجروح بواسطة سلاح أبيض وهذا على مستوى محور الدوران المشتلة بئر الجير وهران، أين تم نقله إلى المستشفى أول نوفمبر بوهران وقد عثروا بعين المكان على سلاح أبيض من نوع”اوكابي”، و في اليوم الموالي تم إخطارهم من قبل مصالح المستشفى بوفاة الضحية ليتم إلقاء القبض على المشتبه فيه المدعو (م.قادة)، بعدما قام بالفرار بعد الوقعة إلى ولاية معسگر، أين صرح بأنه بتاريخ الوقائع في حدود الساعة الثامنة صباحا الا ربع خرج من منزلهم العائلي وبحوزته سلاح أبيض من نوع ” اوبینال” صغير الحجم ذو مقبض خشبي وعلى بعد حوالي 40 متر أحس بشخص من خلفه ولما التفت تفاجأ بالضحية وهو يحمل بيده سكين من نوع “أوكابي” وعصا خشية والتي قام بضربه بها في الرأس
وفي معصم اليد اليسرى، فسقط أرضا ولما استفسره عن سبب ضربه صرح له الضحية بعبارة “غادي نوسخلك گواغطك وندخل لحبس” عندها غافله و لاذ بالفرار فلحق به الضحية وهو يصيح بعبارة “خاين.. خاين” إلى غاية محور الدوران المشتلة ببئر الجير، أين توقف من أجل توقيف سيارة أجرة قصد التوجه إلى منزلهم العائلي، إلا أن الضحية لحق به وبيده السكين والعصا الخشبية، فأخرج المشتبه فيه بدوره سكين ودخلا في مناوشات جسدية باستعمال الأسلحة البيضاء وبعدها رأي الضحية يسقط على الأرض ولما أراد مغادرة المكان، نهض الضحية وبدأ برميه بالحجارة والتقدم نحوه، إلا أنه سقط مرة أخرى من جراء الإصابة التي أصابه بها ليقوم بمغادرة المكان باتجاه العيادة الطبية بمقمبيطة ، ثم اتصل هاتفيا بوالده وأخبره بالوقائع،مضيفا أن أثناء الشجار تدخل شخص يدعى “عمار” صاحب محل لبيع السجائر و شخصان آخران يعملان بمقهى مسك الليل،الذين جاءت تصريحاتهم متطابقة مع المتهم مؤكدين أن الضحية هو من جاء من مدينة حاسي بونيف إلى بئر الجير و ترصد المشتبه فيه الذي حاول تفاديه و الهروب منه.
من جهة أخرى تم سماع الشاهد المدعو (ص.م.منصور) من طرف مصالح الأمن الذي صرح أن المرحوم يعد صديقه منذ الصغر وكان يعمل لديه بسوق الخضر والفواکه ببلدية كرمة و يومها سمع صوت الشاحنة أمام المنزل وبعد تفقده لهاتفه لاحظ أنه تلقى عدة اتصالات هاتفية من طرف الضحية المرحوم لمباشرة العمل، فتوجه إلى السطح من أجل المناداة عليه فشاهده يغادر المكان على متن الشاحنة وعند وصوله الى مفترق الطرق اعترضت طريقه مركبة من نوع کلیو كومبيس على متنها أربعة أشخاص،نزل منهم ثلاثة وهم المتهم و شقيقيه فيما بقي السائق الذي لم يتعرف عليه، أين نشب شجار عنيف بينهم، فخرج مسرعا ليجد (م.هواري) يحمل بيده عصا خشبية فيما كان شقيقاه قادة و رضوان يحملان أسلحة بيضاء من نوع “بوشية” قاما بتهديده بها، عندها قام بالفرار إلى مسكنه والاستنجاد باخويه وفر الضحية هو الآخر على رجليه باتجاه مفترق الطرق “المشتلة”، فقام (م.قادة) باللحاق به، إلا أنه وبعد عودته إلى مكان وقوع الشجار وجد الشرطة بعين المكان وأنه قد وقع الاعتداء على صديقه المرحوم الذي تم تحويله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
خلال جلسة المحاكمة تمسك المتهم بسابق تصريحاته مؤكدا أنه كان في حالة الدفاع عن النفس ،و هذا ما اكده جميع الشهود ،في حين غاب الشاهد (س.م.منصور) الذي كشفت أطوار المحاكمة أنه هو السبب الرئيسي للجريمة ،حيث الشجار كان بين هذا الأخير و شقيق المتهم المريض عقليا و يتناول أقراص مهلوسة بناء على وصفة طبية اين كان يعتدي عليه رفقة أشقائه ويجردونه من ملابسه بغرض سلبه تلك الأقراص ليبدأ الصراع بين العائلتين وتم إقحام الضحية في الموضوع لترصد المتهم باعتباره قوي البنية من أجل الاعتداء على المتهم و تصفيته.
ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لخطورة الوقائع التي باتت تأخذ أبعادا جد خطيرة مما يتطلب تسليط احكام ردعية ،ملتمسا توقيع عقوبة الإعدام ،لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
بن شارف.أ