
حققت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء وهران في قضية الحيازة ، النقل ، التخزين و الشراء و البيع بطريقة غير مشروعة من قبل جماعة إجرامية منظمة ،المتابع فيها أربع متهمين لا يزال احدهم في حالة فرار حيث قضت بإدانتهم ب 20 سنة سجنا نافذا،و هي نفس العقوبة الصادرة عن المحكمة الابتدائية والتي حكمت غيابيا على المتهم الفار بالسجن المؤبد.
انطلقت وقائع القضية بتاريخ الثالث والعشرين أوت من سنة 2022 عندما وردت معلومات لفرقة البحث والتدخل لولاية النعامة لمحاولة تمرير شحنة من المخدرات وبعد التنسيق مع فرقة الجمارك ووضع عدة كمائن ونقاط التفتيش تم توقيف بتاريخ الرابع و العشرين أوت من سنة 2022 على الساعة 4 و 30د صباحا على مستوى قريتي تيرکونت مكاليس لشاحنة هيونداي يقودها (ش.سفيان) وبعد تفتيشها تم العثور على 147.8 كلغ مخدرات مخبأة في مخبأ سري داخل صندوق الشاحنة وعند الاستماع إلى هذا الأخير أهم ما صرح به أنه قدم من مغنية تلمسان إلى النعامة لنقل المخدرات من شخص يجهله وأنه على اتصال بسفيان المقيم بالمغرب ،و بقرية تيركونت بالنعامة أوقف الشاحنة قرب مركز البريد ليحضر شخص ملثم سلمه الشاحنة لشحنها بالمخدرات وأعادها له وعند محاولته المغادرة أوقف،مضيفا أن المدعو سفيان وفر له شاحنة بعد ان اتفق مع مالكها (خ.عبد القادر) على نقل ملكيتها له مؤكدا أن الهاتف نوع سامسونغ وجده داخل الشاحنة بعد عودته من مدينة عين تموشنت ويستعمله في التواصل مع الممون و مع المدعو سفيان. مواصلة للتحقيق تم الحصول على مقاطع الفيديو وبعد الحصول عليهم تبين ظهور الشاحنة محل الحجز يتم ركنها ليلا الساعة 21 و 25 لغاية الساعة 01 و 41 د صباحا ليحضر شخص ملثم واقترب من السائق وتحدث معه وبعدها نزل السائق وسلمه الشاحنة وتوجه بها وبعد مرور ساعة وأربعون دقيقة أعاد الشخص الملثم الشاحنة ومنحها لسائقها (ش.سفيان) لينطلق بها محملة، واستنادا على هذا المقطع تم تكثيف التحريات للتحري عن الشخص الملثم أين تم الوصول إلى المسمى (ل.حمزة) المقيم بقرية تيركونت وعند توقيفه وعرضه على (ش.سفيان) تعرف عليه مباشرة من خلال نبرة صوته وملامح عينه وعند الاستماع إليه نفي ما نسب إليه و أن يكون الشخص الملثم الذي يظهر في فيديو نافيا معرفته ب(ش.سفيان) وانه بتاريخ الوقائع الساعة الواحدة صباحا كان متواجدا بمنزله بقرية تركونت وان الملابس التي كان يرتديها أثناء توقيفه هي نفسها التي كان يرتديها منذ 10 أيام تقريبا ولم يتم الاستماع (خ.عبد القادر) لعدم استجابته لاستدعاءاتهم.
لكن المتهم الموقوف أول وهلة تراجع فيما بعد عن تصريحاته الأولى وأكد أن المخدرات ملك المتهم (ح.محمد الأمين) المكنى ولد حمو المقيم بمدينة مستغانم مالك فندق بمستغانم و انه سبق وان نقل له المخدرات أواخر سنة 2022 ولم يدلي بهذه التصريحات خوفا منه و من المدعو سفيان،و مواصلة للتحقيق تم استدعاء (ح.محمد أمين) كشاهد أين صرح انه مالك فندق بصابلات مستغانم وملهي ليلي تابع للفندق كما يملك فندق آخر بالشراكة مع (ب.سفيان) و(ي. ج) كائن بصابلات مستغانم إضافة إلى شركة لنقل الأشخاص سيارة أجرة وانه لا يعرف المتهم (ش.سفيان) وتصريحات هذا الأخير انه مالك المخدرات لا أساس لها من الصحة وانه تعرض للتهديد بتوريطه من قبل(ب.سفيان) المتواجد بسجن وهران بعد فسخ عقد إيجار المطعم والملهي التابعين للفندق الخاص به،وبالنسبة للصور والفيديوهات المشبوهة لتعاطي المخدرات أكد انه لا يعلم بها و أن صاحب الحساب الالكتروني(ه.حبيب) من أرسلها له وهو يشتغل مغني في الفندق ملكه ولا يعلم سبب إرساله له وعن محاضر قاضي التحقيق القطب الجزائي المتخصص فهي تخص المتهم (ب.سفيان) شريكه أراد التأكد أن كان فعلا متورط لفسخ شراكته معه،و بعد مواجهته بالمدعو(ش.سفيان) أكد هذا الأخير أن الماثل أمامه (ح.محمد الأمين) هو من سبق له و أن سلمه شحنة المخدرات في جانفي 2022 بوزن 100 كلغ وعن الشحنة المقدرة ب 147 كلغ كان من المفروض توصيله له بفندقه بالصابلات وكان سيستلم اتعابه من عند المدعو سفيان ولم يشر إلى اسمه عند الضبطية القضائية بعد طلب منه تحمل القضية بمفرده ولم يساعده فقرر قول الحقيقة،ليتم توجيه الاتهام للمدعو (ح.محمد الأمين) الذي أنكر ما جاء على لسان (ش.سفيان) وأكد انه لا يعرفه ولم يسبق أن التقي به و أن سبب اتهامه شكوى كيدية من قبل (ب.سفيان) الملقب “قنفودة” و أحد محامي هذا الأخير هو من كشف له الأمر و هو يحوز على تسجيل صوتي يثبت أقواله. خلال جلسة محاكمة الاستئناف غير (ش.سفيان) جميع تصريحاته عكس ما جاء خلال المحاكمة الابتدائية ، نافيا التهم عن جميع الماثلين أمامه خاصة (ح.محمد الأمين) وأن من حرضه على تلفيق له التهمة هو (ب.سفيان) المكنى “قنفودة” لما كانا مسجونين مع بعض.ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لثبوت التهم ضد جميع المتهمين ملتمسا توقيع عقوبة السجن المؤبد لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب