
ناقشت محكمة الجنايات الإستئنافية لدى مجلس قضاء وهران قضية الضرب و الجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها المتابع فيها (ق.حميد) حيث قضت بإدانته ب 7سنوات سجنا نافذا.مع الإشارة أنه سبق للمحكمة الإبتدائية و أن عاقبته ب10 سنوات سجنا نافذا.
بالرجوع إلى تفاصيل القضية فتعود لتاريخ الفاتح مارس من سنة 2021 على الساعة التاسعة مساءا تم إخطار مصالح أمن دائرة بئر الجير من قبل العناصر العاملة بنقطة المدخل الشمالي لحي سيدي البشير عن تقرب بعض المواطنين أمامهم للإبلاغ عن وقوع حادث مرور جسماني بالشارع الرئيسي و بعد التنقل إلى عين المكان تم التأكد من المعلومة بوجود شخص من جنس ذكر ملقى على ظهره بجانب الرصيف على بعد حوالي 15 متر من الممهل في اتجاه السوق اليومي لحي سيدي البشير و متعرض لإصابات بليغة على مستوى الرأس و البطن و نزيف دموي في الأذنين والأنف، في حين تقدم عناصر فرقة الحماية المدنية بمكان الحادث و أكدوا من خلال معاينتهم أن الشخص الملقى على الأرض قد فارق الحياة و حسب المعلومات الأولية المستقاة بعين المكان أن مرتكب الحادث سائق حافلة نقل المسافرين نوع “تيوتا كواستر” الذي لم يجدوه بمكان الحادث، هذا الأخير تم توقيفه من قبل دورية الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بسيدي البشير على بعد مسافة حوالي 300 متر عن مكان الحادث و يتعلق الأمر بالمدعو (ق.حميد) الذي كان يتولى قيادة حافلة نقل المسافرین نوع “تويوتا كواستر” و في مكان الحادث تم تحديد نوع المركبة “رونو كليو” الجيل الأول زرقاء اللون التي قدم على متنها الضحية و رفقائه.
لدى سماع سائق الحافلة تيوتا كواستر متهم قضية الحال (ق.حميد) أكد انه كان يقود الحافلة “تيوتا كواستر” بعدما كان قادما بتاريخ الوقائع من حي الشهيد محمود مساء التقى في وسط الطريق مركبة نوع “رونو كليو” زرقاء اللون متوقفة و على متنها أربعة أشخاص رجلان و فتاتان و لما طلب منهم الابتعاد وفسح الطريق واجهوه بوابل من السبب و الشتائم و رشقوه بقارورات الجعة ثم اقلع سائق المركبة “كليو” أمامه في السير بسرعة بطيئة مع غلق الطريق و أثناء تواجدهما أمام أحد الممهلات اغتنم الفرصة و قام بتجاوزهم الفعل الذي لم يتقبلوه و قام سائق المركبة “كليو” بملاحقته إلا أنه كان يسير في وسط الطريق أمامهم لغلق الطريق عنهم بعدم تجاوزه إلى غاية وصوله بمقر الشرطة لحي سيدي البشير و عند وصوله لمقر الأمن الحضري سيدي البشير لم يلتحقوا به أين قام بالإبلاغ عنهم دون معرفته لمواصفات السيارة لكن تم توجيهه إلى مصالح فرقة الدرك الوطني بحاسي بونيف المختصة إقليميا بمكان بداية المناوشات الشهيد محمود و أضاف أنه قبل مجيئه إلى الأمن الحضري سيدي البشير كان قد توجه إلى الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية سيدي البشير و هم من وجهوه لترسيم الشكوى على مستوى الأمن الحضري و في الطريق اقتربت منه السيارة “كليو” التي كانت تلاحقه و نزلت منها فتاة ترتدي جلابة سوداء ووجهت له عبارات السب و التهديد لحظتها تفاداها نتيجة لمرافقته لابنه الصغير في السن وواصل سيره مسرعا إلى مصالح الأمن الحضري سيدي البشير الذين قاموا بتوجيهه إلى فرقة الدرك الوطني لترسيم شكوى كما صرح أنه و عند خروجه من مقر الأمن الحضري اتصل بأحد العمال الذي جاء من أجله يقيم بحي سيدي البشير لنقله إلى مكان عمله و في وسط الطرقات الضيقة بحي سيدي البشير صادف صاحب السيارة “رونو كليو” الذي كان في حالة سكر كما تبين له انه كان في انتظاره راجلا و بمجرد السير بالقرب منه و دون سابق إنذار لاحقه مسرعا و قام بضرب زجاج الحافلة من الجهة اليسرى مع السب و الشتم من اجل توقيفه، حينها تعمد صدمه بالحافلة جانبيا بشكل خفيف قصد إبعاده عن الحافلة كونه كان يسير بسرعة بطيئة لكنه لم يلتفت خلفه إن كان الضحية لا يزال عالقا بالحافلة أو سقط أرضا وواصل سيره إلى غاية إركاب العامل كممرض بشركة خاصة بحاسي عامر الذي جاء لنقله، لحظتها شاهد عناصر فرقة الدرك فتوجه صوبهم إلى أن تم تحويله من قبل عناصر الشرطة، مشيرا أنه أثناء الوقائع لم يشاهد السيارة “كليو” و لا الأشخاص الذين كانوا رفقة الضحية مؤكدا أن ادعاءات صاحب المركبة “رونو كليو” و الفتاتين بخصوص تبرير ملاحقتهم له نتيجة لتعرضهم لحادث مرور مادي طفيف معه بالحافلة لا أساس له من الصحة.ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لثبوت التهم ضد المتهم ملتمسا توقيع عقوبة 10سنوات سجنا لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب