
حققت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران في جناية التهريب على درجة من الخطورة بالمساس بالصحة العمومية و الاقتصاد الوطني و جنح مخالفة الأحكام الإدارية و التقنية لاستعمال و إنتاج مواد و أدوية ذات خصائص مخدرة ، صناعة أدوية مقلدة و توزيعها و إنتحال اسم الغير من شأنه قيد حكم في صحيفة السوابق القضائية و تزوير وثائق إدارية و إستعمال المزور حيث قضت بإدانة المتهم ب7 سنوات حبسا نافذا عن الجنح مع تبرئته من جناية التهريب.
بالرجوع إلى تفاصيل القضية و حسب ما جاء خلال جلسة المناقشة فقد انطلقت بناء على معلومات مؤكدة وردت إلى المصلحة الجهوية للتحقيق القضائي بوهران قيام شبكة إجرامية بتهريب المؤثرات العقلية وموادها الأولية من دولة اجنبية والصين ، عبر وكالة DHL الكائن مقرها بحي قمبيطة وهران ، حيث تبين أن ذات الشبكة الإجرامية تعمل على استرجاع عدة طرود بريدية تحتوي على معدات وأدوات تصنيع الأقراص المهلوسة من نوع بريقابالين تركيز 300 ملغ خلال شهر سبتمبر 2022 و بناءا على معلومات توصلت إليها ذات المصالح مفادها وجود عدة طرود بريدية قادمة من دول أجنبية موجهة لوكالة DHL قمبيطة بوهران ، و لغرض كشف هوية الأشخاص الموجهة إليهم هذه الطرود البريدية الذين سبق و أن سلموا أرقامهم الهاتفية للجهة الموردة لهذه الطرود ، تم تسخير متعاملي الهاتف النقال الثلاثة لموافاتهم بهويات و کشوف اتصالات هذه الأرقام أين تبين أنها مسجلة جميعها باسم المشتبه فيه مما جعل مصالح الأمن تشتبه في شخص واحد وراء هذا العمل الإجرامي وأن الأسماء التي كان يقوم بتسجيل الطرود البريدية باسمها هي أسماء لأشخاص آخرين لغرض التغطية على عمله الإجرامي،كما توصلت التحقيقات الى ان نفس الشخص سيتقدم الى مقر مكتب DHL قمبيطة وهران بتاريخ الثالث عشر سبتمبر من سنة 2022 لغرض استرجاع هذه الطرود البريدية ، حيث تم مراقبة مقر المكتب مراقبة دقيقة ، وفي نفس اليوم و في حدود الساعة الثالثة وعشر دقائق مساءا تم توقيف الشخص بعد إستلامه عشرة طرود بريدية ليتم حجزها و تفتيشها تبين أنها تحتوي على مواد أولية لتصنيع مادة البريغابالين تركيز 300 ملغ والمتمثلة في آلة تعبئة الكبسولات سعة 400 كبسولة و تسعة لفائف ألمنيوم مطبوع عليها عبارة بريغابالين بيكر تركيز 300 ملغ.
المتهم يروي تفاصيل حصوله على المادة الأولية “للصاروخ” من الصينيين
و بعد سماع المتهم اعترف بالتهم المنسوبة إليه و أنه يقوم بصناعة أقراص من نوع بريقابالين300 ملغ داخل بيته الواقع بحي باتيور ، العقيد لطفي وهران منذ حوالي 15 يوم ، و أضاف أنه ربط اتصالات بأشخاص صينيين يقيمون بالصين و تواصل معهم عن طريق تطبيق الواتساب بداية من شهر جانفي 2022 و اتفق معهم على أن يرسلوا له المادة الأولية الخاصة بمادة بريقابالين على شكل بودرة وكبسولات جيلاتين فارغة بالإضافة إلى لفائف ألمنيوم مطبوعة عن طريق مكاتب الشحن السريع و هما DHL و FEDEX حيث تلقى أول شحنة بتاريخ 27-02-2022 عبر مكتب FEDEX الواقع بحي قمبيطة و تتمثل هاته الشحنة في 1 كلغ بودرة من مادة البريقابالين الأولية و بعدها أرسلوا له شحنة ثانية خلال شهر افريل على وجه التقريب وتحتوي 2 كلغ من هاته المادة ثم قاموا بإرسال شحنة ثالثة تمثل في 20 ألف كبسولة جيلاتين فارغة حمراء وبرتقالية و كذلك اقل من 5000 كبسولة جيلاتين فارغة بنية اللون ثم استلم في المرة الرابعة لفائف ألمنيوم مطبوعة و المقدرة ب 5 لفائف ، أما بالنسبة للمعدات التي تم حجزها على مستوى بيته و التي استعملها في إعداد و ملا هاته الكبسولات بمادة بريغابالين و يتعلق الأمر بآلة ضاغطة حرارية فقد اشتراها من مدينة وهران بمبلغ 53 ألف دينار جزائري أما بالنسبة للآلة التي كان يستعملها في ملأ مادة بريغابالين في هاته الكبسولات الفارغة فقد اشتراها من الصين بمبلغ 200 دولار بما فيها مصاريف الشحن و أن مصدرها هو نفس مصدر كبسولة جيلاتين فارغة و كان يقوم بالدفع بواسطة بطاقته البنكية من نوع بايسرة ، كما أضاف أنه بدأ اهتمامه بإنتاج أقراص بريغابالين منذ شهر سبتمبر 2021 ، أما فيما يخص بطاقات التعريف البيومترية التي تم حجزها عنده فهي صحيحة وغير مزورة و قد اشتراها بمبلغ 30 ألف دينار جزائري للبطاقة الواحدة من مدينة سيق من أحد الأشخاص لا يعرفه و الذي تعرف عليه من خلال بطاقة تعريفه الوطنية البيومترية التي اشتراها منه بنفس المبلغ ، في حين قام بتزوير ستة بطاقات تعريف وطنية تحمل كلها صورته مع تغير الاسم و اللقب في كل بطاقة ، و لكن لم يقم باستعمالها لأنه لم يكن متأكد من مدى جودتها ، كما أضاف انه تم حجز قالب من مادة الألمنيوم كان سيستعمله لصناعة حامل كبوسلات الجيلاتين البلاستيكي.
هذا و كشف التحقيق عن حجز ببيته 2800 غرام مسحوق أبيض من مادة البريقابالين ،500 غرام مادة آبابتين و 115 مشط دواء نوبان nopainds ، و 840 علبة دواء من هذا النوع المذكور ، 07 أكياس مملوءة بكبسولات فارغة يحتوي كل كيس على 500كبسولة ، 05 لتر من مادة السيليكون ، آلة طباعة ، آلة للثقب ،ميزان الكتروني ،طابعة ليزر.
خلال جلسة المحاكمة و بكل ثقة نفس و ثبات اعترف بجميع التهم المنسوبة إليه ماعدا التهريب و الاستعمال المزور ،مطالبا من هيئة المحكمة العفو و تخفيف العقوبة و أنه أخطأ و ذلك بسبب الظروف الاجتماعية و المالية التي مر بها خلال جائحة الكورونا و تعطل أعماله الشرعية خاصة و أنه متزوج وأب لطفل ،مؤكدا أنه لم يقم بالتهريب و انما كان يتحصل عليها عن طريق مكاتب الشحن السريع التي تمر على الجمارك و لما نجح في تمرير له شحنتين ،حاول المرة الثالثة لكن تم توقيفه .ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لخطورة الوقائع و ثبوتها ضد المتهم ملتمسا توقيع عقوبة السجن المؤبد و الحجر القانوني مع مصادرة المحجوزات،لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب