عاجلمنوعات

3 سنوات سجنا لمُستغلّي قاصرة و تهريبها عبر قوارب الموت إلى اسبانيا

 ناقشت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران قضية إبعاد و تحريض قاصر على فساد الأخلاق،تهريب قاصر من طرف جماعة إجرامية منظمة و عدم الإبلاغ عن جناية المتابع فيها ستة متهمين منهم موقوفين اثنين فقط في حين لا يزال البقية في حالة فرار و منهم من تخلف عن الحضور، حيث ادانتهما بثلاث سنوات سجنا نافذا ،في حين أدين الآخرين غيابيا.

تعود وقائع القضية لتاريخ الثامن والعشرين نوفمبر من سنة 2018 عندما تقدم شخص إلى مقر الأمن الحضري 19 ليقدم بلاغا عن اختفاء ابنته التي منذ خروجها مساء البارحة لتلقي دروس تدعيمية لم ترجع للمنزل، ليتبين بعدها أن الضحية القاصرة كانت تربطها علاقة غرامية بالمسمى (د.أ) الذي تمكن من الهجرة غير الشرعية نحو فرنسا عن طريق قارب مطاطي،أين بدأ يلح عليها من أجل اللحاق به، فتملكت الضحية القاصرة جموح فكرة الذهاب الى عشيقها بنفس الطريقة وبأي ثمن ومع أي شخص يساعدها على ذلك ، فأخذت خلال شهر سبتمبر 2018 تتواصل مع المتهم (د.ع) أخ عشيقها على موقع التواصل الإجتماعي الفايسبوك و المسنجر ،وذلك يوميا وتطلب منه أن يساعدها في مغادرة التراب الوطني و اللحاق باخيه مؤكدة له أنها تحوز على مبلغ 35 مليون سنتيم ثمن الرحلة البحرية غير الشرعية حينها أكد لها موافقته على مساعدتها و  وطلب منها أن تدفع له مبلغ 30 مليون سنتيم، كما تبين أن الضحية القاصرة لم تكن تطلب فقط من (د.ع) مساعدتها على الهجرة وانما طلبت ذلك أيضا من المتهم الثاني (م.إ) الذي كانت تتواصل معه هو كذلك على موقع فايسبوك الذي حاول مساعدة الضحية القاصرة على “الحرڨة” وطلب منها أن تدفع له مبلغ مسبق قدره 10 ملايين سنتيم، وتبين أن للضحية صديقة مقربة منها جدا تدرس معها في طور السنة الرابعة متوسط المسماة (ل.خ) الملقبة شاهيناز وتعرف كل أسرارها هي وأسرتها ووالديها و عمها على علم تام بنية  الضحية القاصرة الهجرة  عبر البحر نحو إسبانيا وكيفيتها وموعدها وساعدوها على ذلك، وحتى توفر الضحية ثمن الهجرة قامت بسرقة مصوغ وحلي جدتها و سلمتها لصديقتها المدعوة ( شاهيناز) وذلك بالمتوسطة التي تدرسان بها من أجل أن تدبر لها عملية بيعه أين قامت هذه الاخيرة  بتسليمها لعمها (ل.م) المقيم معها بنفس المنزل أين قام ببيعه بمبلغ 31 مليون سنتيم ، أين طلبت الضحية منها أن تبقي المبلغ بحوزتها إلى حين تمكنها من ترتيب عملية “الحرڨة” ، وفي تلك الأثناء كانت الضحية القاصرة مواظبة في البحث عن من يساعدها في مبتغاها على مواقع التواصل الإجتماعي بعدما لم يصل إتفاقها مع المتهمين (د.ع) و(م.إ) إلى نهايته أين قادتها اتصالاتها إلى المتهم (ب.س) الذي بمجرد طلبها منه مساعدتها أكد لها موافقته وبتاريخ 27 – 11 – 2019 إتصل بها عبر تطبيقة المسنجر ليطلب منها منحه رقم هاتفها النقال و اتصل بها ليخبرها أن ثمن الرحلة البحرية على متن القارب تقدر ب 25 مليون سنتيم وبأنه هو أيضا سيغادر معها على متن نفس الرحلة  مؤكدا لها أن موعد إنطلاقها سيكون يوم 28 – 11 – 2018 على الساعة 03:00 صباحا، مباشرة قامت الضحية القاصرة بإخبار صديقتها  شاهيناز و جهزت نفسها بمنزلها بعلم جميع افرادها ، بعدها تنقلت إلى منزل (ب.س) و قضت ليلتها  برفقة والدته وأشقائه، وفي حدود الساعة الواحدة صباحا تنقلت رفقته على متن مركبة أحد أصدقائه الى واجهة البحر بالمكان المسمى (monta) حيث كان هناك مجموعة من المرشحين للهجرة غير الشرعية من مختلف الأعمار متجمعين ينتظرون حضور الجميع وفي حدود الساعة 02:00 صباحا حضر البقية واكتمل العدد  وفي تلك الأثناء حضر زورق كبير الحجم واقترب من الشاطي وطلب منهم الإسراع في الركوب فركب الجميع وانطلق بهم نحو إسبانيا وبعد مرور حوالي 20 ساعة من الإبحار وصلوا إلى المياه الإقليمية الإسبانية أين رصدتهم مصالح الدرك الإسباني وتم إيقاف جميع من كان على متن الزورق وتحويلهم الى مقرهم بمن فيهم الضحية القاصرة التي بقيت مدة ثلاثة أيام على مستواهم ، بعدها تم نقلها إلى مقر جمعية خيرية هناك باسبانيا أين مكثت بضعة أسابيع بعدها تنقل والدها إلى مدينة أليكانت الإسبانية وقام بإعادة ابنته الضحية إلى منزله بالجزائر لتنكشف أطراف وخيوط وقائع تهريب القاصرة من بيتها بالجزائر إلى الدولة الأجنبية إسبانيا من طرف كل من (ب.س) وشركائه،أين تم توقيف اثنين منهم فقط.

خلال جلسة المحاكمة التي غابت عنها الضحية في حين حضر دفاعها، أنكر المتهمين الموقوفين جميع التهم المنسوبة اليهما و أن لا علاقة لهما بمساعدة الضحية القاصرة في الهجرة حيث قصدت أحدهما في بادئ الأمر لتدبير لها رحلة لكن اكد لها فشله في امكانيته ذلك و انقطعت الاتصالات فيما بينهم.

دفاع الضحية  كشف الوضعية الصحية الكارثية التي أصبحت عليها و أنها تقبع حاليا في غرف الإنعاش حيث تتدهور حالتها كلما اقترب موعد المحاكمة.ممثل الحق العام خلال مرافعته التمس توقيع عقوبة 5سنوات سجنا نافذا ضد الموقوفين،لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.

 

بن شارف.أ

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى